جلست لمتابعة مباراة القمة بين فريقي الأهلي والزمالك في دور الستة عشر من كأس مصر آملا في فوز الكتيبة البيضاء, نعم فأنا أشجع نادي الزمالك منذ الصغر, فبرغم نشأتي في عائلة متعصبة للقبيلة الحمراء, إلا أنني عشقت الزمالك منذ نعومة أظافري, فحينما كنت أشاهد مباريات كرة القدم لم أكن أدري ما يحدث أمامي على شاشة التلفاز, ولكنني بدأت في حب الفريق ذي القميص الأبيض حينما كانت مدرجات الملعب تهتز تحت هتافات الجماهير "يا منجي من المهالك نجيهم من الزمالك". وحينما بدأت أفقه في كرة القدم زاد عشقي للفريق أكثر حينما كنت أشاهد أساتذة مدرسة الفن والهندسة يتلاعبون بباقي الفرق الأخرى, حتى بعدما أغلقت المدرسة للإصلاحات وبرغم السنوات العجاف التي يعاني منها النادي بقيت مشجعا وفيا للفريق على الرغم من مضايقات العديد من معارفي واستهزائهم بي وبلاعبي فريقي المفضل لدرجة أنني كنت أمازح زملائي قائلا إن دمي لا ينتمي للون الأحمر بصلة, وإنما هو أبيض ذو خطين أحمرين, وحتى حينما منّ الله علي بطفل اتخذت قرارا في أعماقي أن أحضه على تشجيع الفارس الأبيض، فبدأت في حمله خلال مشاهدتي لمباريات فريقي المحبوب هاتفا "بيب بيب زمالك" ووجدت تجاوبا من الصغير, الذي لم يكمل عامه الأول بعد, في أن يصبح أحد عشاق النادي. وزاد من رغبتي أيضا المستوى الذي قدمه الفريق في مباريات الدور الثاني بالدوري تحت قيادة الكابتن حسام حسن- الذي أكن له كل التقدير والاحترام منذ أن كان لاعبا في النادي الأهلي - وزاد من يقيني أن الكابتن حسام سيتمكن من انتشال الفريق من الهاوية التي انزلق فيها منذ عدة سنوات. وما قدمه لاعبو القلعة البيضاء خلال مباراة القطبين في الدوري التي انتهت بثلاثية لكل فريق, بالطبع لم أرض بالتعادل, إلا أنني شاهدت مناطحة لاعبي فريقي لنظرائهم في الأهلي وتمكنا من تقديم كرة متميزة أحرجت بطل الدوري في الجزء الأعظم من فترات اللقاء مما زاد من إيماني أن الفريق سيتمكن من هزيمة الأهلي مستقبلا بعد أن شهدت مواجهات الفريقين في الفترة الأخيرة سيطرة مطلقة للفريق الأحمر, ولكن..... بعد شعوري بسعادة طاغية خلال تقدم الزمالك على الأهلي في الدقيقة الأولى من مباراة الفريقين بدور الستة عشر من كأس مصر, برغم تحفظي على التشكيل الذي بدأ به حسام حسن المباراة, إلا أن سيطرة الفريق الأبيض لم تدم لأكثر من عشر دقائق حيث شهد اللقاء العديد من أخطاء لاعبي الزمالك وأخطاء في التشكيل والبطء والخوف من لاعبي النادي الأهلي حيث شاهدت فريقي يعود إلى الوراء بعدما أصبح قاب قوسين أو أدنى من العودة ليصبح قطبا حقيقيا تخشاه الفرق الأخرى ويناطح الأهلي مجددا للفوز بالبطولات ولكنني تمنيت أن ينتهي اللقاء سريعا بعدما انطلق المارد الأحمر من سباته لمعاقبة لاعبي الزمالك بثلاثية بعد السيطرة المطلقة على المباراة والتي كان من الممكن أن تشهد يوما مشئوما على رؤوسنا مثل يوم ال 6/1 لولا رعونة لاعبي النادي الأحمر وتألق الحارس الأمين عبد الواحد السيد في الذود عن عرين الكتيبة البيضاء.. وبعد انتهاء المباراة, تيقنت أنني سأستمر في تشجيع النادي مهما حدث, ولكنني سأترك صغيري يقرر الفريق الذي سيشجعه مستقبلا, حتى لا يأتي اليوم الذي لا يتمكن فيه الزمالك من هزيمة لاعبي الأهلي حتى في لعبة البلاي ستيشن ليحس الفتى باليأس والندم لكونه مشجعا للزمالك ليلومني في قرارة نفسه قائلا "هذا جناه أبي".