أقر "عادل شامو" الأستاذ بجامعة ميريلاند أن ما حدث في الثالث من يوليو الماضي هو انقلاب عسكري رغم رفضه لذلك سابقا، موضحا أن الإطاحة بالرئيس مرسي أصبحت شؤما على الديمقراطية ومصر. ورغم اعتقاد الكاتب أمس الأول الأربعاء على موقع "هفنجتون بوست" أن من خرج في 30 يونيو كانوا 20 مليون وأن هناك مظاهرات مؤيدة للسيسي أكبر من المظاهرات المؤيدة للشرعية، إلا أنه كتب مقالا تحت عنوان " نفق مصر المظلم .. الأحداث منذ الاطاحة بالرئيس محمد مرسي لا تحمد عقباها للديمقراطية ولمصر" أوضح فيها تغير رأيه مع تغير مسار الأحداث في مصر. وأوضح "شامو" أنه في بداية الانقلاب "رفضت تسمية التدخل العسكري انقلاب ، لأن الجيش كان يستجيب لرغبة عارمة للشعب المصري . أنا، أيضا ، آملت في أن الحكم العسكري سيكون مؤقتا و يليه وضع دستور أكثر علمانية جنبا إلى جنب مع إجراء انتخابات حرة ونزيهة" . لكنه عاد ليؤكد أن "الوضع الحالي يشير إلى خلاف ذلك. كانت الأحداث منذ الاطاحة مرسي لا تحمد عقباها للديمقراطية و لمصر ". وتناول الكاتب العديد من مظاهر التردي في الحالة المصرية، قائلا إن "زعيم الانقلاب العسكري ، اللواء عبد الفتاح السيسي قاد حملة اتهامات محمومة ضد الإخوان المسلمين . وتلاقي المظاهرات المستمرة المتوهجة المؤيدة للرئيس مرسي ردود أفعال تتراوح من الاعتقالات وحتى ذبح المتظاهرين". وأضاف الكاتب أن العنف في ازدياد ، وحتى الآن تم قتل أكثر من ألف من المتظاهرين من التحالف المناهض للانقلاب. كما تم قتل 51 وإصابة 200 في ذكرى احتفالات السادس من أكتوبر. كما أن الفوضى تحكم سيناء، ومقتل قوات الأمن المصرية أصبح أمر روتيني . أيضا قال الكاتب أن الخوف من الجيش يجتاح العديد من القادة السياسيين . وعلى سبيل المثال ، أيمن نور في المنفى في لبنان ، ومحمد البرادعي في منزله في فيينا؛ كما أُغلقت مكاتب حركة 6 أبريل ؛ فالجيش لم يعد فقط يستهدف جماعة الإخوان المسلمين، حيث تحولت أنظاره إلى قادة العلمانية والليبرالية أيضا. علاوة على ما سبق قال الكاتب إن التحديات تزيد، حيث يواجه المصريون تحديات اقتصادية خطيرة "فالرقم الرسمي للبطالة بنسبة 13.3 في المائة . كما أن هناك 9000 شاب في مصر يكافحون من أجل تشكيل شركات أقوى والحصول على التمويل لمشاريعهم الريادية . كما ظهر أن المستثمرين خارج الاهتمام، وسوق الأوراق المالية المصرية آخذ في الارتفاع" . وأضاف الكاتب أنه على مستوى حرية الصحافة فإنها آخذة في الاضمحلال، حيث أغلقت الحكومة المصرية محطات تلفزيونية إسلامية كبرى جنبا إلى جنب مع مكاتب لقناة الجزيرة؛ كما تم القبض على العديد من الصحفيين وقُتل ستة منهم على الأقل؛ كما يعاني معارضو الجيش من خوف وترهيب كبيرين . وعن الوضع الحالي في مصر وسيناريوهات المستقبل أضاف الكاتب أن الشعب المصري يواجه خيارا صعبا للغاية؛ ويجب أن يختار الطريق الذي لا يؤدي نحو مزيد من العنف والتراجع الاقتصادي والدكتاتورية ، أو حتى إلى حرب أهلية. وأضاف الكاتب أنه يجب على مصر بطريقة أو بأخرى تجنب مصير سوريا (حرب أهلية سقط بها أكثر من 100،000 من الضحايا المدنيين ) ، والعراق ( حيث الصراع الطائفي أنتج أكثر من 10،000 حالة وفاة سنويا ) ، وليبيا ( حكومة ضعيفة وفوضى متفشية). وأوضح أن مصر هي القلب النابض للعالم العربي ، وسوف يكون للمسار الذي تختاره تأثير عميق على جميع العرب، مضيفا "لسوء الحظ قد يأخذ المسار الحالي في مصر البلاد إلى نفق مظلم مع عواقب غير معروفة ووخيمة". وخلص الكاتب إلى أن "أفضل أمل لمصر ولكلا طرفي النزاع هو تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية واجراء انتخابات حرة ونزيهة . ويجب على حكومة الوحدة الوطنية أن توقف كل أشكال الاعتقال التعسفي واستخدام القوة المميتة ضد معارضيها. ويجب على الجيش المصري العودة إلى سياسته الأصلية بعدم إطلاق النار أبدا على المدنيين" مضيفا "هذا هو السبيل الوحيد لتفادي مصر النفق المظلم الذي يلوح في الأفق".