بعيداً عن السياسة، استقبل الرئيس حسني مبارك أمس بالقصر الرئاسي وفداً من الفنانين بصحبة الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية وكل من وزير الثقافة الفنان فاروق حسني ووزير الإعلام السيد أنس الفقي. وضم وفد الفنانين الذين مثلوا أجيالا مختلفة في السينما والمسرح والتليفزيون: محمود يس وحسين فهمي ويحيى الفخراني وعزت العلايلي ويسرا ومنة شلبي ونيللي كريم ومنى زكي. واستمر اللقاء لمدة 3 ساعات تم خلاله مناقشة موضوعات كثيرة بعيدة كل البعد عن السياسة ومحصورة في الفن وكيفية الارتقاء به، وذلك إيمانا من الرئيس بدور الفن في الرقي ونشر الوعي. ومن جانبهم طلب الفنانون من الرئيس مبارك أن يكفل لهم المزيد من التسهيلات بخصوص أماكن التصوير المفتوحة وخاصة التصوير في الشوارع والممتلكات العامة، وأن يقيموا مقراً جديداً لنقابة الممثلين بمدينة الإنتاج الإعلامي نظراً لرغبتهم في أن يكون لهم مقر أفضل من المقر الحالي، إضافة إلى النظر في المعاشات التي يتم منحها للفنانين الكبار. كما أبدي الدكتور أشرف زكي نيابة عن الوفد إمتنانه لمبادرة الرئيس لإعادة إحياء عيد الفن، والذي من المقرر إقامته نهاية هذا العام لتكريم أعلام الفن، اعترافا منه بدور الفنانين في الإرتقاء بالذوق العام والتعبير عن مشاكل وفكر ووجدان المواطن المصري. وعلى صعيد آخر أشار الرئيس مبارك إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لدعم صناعة السينما فى مصر وتحفيز الإنتاج السينمائى وتطوير سياسات الإنتاج رغبة منه في أن تحافظ السينما المصرية على مكانتها في مجال الإنتاج السينمائى. كما تساءل الرئيس عن موعد إنهاء أعمال تطوير المسرح القومى، الذى كان قد تعرض للحريق العام الماضى، وعلى الفور أكد الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة أن العمل يسير على قدم وساق وأنه سيتم افتتاح المسرح في غضون أربعة أشهر. وفي نهاية اللقاء أشاد الرئيس مبارك بالمجهودات التي بذلها جميع الحاضرين وبالإخص الفنانين الذين يعتبرهم سفراء لمصر في المنطقة والعالم أكمل، مؤكدا على أن مصر ستظل عاصمة للفن والإبداع، بمكانتها الفكرية والثقافية وقدرتها على التأثير والتعبير عن الشخصية المصرية والعربية، متمنيا ان تظل مصر دائما مركزا للإشعاع الفكري والفني في المنطقة وفى العالم. يذكر أن الرئيس مبارك يتطلع لعقد لقاء مماثل مع نخبة من الكتاب والمفكرين في الأيام القليلة القادمة، هذا بالطبع إلى جانب لقائه بالفنان طلعت زكريا منذ أيام لمدة ساعتين والذي تناقشا خلاله في العديد من المشاكل وعلى رأسها الغلاء وارتفاع الأسعار وتزايد عدد السكان وهي نفس القضايا التي ناقشها الفنان في فيلمه "طباخ الريس". وفي ظل هذه المقابلات واللقاءات مازال الكثيرون يتساءلون عن سببها وعن سبب عقدها في الوقت الحالي تحديداً؟! وهي الأسئلة التي لم يتم العثور بعد على إجابة لها، فعلى ما يبدو أن المعنى سيظل مدفونا دائما في بطن الشاعر.