شر البلية ما يضحك... مثل عربي كثيرا ما عبر عن كثير من أحوالنا، وهو في سياق الموضوع الذي تطرحه جريدة الشرق الأوسط ليس فقط مثل معبر لكنه صادم أيضا. البداية أيضا كانت بكلمات صادمة قالت فيها الشرق الأوسط: "ينظر العربي إلى لغته بازدراء واحتقار، ويرى أنها لغة منحطة، لذلك يفضل أن يتحدث بلغة غيرها، وفي أحسن الأحوال يُطعِّمها بمفردات أجنبية، كي يتخلص من إحساسه بالضعف والامتهان. هذا ما يقوله اختصاصيون في اللغة العربية، ويرون في لبنان نموذجا فاقعا، لوضع لغوي عربي متدهور، بات يحتاج إلى دق ناقوس الخطر". المفارقة أيضا أن لبنان - التي هي النموذج الفاقع لوضع لغوي عربي متدهور - هي التي استضافت (مهرجان اللغة العربية) من أجل "تشجيع الناس على التحدث باللغة العربية بفخر" كما تقول سوزان تلحوق المسئولة بجمعية (فعل أمر)، التي نظمت المهرجان بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي. الهدف الوحيد للمهرجان كان أن يقول للناس: "لغتكم تستحق منكم أن تتكلموا بها، فلا تخجلوا!"... ومن أجل تحقيق هذا الهدف أغلق شارع الحمرا طوال النهار، وأقيمت فيه معارض، وعلقت لوحات وصور، كما أقيم معرض لكتب الأطفال، وتوالت فرق غنت بالعربية على المسرح الكبير الذي أقيم وسط الشارع.. وزينت شرائط صفراء جانبي الشارع وقد كتب عليها بشكل متكرر (لا تقتل لغتك). المهرجان لم يكن احتفاليا فقط بل أكاديميا أيضا ناقش أسباب أزمة اللغة العربية وهي أسباب يراها الدكتور بلال عبد الهادي أستاذ الألسنية في الجامعة اللبنانية سياسية في المقام الأول فيقول: "منذ فترة، لفت نظري أن اليابان تقيم مهرجانا سنويا للخط، يشارك فيه حوالي 3000 شخص من عامة الناس، ومن يفز في هذه المسابقة التي تقام يوم رأس السنة اليابانية - وهذا أمر له دلالة كبيرة - يستقبله الإمبراطور تكريما لمهاراته في فن الخط. ومعلوم أن الإمبراطور في اليابان هو رأس السلطة الروحية، وبالتالي فإن تكريم الفائز الذي يتفنن في الخط، على هذا النحو، هو إحدى وسائل تعزيز علاقة المواطن بلغته، بدءا من شكلها (الخط) للوصول إلى مضمونها". المهرجان ناقش أيضا المشكلة الأزلية بين العربية الفصحى والعامية، وطرح في ذات الوقت بعض الحلول للاهتمام باللغة العربية، لعله كان من أبرزها "إشراك الناس في عملية تطوير اللغة" و كذلك "الليونة في استخدام مفردات اللغة وفقا لتغيرات العصر". ومع دعوته لانتقال عدوى هذا المهرجان من بيروت إلى باقي المدن العربية، تختتم الشرق الأوسط هذا التقرير بكلمات معبرة أيضا، لكنها تحمل كثيرا من الأمل: "أحكم حكماء الشرق (كونفوشيوس) حين سئل أنه في حال استلم السلطة السياسية من أين يبدأ الإصلاح؟ فكانت إجابته بسيطة جدا، لكنها ذات دلالة عميقة، قال: أبدأ بإصلاح اللغة، وأبدأ بإعادة وصل اللفظ مع معناه". ومن أبرز ما جاء أيضا بجريدة الشرق الأوسط: رئيس حكومة جمهورية قبرص التركية للشرق الأوسط: طوينا صفحات الماضي.. ونتطلع لإعادة توحيد الجزيرة ميتشل يفشل في إقناع أبو مازن بالمفاوضات المباشرة.. لكنه سيواصل المشوار ارتفاع نسبة الانتحار بين الجنود الأمريكيين إلى أرقام قياسية منذ بداية الحرب على الإرهاب في سابقة تاريخية: الأمريكيون والروس والصينيون يوحدون جهودهم لمجابهة الحرب المعلوماتية