قال د. حامد نصار - الأستاذ بجامعة بيروت, أن مؤيدى الانقلاب ارتكبوا أكبر حماقة في التاريخ هذا الأسبوع، عندما صوتوا بكثافة للسيسي من أجل اختياره رجل مجلة "تايم" لعام 2013، ونشر صورته على غلافها الشهر القادم، ظنا منهم أنهم بذلك يحسنون اليه, بالرغم من أن التعليق المصاحب يؤكد قيامه بالانقلاب على الرئيس مرسى, وقيامه بمجازر. وأضاف عبر تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" , أن أنصار السيسى لم ينتبهوا للعبارة التي كانت مكتوبة بجوار اسمه في التصويت والتى جاء نصها “The Egyptian defense minister (and top army general) spearheaded the controversial removal of democratically-elected President Mohamed Morsi in July this year.” ومعناها "وزير الدفاع المصري الذي خلع في يوليو من هذا العام _الرئيس محمد مرسي_ المنتخب ديموقراطيا, مشيراً إلى أن هذا يعنى أن الذين صوتوا ب "نعم" لهذه العبارة فعلوا الآتي: - أقروا واعترفوا بأن مرسي هو الرئيس الحالي لمصر (لم تقل العبارة "الرئيس السابق"، ولا حتى "الرئيس المعزول") - أقروا واعترفوا أن مرسي منتخب من الشعب المصري (لم تقل العبارة "الرئيس" فقط، بل اضافت "المنتخب") - أقروا واعترفوا بأن عملية انتخاب مرسي كانت حرة ونزيهة (لم تقل العبارة "الرئيس المنتخب" وسكتت، بل اضافت "ديموقراطيا"، أي أن الانتخاب كان free & fair) وأوضح د.نصار أن الكارثة الأكبر، هي أن هؤلاء بموافقتهم على العبارة قد أقروا واعترفوا صراحة وعلى مرأى ومسمع من العالم كله أن "السيسي خلع رئيسا منتخبا ديموقراطيا"، وهذه جريمة في القانون الدولي، ووسيلة مرفوضة عند الدول المتحضرة التي تحتم أن يكون الخلع أيضا بانتخاب ديموقراطي، وبالتالي أصبحوا الآن - من خلال التصويت - بمثابة "شهود إثبات" ضده في هذه الجريمة. ولفت نصار إلى أن اختيار "رجل العام" بمجلة "تايم" ليس تكريما ولا تشريفا ولا حتى تقديرا، ذلك أن معيار الاختيار الوحيد هو يكون "الشخص قد طغى على الأخبار هذا العام سواء _بالخير أو بالشر_ ": “Cast your vote for the person you think most influenced the news this year for better or worse” وهو ما يعنى أنه يمكن للمجلة أن تختار "زعيما للمافيا" ، أو "سفاحا خطيرا" لا لسبب إلا لأن اسمه تردد في الاخبار معظم الوقت (طبعا ليس نتيجة كثرة إنجازاته وعظمتها، بل كثرة جرائمه ووحشيتها), كما أن هذا المعيار مكتوب فوق التصويت مباشرة، وكأن الذين صوتوا بنعم لا يقرءون، أو إذا كانوا يقرءون لا يفهمون، وإلا ماكانوا ارتكبوا هذا الحمق، ولا يسعنا في النهاية إلا أن نقول "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!