طالتها رصاصات الغدر في "مذبحة الحرائر" بالمنصورة في العاشر من رمضان شقيق الشهيدة: كانت تعشق العمل الخيري ولقد صدقت الله فصدقها ابنة أختها: طالما تمنت الشهادة وكانت شديدة التفاؤل وعلى يقين بالنصر الشهيدة أم بلال .. الداعية والمربية والقيادية في دعوة الإخوان المسلمين بجديلة مركز المنصورة، عاشت حياتها لدعوة الله وتربية الفتيات والسيدات، تُعلم القرآن والعلوم الشرعية وتتعلم في المعاهد المتخصصة، متفانية في دعوة الله، تحب العمل التطوعي والخدمي والخيري حسبة لله، تميزت بالهدوء والقناعة والجود والكرم، كانت صبورة محتسبة متوكلة على الله في كل شأنها، لم تخطئها رصاصات الغدر، بل اصطفاها الله لخير موتة تلقى الله عليها، الموت في سبيل الله ، فقد كانت عاشقة للجنة. حياتها هي آمال متولي فرحات بدر، مواليد جديلة بالمنصورة عام 1968م ، زوجة الشيخ شعبان الزهيري الذي تلقى خبر استشهادها أثناء تواجده في بعثة دعوية بأسبانيا وهو صابر محتسب ، وهى أم لأربعة أبناء ، سمية -ليسانس دراسات إسلامية- وبلال –طالب بطب أسنان الأزهر- وعائشة –طالبة بالثانوى- صفية -طالبة بالإعدادية- . تميزت الشهيدة بحرصها على طلب العلم فحصلت على بكالوريوس التجارة ومعهد إعداد دعاة كما درست بمعهد القراءات، فكانت محفظة للقرآن الكريم بمسجد الزهيري كما أنها كانت قيادية في قسم الأخوات بجماعة الإخوان بمنطقة جديلة. وهى واحدة من الشهيدات الحرائر اللاتي ارتقين إلى الله تعالى في العاشر من رمضان الفائت في مذبحة الحرائر بالمنصورة والتي استشهدت فيها ثلاثة سيدات وفتيات برصاصات الغدر والظلم. وقد ظلت طول حياتها تطلب الشهادة مرددة "هى لله .....هى لله"، فكانت عيناها على الآخرة، وحين يتحدث أحد أمامها على زينة في الدنيا تقول: "هانلبسها فى الجنة .. هانأكلها فى الجنة" فلطالما اشتاقت للجنة وكانت عاشقة لها. سيرة الشهيدة تقول أسماء منصور ابنة أخت الشهيدة: هى الحاضرة الغائبة إذا حضرت أشرقت الدنيا وابتهج الجميع ، وإذا غابت افتقدها الجميع وسألوا عن أحوالها. داخل عائلتنا نختلف جميعا مع أخوالنا وخالاتنا في كثير من الأحيان ولكن عند آمال يتفق الجميع ، إذا تحدثت نسمع ، وإذا أمرت ينفذ طلبها ، وإذا لامت أو انتقدت خطأ ما يصحح فورا. وتتابع: كانت نعمَ الصديقة والأخت والجارة والأم ، هادئة ، قنوعة ، شديدة الكرم والجود ،صبورة ، محتسبة ، متوكلة على الله فى شتى أمورها ، خدومة لأقصى حد سواء لمن تعرفه أو لا تعرفه مهما كانت ظروفها الصحية. كانت –رحمها الله- بمثابة المستشارة والخبيرة في حل المشكلات سواء في داخل العائلة أو وسط المجتمعات النسائية ، كانت نعم الناصح الأمين ، زرعت فينا حب الله ورسوله والسعي وراء الحق. كانت –رحمها الله- نعمَ الزوجة المطيعة ، ونعم الأم والمربية الصالحة لأولادها، ربتهم على حفظ القرآن وإتقانه وعلى الشجاعة وتحمل المسئولية و الصبر و الرضاء و اليقين وخدمة الدعوة و البر بالأقارب , والأخلاق الحميدة واستطردت أسماء عن سيرة خالتها الشهيدة: كانت بارة بوالدها -جدى رحمه الله- وبوالدتها ، فكم سمعت من مدح وثناء ودعاء من جدتى لها ، كانت بارة بأهل زوجها وأخص منهم والده ووالدته -رحمة الله عليهما- فلقد رأيت بعيني حبهم لها كانت ترعاهم بكل تفانى وإخلاص وكانوا يذكرونها دائما بكل خير وحب ودعاء. ويلتقط طرف الحديث محمد الزهيري ابن اخو زوج الشهيدة فيقول: ماتت زوجة عمي أفضل مربية أجيال عرفتها في حياتي، وكذلك استشهدت عمتي، استشهد أشرف ناس في عائلتي. ويقول إسماعيل شقيق الشهيدة: أختي رحمها الله كانت تعشق العمل التطوعي الخيري من قوافل طبية أو تعليم الناشئة وتجويد وتلاوة القرآن وأعمال خيرية والجميع يشهد لها بذلك فبأي ذنب قتلت". وأضاف: سنقدم شهيداً تلو شهيد حتى يتم تحرير الوطن من كل سلطان غاصب ، نحن مشاريع شهادة ولن نتنازل عن ذلك وأختي صدقت الله فصدقها ، وأقول للسيسي: "بأي ذنب قتلت النساء؟"، ولكل من أيد الانقلاب أنت مشارك في هذه الجرائم البشعة. وصاياها واستشهادها وعن استشهاد "أم بلال" تضيف ابنة أختها: وعقب إفطار ذلك اليوم الجمعة 10 رمضان خرجنا معها للمسيرة المؤيدة للشرعية والمطالبة بإنهاء الانقلاب العسكري ، وكانت رحمها الله تحثنا على الإسراع لعدم التأخر. وبعد صلاة التراويح انطلقت المسيرة الحاشدة من أمام القرية الأوليمبية بالمنصورة وحين وصلت إلى شارع الترعة ، هجمت مجموعات مسلحة من البلطجية على السيدات والفتيات في خسة ودناءة وجاهلية ووحشية غير مسبوقة واطلقوا عليهن الرصاص والزجاج وضربوهم بالسنج والأسلحة البيضاء في فاجعة مصرية غير مسبوقة في التاريخ ، ومذبحة لحرائر الدقهلية وشريفات هذه الأمة وصفوة نساءها وفتياتها ، وأصيبت أم بلال بطلق ناري في الرأس وآخر في الصدر من الخلف ، وارتقت روح الشهيدة النقية ولبى الله دعائها الذي طالما دعته أن تلقى الله شهيدة في سبيل نصرة الإسلام والحق. وكان للشهيدة وصايا قبل ارتقائها تنم عن مربية وداعية وتروي ابنة أختها هذه الوصايا فتقول: قبل استشهادها بيومين كنا في زيارة عائلية تحدثت معنا على مجزرة الحرس الجمهوري وأكدت أنها حرب على الإسلام وأنه صراع بين الحق والباطل ونصحتنا بالنزول للميادين ، ومن لم يستطع فعليه بالدعاء والصلاة وأوصتنا بالحفاظ على صلاة الفجر. ويوم الجمعة يوم استشهادها كانت شديدة التفاؤل وعلى يقين أن النصر قادم لا محال ، وأوصتنا بوصاياها الأخيرة وهى: * جعل حديث النبي صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه" شعار حياة. * الدعاء لأقاربنا دائما بالهداية والتواصي بصلة الرحم مهما كانت خلافتنا. * التزام الاستغفار والدعاء والأذكار والمحافظة على صلاة الفجر. * المحافظة على الورد القرآن اليومي. ومن مسجد الإيمان بجديلة في الحادي عشر من رمضان كانت جنازة الشهيدة ووقف شقيقيها إسماعيل بالمسجد يقول: إنها صدقت الله فصدقها، وكانت تتمني الشهادة ، وأقسم بالله أنني شممت رائحة من دمها لم أشمها من قبل. وصلى ابنها بلال صلاة الجنازة وسط بكاء الرجال والنساء الذين احتشدوا لوداع الشهيدة، ورفعوا لافتات كتبوا عليها "شهيدة الحرية والشرعية أم بلال".