نسمة الحسيني - عيون ع الفن : تدور أحداث مسلسل الحارة داخل ديكور حي شعبي كامل يضم منازل متواضعة ومدرسة بسيطة ومحلات تجارية شعبية وشوارع ضيقة، هذا الديكور قام ببنائه المهندس إسلام يوسف داخل مدينة السينما وقال عنه إنه أسس ديكوراً يشبه منطقة الإباجيه حيث المستوى الشعبي جداً بحيث تكون حارة عشوائية أكثر منها شعبية وتمثل المنطقة الحقيقية لحياة الأبطال وهناك ثلاثة ديكورات داخل البلاتوه منها شقة وقسم، وأنه قام ببناء حي متكامل يضم حوالي أربع حارات رئيسية وستة فرعية. أضاف أن 90 % من الممثلين لا يستخدمون المكياج أثناء التصوير لأن كل شخصية يقدمها الممثل لها مرادفها في الواقع لذلك يحرص الممثلون على أن تجد الشخصيات المهمشة نفسها في الشخصيات المقدمة في المسلسل . وأكد أنه قام بعمل معاينات في أماكن شعبية ليتعرف على تكوينات البيوت بها وطريقة الحياة اليومية لهذه الطبقة حرصاً على المصداقية وتواصل الكاميرا والممثل وحتى يعطي المخرج حرية في حركة الكاميرا لأنه وفقاً للتكنيك الذي يعمل به المخرج فإن حركة الكاميرا تكون ضيقة وفيها تواصل بعيداً عن الطريقة التقليدية التي نراها في التليفزيون فالمسلسل أقرب إلى السينما. وعن الملابس قال إنه اشترى ملابس الممثلين من منطقة السيدة زينب ووكالة البلح حيث الأماكن الطبيعية التي تشتري منها الشخصيات المهمشة ملابسهم لذا تعمد عدم تفصيل الملابس وإنما يشتريها جاهزة من الأماكن الطبيعية لها. المخرج سامح عبد العزيز قال إن المسلسل يبحث في أخلاق الحارة المصرية الشعبية الأصيلة من خلال الدراما التي تنقل كل المشاعر الإنسانية في الحارة من خوف وضعف وأمل واستسلام وخير. وأوضح أن المسلسل يضم مائة وأربعين ممثلاً تتساوي أدوارهم في الأهمية سواء الممثلين الأساسيين أو الثانويين وأنه حاول أن تكون الترشيحات حقيقية سواء للنجوم أو الممثلين لأول مرة ولم يجد صعوبة في إدارة هذا العدد الكبير من الممثلين. وأضاف " أقدم موضوعاً جيداً مع المؤلف أحمد عبد الله الذي تجمعني به كيمياء جميلة سواء في العمل أو في الحياة عموماً والتحضير كان سهلاً جداً من خلال سيناريو حقيقي استمتعت فيه لأنه كلما كان الموقف التمثيلي حقيقياً يحسه الممثل ويستطيع أن يعبر عنه بطريقة تصل إلى الناس. من جابنها قالت الفنانة نيللي كريم بطلة المسلسل إن هذه التجربة كانت تنتظرها منذ فترة طويلة لأن المؤلف أحمد عبد الله استطاع أن يكتب سيناريو رائعاً كما أنها تجمعها صداقة قديمة بالمخرج سامح عبد العزيز. وعن دورها قالت إنها تجسد دور بنت شعبية من الحارة وتعتبر واحدة من الشخصيات المهمشة الكثيرة التي تعيش في هذه الحارة لكنها لا تريد أن تحكي عن تفاصيل الشخصية حتى لا تحرقها وتتركها مفاجأة للجمهورعندما يشاهد المسلسل. من ناحية أخرى قال الفنان صلاح عبد الله إنه يقدم شخصية الأستاذ تمام وهو موظف في الإصلاح الزراعي ورجل متزمت وموهوب في الخطابة وله أسلوبه وطريقته التي تجذب إليه الناس ويحاول أن يحل مشكلات أهل الحارة الذين يعتبرونه كبيرهم والرجل المثقف المتدين رغم أنه صعب جدا في بيته ولديه أسرة مكونة من الزوجة وتقوم بدورها عفاف شعيب وابن يقوم بدوره أحمد فلوكس وابنة وجه جديد وهو شخص متمسك بتعاليم الإسلام لكن بتزمت لدرجة أنه يرفض وجود التليفزيون في بيته. أما الفنانة سوسن بدر فقالت إن موضوع المسلسل لم نره من قبل في التليفزيون بهذا الاتساع والتشعب والثراء والعمق من حيث الشخصيات والموضوعات والكتابة لأن المسلسل يقترب من مشاكلنا الخاصة ومشكلات شبابنا، وأضافت أن الشخصية التي تقدمها ليست جديدة عليها من حيث شكلها الخارجي وإنما تفاصيلها النفسية وطبيعتها الإنسانية لم تقدمها من قبل ورغم ذلك تشعر بنوع من الألفة مع هذه الشخصية لأن لها أصولاً شعبية حيث نشأت في منطقة باب الشعرية وفي نفس الوقت قدمت من قبل أدواراً عن نفس هذه الطبقة التي تحبها وتسعد بتقديمها. وأوضحت أنها استجمعت تفاصيل الشخصية من ذكرياتها وخبرتها في الحياة التي اكتسبت جزءا كبيرا منها من الحياة في منطقة شعبية في البداية فضلا عن تفاصيل الشخصية الواضحة كما كتبها المؤلف بالإضافة الى أن المخرج ساعدها كثيرا في معرفة تفاصيلها بما يضيفه مع ترك مساحة للممثل يبدع فيها لأنه ليس مخرجا ديكتاتوريا يجبر الممثل على السير وراء عصاه رغم أنه مايسترو المسلسل. مدير التصوير جلال الزكي أكد أنه عمل مع المخرج والمؤلف في "الفرح" و"كباريه" وهما فيلمان تدور أحداثهما في أحياء شعبية لكن هنا في الحارة حاول أن يقدم الحارة الشعبية بشكل مختلف يتعامل فيه مع المسلسل بطريقة سينمائية من حيث التصوير والإضاءة والإخراج ولا يتعامل معه على أنه مسلسل. أضاف أن الحارة موضوع جديد عن الفرح وكباريه استغرق تحضيره أربعة شهور وحرص على التجديد من حيث حركة الكاميرا بحيث تتحرك بشكل يشبه حركة عين الإنسان حتى يشعر المشاهد أنه شخص يعيش داخل هذه الحارة وأنه داخل الحدوتة وأيضا تكنيك جديد في شكل الصورة والإضاءة و في استخدام كاميراتين تصوران من نفس الزاوية في نفس الوقت حتى يشعر المشاهد بصورة سينمائية، وأكد أن هذا الحارة ستكون حارة مصرية حقيقية وليست تمثيلا.