في محاولة للتغلب على التعتيم الذى فرضته وسائل الإعلام الداعمة للانقلاب العسكري على مهزلة القرن لمحاكمة الدكتور محمد مرسي الرئيس الشرعي وأول رئيس مدني منتخب، أعدت قناة الجزيرة مباشر مصر تقريرا يحاكي ما دار في وقائع المحاكمة وحجبته سلطة الانقلاب عن الشعب المصري لمحاولة إخفاء صمود وقوة الرئيس رغم اختطافه من سلطة الانقلاب. وأظهر الفيديو، الذي عرضته قناة «الجزيرة مباشر مصر»، اليوم الثلاثاء، بعض الصور التي لم يتم إذاعتها حول مشهد الرئيس مرسي داخل الطائرة العسكرية التي أقلته إلى مقر المحاكمة الهزلية المنعقدة بأكاديمية الشرطة، والذي بدا فيه ثابتا بجانبه عدد من أفراد الأمن، ثم مشهد هبوط الطائرة وانتظار المدرعات العسكرية لتأمين وصوله إلى قاعة الجلسة، وفجأة ينتقل الفيلم إلى وقائع الجلسة، -في إشارة إلى عدم تكرار المشاهد المسجلة التي بثها التليفزيون المصري وتداولتها وسائل الإعلام المختلفة. ويعرض الفيلم التصوري، وقائع الجلسة لتبدأ المسرحية الهزلية التي افتتحها قاضي المحاكمة ب«بسم الله الرحمن الرحيم» معلنا بدء الجلسة، فقاطعه الرئيس مرسي بحزم، موجها خطابه لهيئة المحكمة، بقوله: «أنا أربأ بالقضاء المصري أن يكون غطاء لهذا الانقلاب العسكري.. أنا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية حتى الآن.. أنا موجود في هذا المكان بالقصر وبالقوة». ويعود صبري، رئيس المحكمة، محاولا الإمساك بزمام الأمور لإثبات الحضور بالجلسة: «بسم الله الرحمن الرحيم.. وإن الحكم إلا لله.. المتهم محمد مرسي عيسى العياط»، وهو ما قابله الرئيس مرسي بقوة: «أقول لك أنا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية.. والمحكمة تتحمل المسؤولية أنها لم تسمح لرئيس الجمهورية بالخروج وممارسة سلطاته الدستورية»، ما أصاب القاضي بتوتر وقلق اضطره إلى رفع الجلسة للمرة الثانية، والتي كان رفعها للمرة الأولى بسبب عدم موافقة الرئيس مرسي ارتداء زي الحجز الاحتياطي لعدم اعترافه بالمحكمة. وضجت القاعة بهتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" وسط تلويح بعض الحضور بشارة الصمود رابعة العدوية، بينما أعاد قاضي افتتاح الجلسة، موجها سؤاله إلى الرئيس الشرعي حول قبوله توكيل الدكتور محمد سليم العوا للدفاع عنه، ما قابله بنفي صفة المحكمة عن الجلسة لكونه رئيس الجمهورية، في إشارة لمخالفتها القانون والدستور. ويحاول القاضي إتمام الجلسة فأعاد الرئيس مرسي حديثه الانقلاب العسكري، موجها خطابه لهيئة المحكمة: «هذه ليست محاكمة.. هناك انقلاب عسكري يجب أن يقدم قادته للمحاكمة»، فقاطعه القاضي: «أسألك سؤولا محددا هل..» فقاطعه الرئيس بقوة: «أنا رئيس الجمهورية»، ما اضطر رئيس المحكمة لرفع الجلسة للمرة الثالثة، وعادت إلى القاعة هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر". واختتم الفيديو بمشهد تلويح الرئيس للحضور بشارة رابعة العدوية تأكيدا منه على صموده وتحية منه لصمودهم لتعود الطائرة لتقله إلى مكان اختطافه الجديد والذى تخبط الانقلابيون كثيرا في تحديده ما بين سجن طرة ثم نفى توجهه لأي سجن وأخيرا استقروا على سجن برج العرب لبعده عن المناطق السكنية خوفا من وصول رافضي الانقلاب العسكري له لتنتهي وقائع مسرحية الجلسة الأولى من مهزلة القرن.