ميرهان عزام - حسام مصطفى إبراهيم - عيون ع الفن: ما يزال إعلان عصام الحضري الذي يروّج فيه لأحد مساحيق الغسيل، يُثير الجدل، بين محبيه ومنتقديه على حد سواء، وإن كان من شيء قد اتفقوا عليه جميعا في النهاية، فهو أنه وإن كان قد كسب حفنة من المال، فقد خسر الكثير بالفعل بسبب هذا الإعلان! فالحضري، الذي تعوّدنا رؤيته أسدًا يذود عن عرينه في البطولات الدولية، لم يَرُق للكثيرين رؤيته، وهو يتنطط، وينام على أرض المطبخ، لالتقاط زجاجة الزيت والتورتة، وأخيرًا البطيخة محل النزاع بين الأهلاوية والإسماعلاوية! حيث رأى البعض في هذا، إهانة للحضري وتاريخه الذي لا يستطيع أحد أن ينكره، وإظهارًا له في صورة المُطيع لزوجته التي تأمره وتنهاه، وتلقي له بالأشياء فيسارع بالتقاطها، مدعية أن هذه هي أفضل وسيلة لتدريبه! بل إن البعض قالوا إنها طريقة فعالة ومجربة بالفعل في التدريب، ولابد أن يأخذ الحضري وزوجته براءة اختراع بسببها، على أن يتم تطبيقها في جميع الأندية، بعد الاتفاق مع زوجات حراس المرمى، وبهذا يضمنون أن تتواصل تدريبات اللاعبين في الملعب وفي البيت أيضًا! أما النسبة الأكبر من الجمهور الذي لم يغفر له غدره بالنادي الأهلي -رغم تربعه على عرش إفريقيا- فقد رأت في الإعلان أن الحضري تنبأ لنفسه بنهاية لا تليق بتاريخه الكروي المرصّع بالنجاحات، وهي إنه إذا كان سيواصل التدريبات بالفعل، فسوف يكون ذلك في المنزل، وعلى يد زوجته، بعد أن فشل في خطب ود النادي الأول جماهيريا في مصر، وصاحب الفضل الأكبر في مشوار المجد الذي صنع اسم الحضري!! وحتى لو كان الحضري من المؤمنين بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، فقد فشل في اختيار الغاية والوسيلة معا، فلم يجد إلا الوسيلة المخزية التي قضت على فُرصه في حصد ثمار نجاحاته بعد الوصول للقب إفريقيا 2008، و"اللاغاية" التي أرجعته مهزومًا دون إضافة سطر واحد جديد لتاريخه الكروي! وتبقى الأسئلة: لماذا يفعل الحضري بنفسه هذا؟ ولماذا لا يكون أكثر حذرًا في اختيار الإعلانات التي يظهر من خلالها؟ وهل لم تعد هناك وسيلة أخرى أمام بطل إفريقيا ليظل تحت الأضواء غير الرضوخ لأهواء المعلنين، والقبول بأي سيناريو، حتى لو كان مهينا؟ وهل كان سيقبل بمثل هذا الإعلان لو كان ما يزال في القلعة الحمراء، أم أن استقراره في الإسماعيلي، ثالث أهم الأندية بعد الأهلي والزمالك، قد قلل من طموحه، وجعله يقبل بأي شيء؟! أم أنه يدرك تماما ما يفعله بنفسه، ولا يبالي بردود فعل من حوله في سبيل تحقيق المكسب المادي؟ أعتقد أن الحضري وحده هو من يملك إجابة هذه الأسئلة، ولعله يخطط لعرضها علينا في الإعلان التالي!