دفعت أجهزة الأمن في وسط سيناء بتعزيزات مكثفة، تركزت على مداخل الطرق المؤدية إلى قرية وادي العمرو الواقعة قرب المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل، وذلك بالتزامن مع عقد مؤتمر بدو سيناء، تحت عنوان "سيناء التي نريدها" لحث أجهزة الأمن على الإفراج عن المزيد من المعتقلين، فيما دعا محافظ شمال سيناء اللواء محمد مراد موافي إلى عقد مؤتمر مع مشايخ قبائل البدو غدا الثلاثاء. وقال المتحدث باسم مجموعة وسط سيناء إن السرادق الذي أُعِدّ لإقامة المؤتمر سيظل مفتوحا لاستقبال أي مشاركين رغم أن أجهزة الشرطة زادت من إجراءاتها الأمنية ودفعت بعدد من المدرعات على المداخل وبطول الطرق المؤدية إلى قرية وادي العمرو لمنع البدو من الحضور إلى مقر المؤتمر، (على حد قوله). وأضاف المتحدث، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن المؤتمر يطالب بالإفراج عن بقية المعتقلين وإعادة النظر في الأحكام الغيابية الصادرة ضدهم وتحسين معاملة الشرطة لهم عند الحواجز الأمنية. وقال أشرف الحفني، رئيس لجنة حزب التجمع بشمال سيناء، إن اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء قد دعت خلال المؤتمر جميع قبائل سيناء وجميع التيارات السياسية بمصر لحضور المؤتمر. وقالت مصادر أمنية إنه تم تعزيز التواجد الأمني بالمنطقة تحسبا لحدوث أي انتهاكات للوضع الأمني بالمنطقة، وإن الشرطة لن تدخل لفض المؤتمر لضمان عدم حدوث أي مواجهات مسلحة قد تسفر عن وقوع ضحايا مدنيين. وعلى صعيد متصل، قال اللواء مراد موافي إنه سيعقد اجتماعا مع جميع مشايخ وعواقل المحافظة يوم (الثلاثاء) لوضع آلية لتحقيق الأمن والقضاء على الخارجين حتى لا يسيؤوا إلى جميع أبناء سيناء الشرفاء. وأضاف أنه لا يوجد صراع بين البدو والشرطة بالشكل الذي يحاول أن يصوره البعض. هناك مطاردات تتم لبعض المطلوبين أمنيا بسيناء الذين يمثلون خطرا على الأمن ويثيرون القلاقل والتوتر في المنطقة. وقال إن الخارجين على القانون عدد محدود جدا ولا يشوِّه تاريخ أبناء سيناء، وأكد مجددا على أن جميع أبناء المحافظة حريصون على الصالح العام وتحقيق الأمن والاستقرار ودعم جهود التنمية فيما عدا القلة من الخارجين على القانون والذين يحاولون فرض سيطرتهم وإملاء شروطهم على الدولة. من ناحية أخرى، طالب مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب، بعقد جلسة عاجلة للجنة الدفاع والأمن القومى بالمجلس يحضرها رئيس الوزراء ووزيرا الداخلية والتنمية المحلية ومحافظ شمال سيناء مراد موافى، لمناقشة ما ورد على لسان الأخير واعتبره "إساءة لبدو سيناء". وقال بكرى، فى طلب الإحاطة الذى تقدم به: "المحافظ ذكر أن لديه معلومات خطيرة عن مشروعات معادية تستهدف سيناء، وأنه لو تكلم ستنقلب الدنيا رأسا على عقب، لذلك يتوجب على المحافظ الكشف فورا عن هذه المعلومات فى اجتماع عاجل تعقده اللجنة". وتابع: "وفقا لما هو منشور فإن المحافظ اتهم جميع شيوخ القبائل فى سيناء بأنهم مرتشون وسيئون وهو أمر يوجب السؤال والمحاسبة أمام البرلمان، فإذا كان هناك بعض الشيوخ تدور حولهم بعض الشبهات فليكشفهم المحافظ بالأسماء".