السلام عليكم سوف أحكي لكم حكايتي من البداية، تعرفت على فتاة عمرها 15 سنة وأنا عمري 22 سنة، المهم حبتني وأنا حبيتها. كانت علاقتنا ضعيفة نوعاً ما في الأول، ولكن بعد أربع سنوات صارت العلاقة قوية، وكبرت البنت وصارت تفهم، وطلبت مني أن أحكي لها عن الجنس وما يحدث ليلة الدخلة وأنا كانت نيتي سليمة من ناحيتها، حكيت لها وصارت دائماً تحب ممارسة الجنس معي علي التليفون وكنت أريد الزواج منها. تطورت العلاقة أكثر وصارت تخرج معي للبيت ومارست الجنس معاها أكثر من مرة وحدث بيننا خلاف تافه زي الخلافات السابقة اللي كانت كلها على الخطوبة، أخبرت عمتي بالموضوع اتصلت بها وقالت لها إن شاء الله هيكون خير وسوف نأتي لخطبتك من أمك، المهم طال الفراق لمدة خمسة شهور وعندما اقتنع أهلي بها اتصلوا بأمها فقالت لهم إنها تزوجت من أسبوعين وسافرت، كانت الصدمة قوية علي كالصاعقة ولم أعد أفكر في شئ إلا فيها، ونزل وزني كثيراً وبدأت أدخن علبتين سجائر يومياً. مزاجي سيئ، حالتي لايرثي لها ولي الآن شهر وأنا على هذا الحال لم أكن أتوقع يوما أن تفعل هذا بي لأنها كانت تحبني جدا جدا جدا، ولم أفهم لماذا فعلت هذا، أقنعت نفسي أخيرا أنني لن أهدأ ولن يرتاح لي بال إلا بعد أن أنتقم منها وأطلقها من زوجها وأتصل به وأخبره بما جرى بيني وبينها، هذا آخر حل لأن حياتي أصبحت كلها كره في كره، أعصابي فلتت، السكر مرتفع، ولكن اعتقد أني إذا انتقمت منها وطلقها زوجها فسيكون فيه راحة البال لي، ارجو ان تنصحوني ماذا أفعل هل أسامحها أم أنتقم منها لأنها خانتني وكدبت عليّ طوال خمس سنوات رغم أنني إنسان متعلم ولكن حياتي كلها تفكير في الانتقام منها والشماتة فيها، سوف أجن، أرجو الإفادة.. وشكرا لكم. ولكاتب هذه الرسالة أقول: قد تجعلنا مشاعرنا الفياضة نهوّن بعض الأمور كي نسلك أقصر السبل نحو المحبوب فنحقق سوياً حلم البيت الصغير. وأعني ببعض الأمور هنا الماديات، والمستوى الاجتماعي وغيرهما. لكن أن يصل التهوين حد الاستهانة بالأمانة التي حملنا الله إياها وتعدي الحدود التي وضعها الله، فهذا ما لا علاقة له بالحب ولا بالمشاعر الجميلة يا صديقي. ولكنه القلب حين تعلوه الغشاوة، واتباع الهوى، والنفس الأمارة بالسوء، ومن كل حدب يزيّن الشيطان لك ما تريد وما لا يُرضِي الله. وحين يتمكن الهوى والعمى من النفس، تختل حياتنا فلا نعرف أي السبل نسلك وأراك وقد أصابك هذا العمى والخلل. فأنت لا ترى أنك ارتكبت جرماً، ولم تبد أي نوع من الندم والأسف على تجاوزكما لحدود الله وارتكابكما إحدى الكبائر، وحتى على المستوى الإنساني لست آسفاً على مشاعر تظن أنها جميلة، كنت تكنّها لتلك الفتاة. وكل ما يسيطر عليك أن تثأر لنفسك!! ولا أدري مَنْ هنا الذي يفترض أن يثأر مِن الآخر إن كانت شريعة الثأر جائزة!! أنت الذي قادها بخطوات مدروسة لطريق الضلال الوعرة؟ أم هي الفتاة التي جعلتها (.........) بعد أن كانت بريئة عفيفة؟ أنت الجاني؟ أم هي التي يعلم الله مدى معاناتها وهي تختبئ من أعين والديها خوفا من أن ينكشف أمرها وتصبح وصمة في جبينهما بعد أن كانت يوما فخرا لهما؟ مَنْ الذي يحق له الثأر هنا؟! قبل أن تترك نفسك تهوى في قاع الرغبة في الانتقام، ألم تفكر لحظة فيما ارتكبتماه؟ ألا تنتبه إلى أنك أنت مَنْ قادها إلى الرذيلة؟ ألا ترى أنك أنت ولا أحد سواك مَنْ نزع عن روحها الحياء فتحولت من حبيبة عفيفة شريفة تشتاق لرؤيتها وسماع صوتها إلى جسد تنتهكه لتقضي (رغبتك)؟!! ورغم كل ما قلته وما لم تفصح عنه وأظنه أشد هولاً، تريد أن تتنصل من تحمل أي وزر، وتريد أن تنفي عن نفسك أي جرم بادعاء أنها كانت كبرت وصارت تفهم، وأنها هي من طلبت منك أن تحكي لها عما يحدث بين الرجل وزوجته. وكأنك بلا إرادة ولا وازع ديني، وكأنك لا تدرك أن الله عليم بذات الصدور وأنه مطلع على سريرة نفسك، وكأنك فيما بعد لم تطبق وتفعل معها ما تكلمت عنه سابقاً!! وتقول إن "نيتك كانت سليمة".. أي نظافة أو قل (طهارة) تلك التي تتحدث عنها، وأنت تمهد لارتكاب رذيلة؟! ولماذا لم تردعك "نيتك السليمة" لتتوقف فلا يتصاعد الأمر إلى الزيارات الليلية؟!! ما فات قد فات. ولكنه الضعف الذي أصاب نفسك هو ما يريدك أن تظل فيما فات، بل ويمد ظلاله على حاضرك ليعكره ويفسد مستقبلك. وها أنت ذا، تركت نفسك لتصبح مرتعاً للسوء ولرغباتك الشريرة يقتات على صحة بدنك وروحك. فنقص وزنك، وارتفع السكر، ونيران الرغبة في الانتقام تحرقك مع سجائرك. أحمد الله أنك أرسلت إلينا قبل أن يتمكن منك شيطان هواك فتقوم بتصرف لا تحمد عواقبه. وإن كنت تريد حلا بالفعل ينقذك من التردي إلى مهالك لا تدركها، فلتراجع نفسك وتب توبة نصوحا بالندم أشد الندم على ما ارتكبت. لتقرّ بالذنب أولاً، وتطلب الغفران من الله، ولتتحمل ما تلقاه من معاناة نفسية لعلها تكون النار التي تطهر الجرح وتكويه فتطهر روحك. افعل ذلك بصدق وإخلاص. وستجد الله دعاء سمير