قالت زوجة الدكتور باسم عودة، وزير التموين المعتقل في سجون الانقلاب العسكري، إن أكثر شئ تمناه زوجها في السنوات الأخيرة هو أداء فريضة الحج، لافتة إلى أن هذا السبب دفعه لقبول العمل في السعودية واصطحبنا معه وقمنا بأداء الفريضة وقضينا هناك 3 سنوات لم يطق فيها الغربة فقرر العودة إلى مصر رغم كل المغريات المادية لاستمراره في العمل. وكشفت عن كواليس عمله في وزارة التموين، خلال حوارها ببرنامج "رهن الاعتقال" على شاشة الجزيرة مباشر مصر، أن عودة فوجئ في أول أيامه بالوزارة أن هناك مبلغا مكافأة للوزير 20 ألف جنيه شهريا فرفضها وتبرع بها لخزينة الوزارة فسألته لماذا؟ فأجابني لأني لم افعل شئ استحق عليه هذه المكافأة. وأضافت أن زوجها ساهم بشكل كبير في تطوير فكرة اللجان الشعبية وحملات النظافة، لافتة إلى أنه في وقت أزمة الأنابيب فكر في كيفية توفير الأنابيب للناس بسعر بسيط فقام بتوفير سيارة تبيع الأسطوانة بخمس جنيهات فقط ومن هنا عرفه فقراء المنطقة وارتبطوا به. واستدركت قائلة: وزير التموين كان يعارض توزيع الأنابيب باسم أي حزب وكان يسعى لتوظيف الشباب من كل التيارات للمشاركة في خدمة الناس؛ ويرى أن مواجهة الفساد في مصر لا يقوى عليها طرفا واحدا وتستلزم تعاون الجميع. وحول فساد المخابز، أكدت أن عودة تعرض لصدامات قوية مع أصحاب المخابز من أنصار الحزب الوطني المنحل؛ ونفس المخاطر واجهها في أزمة البنزين ما دفع أحد المخالفين لقذفه بأسطوانة أصابت قدمه وحينما سألته كيف يحدث هذا؟ أجابني بأنه من الطبيعي جدا أن يواجه أي شخص يحارب الفساد بهجمة شرسة من الفاسدين. أضافت، وزير التموين الدكتور باسم عودة كان يحب لقب "وزير الغلابة" ولم أشاهده منذ فض اعتصام رابعة العدوية إلا بعدما اعتقل؛ وفوجئت بخبر مداهمة قوات الأمن لمنزلنا وتحطيمه وبفضل الله لم أكن متواجدة ولكن أهل المنطقة شعروا بالحزن والأسى الشديد لأن زوجي يتمتع بشعبية كبيرة في المنطقة. واشارت قائلة: أنه يوم الاعتقال كنت مشغولة بمساعدة أبنائي في دروسهم المدرسية لأن لديهم امتحانات في اليوم التالي للإعتقال وعرفنا الخبر من صديقة ابنتي فأصاب أبنائي حزن وصدمة شديدة حاولت أن امتصها بداخلهم وأن اجعلهم يرضوا بما كتبه الله وذكرتهم بأنه قبل مغادرته للمنزل آخر مرة جمع أبناءه وسألهم "عمركم شفتوا بابا بيضرب حد؟ عمركم شفتوني بعمل حاجة غلط؟ فقال الأبناء: لا؛ فاستدرك زوجي قائلا: الخير لازم الشر يحاربه قبل ما ينتصر ولو أي حد قالكم كده عليه متصدقوش"، لافتة إلى أن كلماته ساعدتني في التخفيف عن أبنائي. وعن فترة ما بعد اعتقاله قالت: زوجي طلب مني كتب في الاقتصاد ومصحف وسبحة وقلم ونوتة كي يستثمر وقته في شئ مفيد كما اعتاد؛ وأخبرني بأن سجنه خلوة سيفعل كل شئ كان يتمنى فعله ولم يتمكن لضيق وقته وكثرة مهامه خارج السجن. وتابعت، في أول لقاء لنا به بعد الاعتقال وجدته بشوشا مستبشرا كعادته وتذكرت ابتسامته فور تعيينه وزيرا للتموين فطلب مني أن اكتب له بشكل أسبوعي أسعار السلع الهامة وكنت اتصل بصديقاتي كي أعرف الأسعار في مناطق مختلفة وأخبره بهذه الأسعار كي يقارنها بالأسعار التي ترفعها له التقارير في الحكومة. وحول مشاركته في ثورة 25 يناير قالت: اذكر جيدا كيف كان يشاهد ثورة تونس ويتمنى أن تحدث في مصر فقلت له ربما يكون في مظاهرات 25 يناير فقال لي سأسافر وقتها بالخارج وفقا لترتيبات عملي في جامعة القاهرة ولا أتمنى أن تندلع ثورة بدوني وبالفعل عاد يوم جمعة الغضب بعد تفاقم المظاهرات وظل يشارك يوميا ولا يعود للمنزل إلا لتغيير ملابسه حتى يوم موقعة الجمل. وتابعت إن حينما أصيب في موقعة الجمل لم يبلغني بالخبر، وعندما ذهبت للميدان لأطمئن عليه شاهدت جرح رأسه الذى لم يعالج سوى ب8 غرز. وتوجهت زوجة وزير الغلابة برسالة للشعب: زوجي سيعود قريبا لكم فهو وزير الغلابة وكان يبحث عن مصالحكم ولأن الله لا يرضى إلا بالحق وحرم على نفسه الظلم. والتقط أطراف الحديث منها شقيق الوزير الذى قال: كنت متواجدا في شارع جامعة الدول وفوجئت باتصال من شقيقنا الثالث أبلغني بخبر اعتقال باسم فلم أفكر سوى في والدتنا كيف سأبلغها الخبر؟ وما الذي سيفعله الانقلابيون بأخي وكيف سيعاملونه وهو الذى اعتاد على معاملة الجميع بوافر الاحترام؟ وأضاف، نجحت في إخفاء الخبر عن والدتي لمدة 6 أيام ولأنها لا تشاهد إلا قناة الجزيرة أبلغتها أنها تتعرض لتشويش ولا يمكن مشاهدتها لكنها شكت في الأمر ففتحت القناة وشاهدت رسالة أحد المتفرجين "عار عليكم اعتقال باسم عودة" فاتصلت بي وبدأت بتهدئتها وطلبت منها ألا تفرط في أجر الصبر على البلاء خاصة أنها تعلم السبب الحقيقي لإعتقال نجلها. وقال إن أكثر ما يسعدني هو أن أسير في الشارع ويسألني الناس "أنت شديد الشبه بباسم عودة فهل تقرب له "وحينما أجيبه بأنه شقيقي يدعون له بالصبر والنصر. واختتمت ابنة وزير التموين الدكتور باسم عودة الحديث، قائلة: "مش هنسكت على اللي حصل ده ولا هنسكت على اللي ماتوا لحد ما نجيب حق اللي ماتوا وبسأل السيسي لو أنت مكاننا هتعمل إيه" أنا طول الزيارة بدعي على السيسي وبابا حكى لنا هم اعتقلوه ازاي، مضيفة، "شروق أختي الصغيرة هي اللي خلتني أعيط لما قعدت تعيط وتصرخ لأنها عايزة بابا يروح معانا أو هي تفضل معاه في السجن".