في حلقة تكريمية لمشوارها الفني المميز المغلف بالنجاح والتألق، حلت المطربة الكبيرة صباح ضيفة في حلقة خاصة من برنامج "آخر من يعلم"، باعتبارها نجمة من نجوم زمن الطرب الأصيل. وكعادتها طلت الشحرورة على شاشة التليفزيون بكامل أناقتها المعهودة وبروحها المرحة وابتسامتها المشرقة المليئة بالأمل ونبض الحياة. تحدثت الشحرورة في بداية الحلقة عن طفولتها ونشأتها في الجادون بوادي الشحرور، وأنها كانت الطفلة الثالثة لأبويها ولكنهما لم يكونا سعداء بولادتها لرغبتهما في صبي مما دفع والدتها إلى عدم إرضاعها لمدة يومين. وكشفت صباح عن رغبتها الدفينة منذ صغرها في الذهاب إلي مصر واعتناق الإسلام، وكانت كلما تردد أنها أمنية يغضب منها جدها ويجرى وراءها كي يرشقها بالحجارة، وأرجعت حرصها الدائم بأن تكون لافتة للأنظار وأن تسلط عليها الأضواء إلى عقدتها من تصرفات والدها في الصغر حيث كان دوما يشعرها بالضعف ويجبرها على الوقوف فترات كبيرة مستندة على الحائط خاصة أنها كانت تمشي منحنية. وعن علاقتها بالملوك ورؤساء العرب قالت إنها صديقة مقربة من الملك حسين والأميرة علياء، فهي من اختارت اسم مولود الأميرة لتطلق عليه علي. وعندما سألتها المذيعة "اروى" عن انتشار شائعة في ذلك الوقت بأن أمير عربي كان يرغب في الزواج منها، قالت صباح: " الشائعة صحيحة، كان أمير كويتي الجنسية يرسل لي كل يوم باقة ورد مكتوب عليها اسم صباح ونقطة حرف (ب) بالألماظ، غير أن أهله أصروا على اعتزال الفن كشرط أساسي لإتمام الزواج ما دفعني أن أرفض هذه الزيجة". تخلل الحلقة عرض مجموعة من الصور وسماع تعليق الشحرورة عليها، لتبدأ المذيعة بعرض صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فقالت " كان بيحب الفنانين ويقدرهم ولو ظل موجود حتى الآن ربما لم يحدث لأي بلد عربي شيء". وعن سحب الجنسية المصرية منها بعد أن منحها لها عبد الناصر، نفت صباح قائلة: " أنا من تخلي عن الجنسية المصرية بعدما أصر رجال الثورة في إحدى المرات على أن أسافر للجزائر لأحياء حفل هناك في حين كنت أستعد للذهاب غلى لبنان لحضور فعاليات مهرجان بعلبك الغنائي، فرفضت السفر للجزائر واضطررت للتنازل عن الجنسية المصرية، لأطلبها مرة أخرى من الرئيس السادات بواسطة الموسيقار هاني مهني". ليستمر عرض صور الرؤساء ليظهر على الشاشة صورة الرئيس اللبناني الراحل "كميل شمعون" لتعلق عليه " مافي رئيس مثله، زمان كان السياسيون بني آدمين، وكمان الرئيس بير جميل والرئيس شار الحلو أعطياني وسامين". وعن الأزمة التي حدثت بينها وبين الرئيس اللبناني شار الحلو قالت: " كان يوجد صحفي في ذلك الوقت يكتب قصص غير صحيحة مما دفعني للجوء إلى الرئيس شار الحلو ولكنه لم يعطني موعدا لأقابله، وعندما رأيته في حفل بعلبك، لم أسلم عليه، فقال "عاصي رجباني " أنت اتجنينتي" فردت عليه: "ولكن يجب على الفنان أن يكون له مواقف". لتعلق صباح علي صورة زوجها السابق" جو حمود" بأنه كان رجلا بمعنى الكلمة وأنه هو الوحيد من أزواجها الذي لم يستغلها بأي شكل، وعن سبب طلاقها منه قالت: " علشان لبست شورت في بعلبك فلما شافني مرجعش البيت وبعتلي ورقة طلاقي ثاني يوم، بس أنا مزعلتش لأنه من حقه كراجل محافظ انه لا يرضى أن تلبس مراته شورت". بعد ذلك، سألتها المذيعة عن فكرة إعادة بعض المطربات لغناء أغانيها فأجابت بأن ذلك يسعدها لانتشار الأغنية ولكن حتى الآن لم تستطع أي منهن الغناء مثلها لأن لديها حرفة الفن، ليرحب البرنامج بالمطربة "رويدا عطية" التي صعدت إلى المسرح لتغني أغاني للشحرورة خاصة بعد تعاقد قناة " " على إعادة غناء أغاني الصبوحة. وحول علاقتها بأزواجها أوضحت الشحرورة أن أكثر زوج ارتاحت معه هو "جو حمود"، أما رشدي أباظة فهو شاب جميل كان يليق معها ومن أكثر الأزواج الذين أحبتهم حيث كان رقيقا يرسل لها ورد أحمر يوميا، ولكنه كان دائم الالتفاف حوله من قبل المعجبات لتروي أحد المواقف قائلة" كان فيه مرة واحدة أجنبية حضنته أمامي فقمت ركبت تاكسي ومشيت". واستكملت بأنها كانت معه في المستشفى قبل وفاته لينطق اسمها قبل موته مباشرة، ونفت صباح وجود أي علاقة أو إشاعة كانت تربط بينها وبين الملحن الكبير بليغ حمدي موضحة أنه كان أخا وزميلا عزيزا وكان حريصا دوما على أن يسمعها ألحانه وإبداء الرأي فيها. لتعرض عليها المذيعة اختيارات عن أكثر الأشياء المحببة لها في حياتها (الميكروفون - لبنان - الرجل) لتجيب لبنان يليه الميكروفون مضيفة: "نحن فنانين زمان خلينا الناس تعرف الوطن". لتوجه كلمة لجمهورها في نهاية البرنامج قائلة:" الله لا يحرمني منكم بس لو ودعتكم ما تزعلوا قولوا راحت مكان كتير حلو".