يقف بايرن ميونيخ الألماني وإنتر ميلان الإيطالي اليوم السبت على عتبة التاريخ عندما يلتقيان على ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في سعي كل منهما إلى تحقيق ثلاثية تاريخية بعد ثنائية الدوري والكأس المحليين. وفاجأ الفريقان الجميع هذا الموسم حيث لم يكن أي أحد يتوقع بلوغهما المباراة النهائية لكنهما خالفا التوقعات وحجز كل منهما لنفسه مقعدا في سانتياجو برنابيو، لكن عن جدارة واستحقاق بالنظر إلى العروض الرائعة التي قدمها كل منهما في المسابقة وإقصائهما لفرق مرشحة، حيث أزاح إنتر ميلان تشيلسي الإنجليزي من ثمن النهائي وجرد برشلونة الأسباني حامل اللقب وصاحب السداسية التاريخية الموسم الماضي من دور الأربعة، فيما راح يوفنتوس الإيطالي ومان يونايتد الإنجليزي بطل 2008 ووصيف بطل 2009، ضحية الفريق البافاري، الأول في الدور الأول والثاني في ربع النهائي. تألق بايرن ميونيخ وإنتر ميلان لم يقتصر على المسابقة الأوروبية فقط بل محليا من خلال تتويج كل منهما بلقبي الدوري والكأس المحليين، ليبقى حلم كل منهما الظفر بالثلاثية التاريخية التي لم يسبق لأي منهما أن حققها منذ تأسيسه وتكرار إنجاز مان يونايتد عام 1999 وبرشلونة العام الماضي. يذكر أن سيلتك الاسكتلندي وأيندهوفن الهولندي حققا الثلاثية، الأول عام 1967 والثاني عام 1988 بيد أن مستوى المنافسة في المسابقات المحلية في بلديهما لا توازي نظيرتها في إنجلترا وأسبانيا. ويملك الفريقان الأسلحة اللازمة لحسم نتيجة المباراة في صالحه كون صفوفهما مدججة بالنجوم، ويعول بايرن ميونيخ على قوته الضاربة في خط الهجوم بقيادة الدولي الهولندي أرين روبن الذي يدين له الفريق البافاري بشكل كبير بالتأهل إلى النهائي خصوصا هدفاه في مرمى فيورنتينا الإيطالي في ثمن النهائي ومان يونايتد في ربع النهائي، إلى جانب الكرواتي إيفيكا أوليتش صاحب الثلاثية في مرمى ليون الفرنسي في إياب الدور نصف النهائي، والمهاجم الواعد توماس مولر ولاعب الوسط باستيان شفاينشتايجر الذي تعقد عليه الجماهير الألمانية آمالا كبيرة في المونديال لسد فراغ غياب النجم ميكايل بالاك بسبب الإصابة. وسيكون النجم الفرنسي فرانك ريبري الغائب الأكبر عن المباراة النهائية بسبب الإيقاف 3 مباريات لطرده في ذهاب الدور نصف النهائي لضربه مهاجم ليون الأرجنتيني ليساندرو لوبيز. وحاول بايرن ميونيخ تقليص فترة العقوبة من خلال استئنافه قرار لجنة الانضباط في الاتحاد الأوروبي ولجوئه إلى محكمة التحكيم الرياضية، بيد أن محاولاته باءت بالفشل. لكن فان جال لن يواجه مشكلة في غياب ريبري لأنه خليفته الدولي التركي حميد ألتينتوب جاهز لسد الفراغ وهو برهن على ذلك بشكل كبير في إياب دور الأربعة عندما ساهم في الفوز الكبير على الفريق الفرنسي سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية. في المقابل، يملك إنتر ميلان تشكيلة زاخرة بالنجوم ووحدهما المهاجم الغاني الأصل ماريو بالوتيللي والمدافع العملاق ماركو ماتيراتزي حظيا كإيطاليين بشرف اللعب أحيانا أساسيين، لأن التشكيلة الأساسية كلها نجوم من خارج إيطاليا. ويعول مورينيو كثيرا على مباراة اليوم كونها قد تكون الأخيرة له مع إنتر ميلان لأنه مرشح بقوة إلى الانتقال إلى تدريب ريال مدريد الأسباني خلفا للتشيلي مانويل بيلليجريني، كما أنه لن يكون له أي حافز لمواصلة مشواره مع الفريق الإيطالي حتى عام 2012 بما أنه سيحقق حلم الإنتر ورئيسه موراتي الذي صرف أموالا طائلة من أجل الظفر بلقب المسابقة الأوروبية العريقة.