على الرغم من كثرة المسلسلات في رمضان هذا العام والتي وصل عددها إلى 50 مسلسلا تكلفت 750 مليون جنيه مصري، إلا أن القليل منها فقط هو ما يستحق المشاهدة لا لشئ إلا لأنها اقتربت ولو قليلا من آلام الناس وما يعانونه في الحياة اليومية من منغصات. وهناك عناوين وأسماء مختلفة لهذه المسلسلات تنطبق على واقعنا المعاش حاليا في مصر المحروسة، فمثلا يمكننا أن نطلق على حكومة الدكتور أحمد نظيف اسم (العار) بسبب فشلها في توفير أقل حقوق للمواطنين في أي دولة بالعالم وهي الغذاء والماء والكهرباء والعلاج ووسيلة مواصلات آمنة تنقلهم إلى بيوتهم وأعمالهم لا إلى الدار الآخرة. وعندما يشكو الشعب من المعاناة تجد الوزراء يخرجون عليك بتصريحات مستفزة تدعي أن الشعب المصري يعيش على (ريش نعام) وأن هذا العصر هو أزهى عصور البصمجية والكفتجية والمهلبية و(الفوريجي)ة. وجاءت أزمة انقطاع الكهرباء والمياه الأخيرة ك (شاهد إثبات) على أن هؤلاء الوزراء لا يشعرون بما يعانيه الشعب المصري من آلام وكأنهم يعيشون (بره الدنيا) التي يكتوي فيها المصريون من حرارة الجو ولهيب الأسعار. ألا تستحي هذه الحكومة من كثرة شكاوى الناس منها؟ فقد سألني صديق ذات مرة لماذا لا تقدم الحكومة في بلادنا استقالتها لعجزها عن حل مشاكل الناس؟ فأجبته بأن الوزراء افتكروا أن الوزارة هي (بيت العيلة) لا يستطيعون الخروج منه، وإلا تاهوا، فمن أين سيجدون ذلك النعيم الذي يعيشون فيه بعد خروجهم منها بعدما سألوا "مجرب" وأخبرهم بأن نار الوزارة ولا جنة الركنة والخروج منها. والأمر يتطلب تدخل الرئيس مبارك شخصيا لمحاسبة هؤلاء الوزراء عن ذلك التقصير في أداء مهام وزاراتهم بقرار ب(الشمع الأحمر) بإقالة هذه الحكومة، عندها سيخرج الدكتور نظيف إلى القرية الذكية التي بالطبع سيتم إسناد أي منصب فيها له بعد خروجه من الوزارة وهناك سيكتب (مذكرات سيئة السمعة) عن الفترة العصيبة التي قضاها في رئاسة الحكومة، وسيعترف فيها بأن الوزراء كانوا (مش فريندز) ولهذا فشلت الحكومة في نيل رضا الناس، وأن خروجه من الحكومة كان (بفعل فاعل)، وأنه دائما ما كان يبحث عن (طوق نجاه) للبلد من أزماتها ولكن (السائرون نياماً) حالوا دون الوصول بالسفينة لبر الأمان فكان (موعده مع الوحوش) على مقهى (كابتن عفت) في (الحارة). وذات مرة سألتني (الجماعة) يعني المدام أليست هناك أية حلول لما يعانيه هذا البلد من أزمات، (أزمة سكر)، وأزمة عيش، وأزمة كهرباء، وأزمة مياه، وأزمة سكن، وأزمة ضمير وأخلاق، وغيرها الكثير؟،.. لقد كرهنا المعيشة في هذا البلد الذي يهان فيه الناس كل يوم للحصول على أبسط متطلباتهم. فقلت لها إن (أهل كايرو) هم سبب هذه الأزمات بسكوتهم على حقوقهم ورضاهم بما هم فيه وإلهائهم في لقمة العيش، وطوابير العيش الذي أصبح الحصول عليه إنجازاً وأكله إعجازاً. وفي الأخير لا أملك إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولك الله يا مصر.