كشف أنس شرف - الذي اعتقل أثناء مشاركته في مظاهرة رافضة للانقلاب العسكري - سر أشهر صورة لفض ميدان رابعة العدوية والتي يظهر فيها أحد الشباب صاحب الصرخة الشهيرة وبعد صدور قرار من النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات معه بتهمة إثارة الشغب، أعقبها قرار آخر من النيابة الثلاثاء بحبسه لمدة 15 يوما بالتهمة ذاتها. توضح الصورة تلك الصرخة القوية لأحد معتصمي ميدان رابعة العدوية والتي التقطها أحد ضحايا فض الاعتصام يوم 14 أغسطس الماضي، وتناقلتها منذ ذلك اليوم وسائل الإعلام كرمز للحدث الذي قالت تقارير حقوقية دولية إن قوات الإنقلاب استخدمت خلاله "القوة المفرطة" لفض المعتصمين الرافضين للانقلاب العسكري على الشرعية والرئيس المنتخب محمد مرسي مما أدى لسقوط آلاف القتلى والجرحى. الشاب أنس شرف، من مواليد يناير 1992، طالب بكلية العلوم جامعة المنوفية والذي رفض الكشف عن نفسه أو وضع صورته الشهيرة على حسابه على "فيس بوك" التي يظهر فيها وهو يصرخ وخلفه نار منبعثة من إطارات مشتعلة. وفي هذا السياق يحكي عبد الرحمن السقا، صديق أنس ومرافقه أثناء أحداث فض رابعة، عن قصة الصورة قائلا "هذه الصورة المعبرة التقطها الشهيد مصعب الشامي، مصور شبكة رصد، قبل قنصه خلال الأحداث في اليوم ذاته". ويوضح السقا أن "الصورة التقطت تقريبا قبيل ظهر يوم فض الاعتصام حين بدأ من كانوا بجوار أنس ومن خلفه في حرق إطارات السيارات حتى يستطيعوا أن يصمدوا أمام قنابل الغاز المسيل للدموع التي كانت تطلق على المعتصمين بكثافة غير عادية" فظهرت النيران في الصورة، خلف أنس وهو يصرخ. ويتابع "في هذه اللحظة كان أنس صامدا يصرخ في وجه المعتدين: حسبي الله، إذ لم يكن متخيلا ما يحدث" مشيرا الى ان "الهتاف والصراخ كان أحد أدواتنا كمعتصمين سلميين لا نملك ما نرد به على رصاص القناصة الذي كان يستهدفنا". وأصر أنس –حسب رواية صديقه السقا- علي قراره بعدم إعلان كونه صاحب الصورة أو الكتابة عنها بمذكراته عن الأحداث، كما رفض الظهور بوسائل إعلام عرفت بشخصيته وعلاقته بالصورة، مؤثرا كتمان الأمر. صفحة أنس على "فيس بوك" كشفت الكثير من المشاعر التي رسمت تلك الصرخة الشهيرة، وأبرزها مقتل عمه بأحداث الحرس الجمهوري ونشأة الشاب الرافض للانقلاب على الرئيس محمد مرسي بمحافظة المنوفية المعروفة بمعارضتها للرئيس المنتخب، وكونها مسقط رأس المخلوع حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 2011، والتي على أثارها صار مرسي أول رئيس مدني منتخب فى تاريخ مصر منذ إعلان الجمهورية عام 1953. على صفحته يقول أنس بمنشورات سابقة إنه كان يلح أكثر من مرة علي مواطني المنوفية للمشاركة بالفعاليات الاحتجاجية، لكن يبدو أن نداءاته لم تلق الاستجابة المرجوة، فيعلن عن غضبه قائلا "مش هقعد (لن أبقى) بالمنوفية بعد الزواج" بيد أنه يؤكد أنه حتى التفكير بخطوة الزواج مؤجله لأنه "حاليا لا يفكر في شيء غير أني أجيب حق عمي وإخواتي الشهداء وفقط".