من النادر أن تجد عائلة يتميز أصحابها بسمات مشتركة إلى هذه الدرجة . وليس من الشائع فى عصرنا الحديث أن تتحقق البطولة فى عائلة واحدة بهذا الشكل . من تلك العائلات التى العائلة التى ينتمى لها أحد ألمع الأسماء السياسية فى مصر خلال السنوات الماضية ، محمد البلتاجى عضو مجلس الشعب والقيادى بحزب الحرية والعدالة ، الذى كان أحد أركان ثورة يناير ، وأحد الداعين والداعمين بقون للثورة ضد الانقلاب . الجديد فى الأمر أن التضحية لم تتوقف عند أشهر أبناء العائلة ن إلا أنها امتدت إلى باقى أفراد الأسرة ، ليعرف الناس أعضاء العائلة واحدا تلو الآخر ، بدءا من ابنته أسماء التى أصبحت رمزا للتضحية والنقاء ، مرورا بزوجته وابنه الصامد عمار ، ووصولا إلى ابنة اخيه التى انضمت إلى ركب حرائر الإسكندرية اللاتى صدر الحكم الأقسى فى حقهن بالسجن 11 عاما فى قضية يتحدث عنها العالم كله ، إضافة إلى زوج أخته الذى اعتقل عقب عودته من المستشفى التى أجرى فيها عملية جراحية فى إحدى عينيه . هذه البطولة كانت السبب فى العبارة التى أطلقها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على تلك العائلة حين ابتكروا " هاشتاج" بعنوان " اجمد .. خليك بلتاجى " . إنها حكاية عائلة قدمت شهيدة ومعتقلا تلو الآخر، من الشهيدة أسماء البلتاجي التى بكى العالم كله مع أناتها "يارب .. يارب" خلال تلقيها العلاج في المستشفى الميداني برابعة العدوية قبل أن تلقى ربها شهيدة عبر رصاصة قناص غادر رفض أن يترك ذات ال 17 عام تكمل مشوارها فى الحياة . استشهاد أسماء كان رسالة للجميع داخل عائلتها وخارجها، فمنذ اللحظات الأولى لإستشهادها خرج والدها الدكتور محمد البلتاجي صامداً وكأنه لا يعلم عن استشهاد ابنته شيئا ؛ حيث اكتفى بالحديث عن ثبات المعتصمين ودموية الانقلاب على مدار 7 ساعات لفض اعتصام ميدان رابعة العدوية لنفاجأ في آخر حديثه بكلمات ثابتة صامدة قال فيها "ابنتي صارت شهيدة من أجل الوطن". لا تتعجب كثيراً فأسماء كانت من أوائل المشاركين في أحداث محمد محمود وقبلها أحداث بدايات الثورة بكاملها في ميدان التحرير، وكذلك كان والدها وإخوتها. جاء الدور على زوج الأخت بعد استشهاد الابنة واعتقال الأخ لساعات، سعيد زكي محمد عيسى "زوج شقيقة البلتاجي" اعتقلته ميليشيات الانقلاب بعد خروجه من غرفة العمليات وإجراء جراحة خطيرة في عينه بيوم واحد. وعقب استشهاد أسماء اختفى والدها لفترة، فاعتقل الانقلاب شقيقها عمار لساعات في محاولة للضغط على والده، واعتقل البلتاجي بعدها بأيام قليلة. صورة اعتقال الدكتور محمد البلتاجي ستظل محفورة في الأذهان وهو محاط بميليشيات الانقلاب المدججين بالأسلحة وملثمي الوجه بينما لم تفارقه الابتسامة ، ورافعا يده بإشارة رابعة ، وكأنه لم يفقد حبيبته الشهيدة أسماء . منى ماهر البلتاجي .. ابنة عم الشهيدة أسماء وصديقتها ، وآخر ضحايا الانقلاب من عائلة البلتاجى حتى الآن ، حيث حكم عليها الانقلاب بالسجن 11 عاماً بتهمة حيازة بالونات صفراء رافضا للانقلاب العسكرى . صديقتان إحداهما شهيدة اختارها ربها يوم فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس والأخرى ارتضت أن تقبع خلف القضبان كثمن زهيد لفكرتها وحريتها .