أكد الشيخ محمد حسان أن هناك "مخططا دنيئا خبيثا لإسقاط الأزهر ورموزه فى القلوب والعقول"، وقال إن هناك كثيرين فى الأمة لا يدركون هذا الخطر وإن شبابنا لا يدركون ذلك. وقال حسان في حوار مع جريدة المصري اليوم في ملحقها الرمضاني اليومي إن الدعوة إلى الله تحتاج إلى الهمم، وبها هموم كثيرة لأنها وظيفة الأنبياء وأصعب عمل فى الدنيا. وقدمت الجريدة للشيخ قبل الحوار بقولها : "الشيخ محمد حسان، أحد أشهر الدعاة حالياً فى مصر والعالم العربى والإسلامى، ذاع صيته منذ انطلاق شرائط الكاسيت ثم انتشار القنوات الفضائية الدينية، ومن بينها قناة الرحمة التى يرأس مجلس إدارتها". ما هى التحديات التى تواجه الدعوة فى تقديركم؟ التحديات التى تواجه الدعوة إلى الله عز وجل كثيرة وخطيرة، خارجية وداخلية، لكننى أستطيع باختصار شديد جداً أن أقول إنه مهما كان خطر التحديات والعقبات والعراقيل الخارجية فهى لا تشكل الخطر الماحق الداهم للدعوة إلى الله جل وعلا، وإنما الخطر الحقيقى على الدعوة من الداخل، ولذلك هناك مقولة لأعداء الإسلام تجسد ذلك ويقولون فيها "لابد أن يتسبب فى قطع الشجرة أحد أغصانها، ولا يجرؤون على التقدم لشجرة وافرة الظلال لقطعها من الجذر، وإنما يكسرون منها غصناً، فيعيقون الطريق، وحين إذن ينقسم الناس إلى فريقين، أحدهما يقول: نكسر هذا الغصن الذى سد على الناس طريقهم، وآخر يقول لماذا لا نقطع الشجرة". وهكذا. هناك من يقول إن مصر بلد الأزهر والعلماء كثيرون.. قد يكون هذا رداً على قلة العلماء؟ أولاً أقول مصر بفضل الله والأزهر مازالت وستظل بلد علم، ولا ينكر العلم فى مصر إلا جاحد ولا ينكر العلم فى الأزهر، إلا جاحد، وهناك مخطط دنىء خبيث لإسقاط الأزهر ورموزه فى القلوب والعقول، وهناك كثيرون فى الأمة لا يدركون هذا الخطر وشبابنا لا يدركون ذلك، لأن الفصل بين الرموز وبين عامة الأمة ضرره خطير جداً لأن الأمة بسبب هذا الفصل ستنهار والشاهد حينما أقول إن السبب الأول للجهل هو قلة العلماء، فهم ينقسمون إلى قسمين وهذا كلام ابن القيم رحمه الله، علماء الهدى وعلماء السوء، وعالم الهداية هو الربانى الذى يتكلم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويحسن أن يبين عن الله ورسوله أما عالم السوء وربما يكون منتشراً بكثرة فهو الذى ربما يكون قرأ كتاباً أو عدة كتب وتصور من خلال هذه القراءة أنه صار عالماً يستطيع أن يتكلم فى أى شىء وفى أى مسألة من المسائل وأى نازلة من النوازل، التى لو عرضت على عمر بن الخطاب لجمع لها الصحابة من أهل بدر فإذن العلماء نوعان، القلة القليلة التى أقصدها هى التى بارك الله عز وجل فيها وجعل فيها النفع الكريم والخير الكثير فى أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك ابن القيم يقول "علماء الهدى جلسوا يدعون الناس إلى الجنة بأقوالهم وأفعالهم وعلماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون الناس إليها بأقوالهم وإذا رآهم الناس قالت أقوالهم للناس هلموا إلينا، وقالت أفعالهم للناس لا تسمعوا إلينا". لكن الشارع يقسم العلماء إلى قسمين.. علماء الدولة والسلطان.. وعلماء التشدد والتطرف.. ما رأيك؟ لا أستطيع على الإطلاق أن أتهم كل عالم، ولو كان عالماً رسمياً ينتسب إلى النظام الرسمى، لا أستطيع أن أتهم نيته لأن هذا تجرؤ وما الدليل أن أزعم لنفسى أنا شخصياً ولست مسؤولاً مسؤولية رسمية عن الجانب الدينى فى البلد، وما الذى يعطينى الحق فى أن أدعى لنفسى أننى أخلص وأغار على الدين من عالم آخر أستاذ فى جامعة الأزهر مثلاً، فأنا أرى أن هذا من باب التجرؤ ومن باب اتهام النيات، فحين يفتى عالم فى مسألة من المسائل، هل تتصور أن عالماً فى مسألة لا يدين فيها بما يفتى بها لله تبارك وتعالى، أنا شخصياً لا أتصور هذا.. وعلى سبيل المثال قد يفتى بعض العلماء بجواز التعامل مع البنوك، وهو إشكال ضخم ويأتى بعض إخواننا ممن صنفتهم أنت بالمتشددين ويتهمون هذا الصنف بأنه يحل الربا.. ولا يوجد عالم على وجه الأرض يحل الربا وإلا يكون كفر باتفاق إذ كيف يحرم معلوما من الدين بالضرورة ولكنه يختلف معك فى توصيف هذه العملية الاقتصادية بمعنى هل تندرج هذه العملية تحت الربا أو لا، والقضية تطرح سؤالاً هل هذا التعامل بالطريقة المستحدثة أو المعاصرة يندرج تحت مسمى الربا أو لا يندرج وإلا فلو قال الربا حلال فيكون كفر بالاتفاق، ومن هنا يأتى الاختلاف لذلك أنصح إخوانى وأحبابى بألا يتعجلوا فى إصدار الأحكام على الخلق وعلى الناس. أرجو أن تفسر خطورة الجماعات الإسلامية وكيف انتشرت؟ قلت قبل ذلك ومازلت أقول إن شيخاً غبياً أصبح الآن موجوداً فى كل بيت وهو الإنترنت، فهذا الشباب الذى ذكرته لا يمكن أن يكون شباب دعوة بل هو شباب الإنترنت، أصبحت المواقع الآن تعلم شبابنا كيف يصنعون القنبلة؟، لذلك أنا قلت: لا ينبغى على الإطلاق أن تستمر سياسة الحجر والحجز والحجب بين العلماء والشباب، وإنما يجب أن يحبس هذا الامتزاج والقرب بين العلماء والشباب لأن الشاب إن جالس الإنترنت، فسيعطيه الإنترنت ما يريد ولا يناقشه الشاب أو يرد عليه، وسيقرأ على مواقع معينة كيف يصنع القنبلة؟ ومواقع أخرى سيقرأ فيها فكر التكفير والتفسيق والخروج وغير ذلك. ما العلاج فى رأى فضيلتكم؟ أنا ذكرت العلاج للمسئولين، وقلت إننا فى عالم مفتوح، أما سياسة الإغلاق فهذه لا تسمن ولا تغنى من جوع، إنما لابد أن يتلاحم الشباب مع العلماء ويناقش العلماء الشباب ليبينوا لهم الحق بدليله، لكن ما ذنب العالم إذا حيل بينه وبين هذا الشباب ثم ذهب هذا الشباب الذى ابتعد عن العلماء ليجالس هذه المواقع وليأخذ منها، وخرج لينفذ دون الرجوع أيضاً مرة أخرى إلى العلماء الربانيين والدعاة الصادقين؟! المسائل التى فيها إشكاليات مثل الخروج على الحاكم.. أرجو تفسيرها؟ كل علماء أهل السنة متفقون على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم إن نصبته الأمة واختارته، لأن الخروج عليه سيتسبب فى سفك الدماء وتمزيق الأشلاء ولا يعرف خطر ذلك إلا الله، وهذا الخروج يدرجه علماء أهل السنة تحت باب فقه "تغيير المنكر" بمعنى: إن رأى مجموعة من الخلق أن حاكماً ما بغى وطغى وظلم وخرج وجار وقل ما شئت وهم يريدون أن يغيروا هذا المنكر، فهذا التغيير له فكر وضوابط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح مسلم وحديث أبى سعيد "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".