مرّت "وقفة عرفات" و"عيد الأضحى المبارك" هذا العام على المصريين, وما زالوا لم يغادروا الأحزان والجراح والدماء التي خلّفها "الانقلاب العسكري" على الشرعية وعلى دمائهم, الحالة التي أنتجت عيدًا استثنائيًا بالنسبة للنشطاء, محمّل باحتجاجات ومقارنات, فظهرت "علامة رابعة" على جبل "عرفة", وجاءت الدعوات محملة بالدعاء على الظالمين, والترحّم على الشهداء, وصلاح مصر, مقارنين بين أعداد المتظاهرين في 30 يونيو والحجاج, مؤكدين أنه لو صحت رواية أنّ الانقلاب خرج 33 مليون في التحرير, فإنّ الحجاج على عرفة يصلون لمليار. فقال مصطفى هاشم، عبر حسابه على موقع "تويتر"، "يوم عرفة هذا العام موافق يوم 14 أكتوبر، ذكرى مذبحة فض رابعة والنهضة, ومقتل الآلاف من إخواننا, اللهم يا عزيز يا جبار أرنا في الظالمين قدرتك". فيقول أحمد الصيرفى: "عيد هذه السنة مختلف.. إنه عيد الشهداء.. اللهم اجعل كل نقطة دم أراقت من دم أشرف أهل الأرض لعنة على كل ظالم مستبد". ويعلق هيثم أبوخليل: "عيدكم الأكبر يوم تتحرر أوطانكم.. عبارة للشهيد حسن البنا لم أشعر بعبقريتها إلا اليوم والوطن في سجن كبير ونحن نتلمس فرحة عيد على الأبواب فلا نجد". ويؤكد بدر محمد: "عيدنا الأكبر يوم تتحرر إرادتنا ونمتلك حريتنا ونسترد كرامتنا ونحاسب من قتل أبناءنا وسجن أحرارنا وخطف رئيسنا وعطل دستورنا ودمر مساجدنا". وأضاف أبو خليل: "يتخيل السيسي وكل عصابته وكل من شارك معه في الانقلاب.. أن هذا العيد سيمر عليهم مثل العيد الماضي.. لا يا سادة.. هذا العيد يمر وفي رقابكم أرواح ودماء وذنوب كالجبال, بل دعوات ولعنات تطاردكم صباح مساء, حرمتم شعبا بأكمله من فرحة عيد.. وما بالكم بدعوات أهالي عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمعتقلين". دعاء عرفة وعبر هاشتاج "دعاء يوم عرفة", غرّد النشطاء بدعوات لمصر والشهداء, فقال مصطفى الزيدي: "اللهم تقبل اخواننا الموتى في الشهداء، واربط على قلوب أهلهم، وفرج كرب اخواننا المعتقلين، وانتقم من الظالم الباغي وعبيده". وقال أيمن مصري: "اللهم ارحم كل من قتل دفاعا عن الحق ودفعا للظلم وتقبله فى الشهداء وتجاوز عن سيئاته..". وتداول النشطاء على موقعي فيسبوك وتويتر صور الحجاج وهم على جبل عرفة يرفعون "علامة رابعة" تضامنًا مع معارضي الانقلاب في مصر, فعلّق عادل المالكي على صورة منها: "الحجاج وهم على جبل عرفة يرفعون علامة الصمود رابعة العدوية". يقول محمود أحمد: "رابعة ليست مجرد شعار, رابعة في وجداننا في قلوبنا في كل مكان, نرفع رابعة في يوم عرفة, والدعاء للشهداء, والدعاء لمصر بالانتصار على أهل الباطل". عرفة والتحرير وقارن النشطاء بين متظاهري 30 يونيو في "ميدان التحرير" وبين الحجاج على صعيد "عرفة", وسخروا من قول مؤيدي الانقلاب العسكري إن عددهم في ذلك اليوم تعدى 33 مليونًا, بينما عدد الحجاج في "عرفة" التي تمتلئ بهم رغم كونها أكبر على أقصى تقدير 3 ملايين. فقال خالد محمود، عبر تغريدة على موقع "تويتر"، "هذه الحشود الغفيرة التي تشاهدونها في عرفة لا تتجاوز 2 مليون, فكيف ميدان التحرير يستوعب 30 مليون في 30 يونيو؟؟". وعلق مصطفي حمزه: "لما اللي نزلوا في 30 يونيو فى التحرير 35 مليون, يبقى على كده اللي على عرفة دلوقتي كام مليار!!". وأكد نَآصِرْ الحَقْ أن عرفة يستقبل مليونا ونصف المليون حاج "والناس بتقول زحمة, يجو يشوفوا عندنا التحرير أيام 30 يونيو كان فيهم 30 مليون من غير زحمة والناس بتغني من كتر الراحة". أما أحمد غنيم فقال: "الناس بتبقى نازلة من منى ع عرفة تحس انها مبتخلصش تقول ملايين وع حسب المعلن السنة دى 1.5 مليون, قولتلى بقى التحرير اللى اوضتين وصالة كان فيه 33 مليونا؟!". وأضاف محمود فؤاد: "انا بقول الناس تيجي تحج السنه اللى جايه ف التحرير والاتحاديه بدل عرفة, اهم ع الاقل بيشيلوا 33 مليون والناس بتبقا واخده راحتها وبيتوزع عليهم ميه وعصير, مش عرفه اللى مليون ونص والناس بتقولك زحمه".