في حوار نادر كما وصفه الإعلامي المتميز عمرو أديب، حل الملياردير رجل الأعمال المصري محمد الفايد ضيفا على برنامج القاهرة اليوم، حيث تحدث عن رحلة كفاحه ومشواره الناجح في مجال البيزنس والأعمال حتي أصبح من أشهر وألمع رجال الأعمال في العالم. كما أوضح كيف وصل للمكانة التي هو عليها الآن، وماهي علاقته بالحكومة الإنجليزية، وعن أسباب بيعه لمحله الشهيرهارودز التاج البريطاني ولمن كانت الصفقة وما الخطوة القادمة المقرر اتخاذها في الفترة المقبلة. في البداية عبر عمرو أديب عن مدى سعادته بإجراء هذا الحوار بعد طول انتظار وعن فخره بأن يكون أول لقاء في الإعلام العالمي يجريه رجل الأعمال محمد الفايد بعد بيع محله هارودز يكون من خلال برنامجه. سأل عمرو أديب الملياردير محمد الفايد عن السر الخفي وراء ذلك النجاح مشيرا إلي أن شباب الوطن العربي يتساءل كيف يكون مثل محمد الفايد، فقال "ربنا يعطينا كل شيء ليمكنك أن تكون شخصا متميزا، أهم شيء أنك تكمل دراستك وتنظر للدنيا نظرة حرة، حتقدر توصل لأهدافك". وعن فكرة كونه محظوظا، أجاب "الحظ أنت اللي بتعمله بنفسك بعد ما تقتنص الفرصة وتعرف تستفيد منها وتخلي الناس كمان تستفيد معاك". أشاد عمرو أديب بجرأة الملياردير محمد الفايد في اختياراته في مجال البيزنس وبالتحديد باعتباره أول من اتجه لمدينة دبي وهي ماتزال صحراء، فأجاب "اشتغلت في بلدي وفي 24 ساعة قفلوا أعمالي وأمموا الشركة وهذه كانت صدمة كبيرة لي، فأنا كنت أول مصري عنده 24 سنة يملك شركة ملاحة فيها أربع بواخرأجنبية". واستكمل قائلا: "بعد ذلك قررت السفر وأثناء رحلتي بالباخرة حدث عطل فركبت الطائرة لأهبط في دبي لأسلم علي الشيخ راشد، فقال لي "إن البواخر واقفة هناك ومفيش ميناء ساعدني في عمل ميناء وأعطيك حق الإدارة لمدة 25 سنة". وقبوله للعرض دفعه للسفر إلي انجلترا والإتفاق مع شركة إنجليزية ودفع 25% من المبلغ الإجمالي للصفقة وذلك بعد رهنه لباخرتين بمليوني جنيه، ليتم توقيع العقود بعد 6 أشهر من دراسة ومعاينة المشروع، لتنطلق من هنا بداية دبي الحقيقية. ليلجأ إليه مرة أخرى الشيخ راشد قائلا له: "كل دول الخليج عندها بترول مثل قطر وأبو ظبي، والشركات الكبيرة لا تأتي لدبي لمنع حدوث تضخم في الإنتاج، شوف لي شركة تيجي دبي تبحث عن بترول"، وبالفعل أخذ منه مكتوبا بذلك واستطاع أن يحصل له علي صفقة من شركة ألمانية تكلفت مصاريف البحث والتنقيب حوالي مليوني دولار وبعد 6 أشهر وجدوا حوالي 300 ألف بئر بترول. وقال الفايد إنه هو الذي ساعد علي دخول الإنجليز دبي وذلك من خلال المركز التجاري الذي أشرف علي بنائه، قائلا " أنا إللي بنيت كمان المركز التجاري الموجود في دبي ولي فيه حصة 20% وجبت 100 ألف إنجليزي للعمل فيه ودي كانت بداية دخول الإنجليز دبي". بعد ذلك سأله أديب: "هل سر نجاح رجل الأعمال الجرأة أم الطموح، فالأزمة العالمية أثبتت أن سببها جرأة المؤسسات العالمية"؟ فأجابه الفايد: "الإثنين معا الطموح الأول ثم الجرأة والتوفيق من الله واقتناص الفرصة". ليعقب أديب بسؤال حول مدى حبه وتعلقه بالأشياء التي يبتكرها، مشيرا لتصريح رجل الأعمال البريطاني "دونالد ترامب" بأن أسوأ شيء في رجل الأعمال أنه مفيش حاجة عزيزة عليه، فرد الفايد قائلا: "الدنيا مليانه فرص ففي أحد المرات سمعت عن بيع فندق كبير في إنجلترا لحاجة أصحابه للفلوس فاشتريته مقابل 48 مليون جنيه استرليني، ليأتي إلي سلطان بروناي ويقول لي إنه سمع عن الصفقة في الجرائد وأن هذا الفندق يريده فهو عزيز وغالي عليه لقضاء أبويه شهر العسل هناك، فقلت له إن الفندق غالي علي أيضا ولكن ممكن بيعه بضعف الثمن وبالفعل تمت الصفقه". وعن سبب بيعه لمحله الشهير هارودز لشركة قطرية، قال:"إن سبب البيع أولا هو عامل السن، وأنا عندي آلاف العاملين في المحل وكانت الحكومة أصدرت قانونا بضرورة أن يتحمل رجال الأعمال خسارة صناديق المعاش للعاملين لديهم من أرباحهم وبالفعل كان يحدث ذلك، غير أنه طرأ تغير جديد ليصدر قانون بضرورة أن يتم أخذ موافقة العاملين مسبقا قبل أن يحصل أي رجل أعمال علي أرباحه وبالتالي كانت مشكلة". فسأله عمرو أديب:"الناس كان عندها إحساس أنك بتعشق محل هارودز" فرد الفايد:"أنا بعشق الحضارة المصرية بتعتنا، فجعلته صرحا كبيرا فعملت وادي الملوك داخل المحل كلفني 100 مليون جنيه استرليني وبعدين حطيت صورة وجهي مكان وجوه الفراعنة وكمان فيه صورة مصغرة من معبد الكرنك و 12 أبو الهول وأيضا صورة وجهي موجودة مما دفع مصلحة الآثار تعتبره مركزا سياحيا تفتخر به والإدراة الجديدة لم تلغ هذا الركن المصري الذي سيظل للأبد". وعماتردد بأن ثمن الصفقة أقل من الثمن الحقيقي، أجاب ضاحكا "أنا مش طماع أنا عندي 77 سنة لي أخ مات من 6 أشهر ومش عايز أسيب ولادي مع عمل كبير زي ده يسبب لهم المشاكل". ونفي الفايد بيع فنادق "ريتز" المنتشرة في أنحاء العالم في الوقت الحالي، وأوضح أنه بعد تقاعده عن العمل سيكثف جهوده لصالح الأعمال الخيرية من خلال مؤسساته الموجودة في مصر و أوروبا. وعن علاقته السيئة و المضطربة مع الحكومة الإنجليزية، قال الفايد: "عشان أنا أحسن منهم ومش بخاف وعشان كده بيعملوا إللي أنا عايزه فأنا محبوب من الناس هنا وهم عارفين شعبيتي"، واستكمل قائلا " الأمير فيليب النازي هو إللي موت عماد ابني وده عشان ابني لونه أسمر وأنا أبوه فقال مينفعش الملكة ديانا تتجوزه وخصوصا أنها كانت حاملا منه". وأشار إلي عدم إعطائه الجنسية البريطانية حتي الآن علي الرغم من أن جميع أبنائه حاصلين عليها، ولكنه دائما ما يردد لهم أنه لما كان الفراعنة بيبنوا الأهرامات كانوا هم يرتدون جلد الحيوانات. هل يوجد شي لم تحققه بعد؟ كان هذا سؤال أديب ليجيب الفايد: " لا أذكر" فاستكمل أديب موضوع القضية الذي أغلق لينفي الفايد غلقها وأنها مازالت في المحاكم خاصة الفرنسية وأنه لن يرتاح إلا بعد أن يكشف الحقيقة وأنه في انتظارها. وأوضح الملياردير محمد الفايد أن البيزنس في الماضي اختلف عما هو عليه الآن وذلك بسبب جشع البنوك والسماسرة وكثرة عمليات المضاربة وأن الحكومات السياسية لا تستطيع فعل شيء، كما أن التكنولوجيا والإنترنت ساعدا علي إحداث فوضي حقيقية. وفي نهاية الحوار عبر الفايد عن سعادته لإجرائه الحوار مع عمرو أديب وأشاد بشجاعته الدائمة في مواضيعه، بعدها طلب منه أديب توجيه كلمة للشباب فقال: "لازم الطموح، والفرصة دائما متاحة، ولابد من الإيمان والثقة بأن الله أعطاك الذكاء والقوة لأن تكون شخصا خاصا مش عادي".