قال الكاتب والمفكر السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة إنه في ذكرى انتفاضة الأقصى نستعيد أروع الشهداء الذين سطروا ملحمتها بدمائهم، وجحافل الأبطال الذين حرروا أو ما يزالون في الأسر. وأشار الزعاترة في تصريحات صحفية إلي أنه في مثل هذا اليوم قبل 13عاما، وردا على اقتحام شارون للأقصى لإثبات يهوديته بعد إفشال قضيته لمفاوضات كامب ديفيد، انفجرت انتفاضة الأقصى. وأَضاف المفكر السياسي أنه في توحد ميداني نادر، خاض الفلسطينيون في انتفاضة الأقصى واحدة من أروع مراحل نضالهم ضد العدو التي تكتب بماء الذهب، بينما يصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعبث. وأوضح الزعاترة أنه في انتفاضة الأقصى؛ قدم الفلسطينيون نهرا من الدم والاستشهاديين والأسرى، لكنهم أرهبوا عدوهم وأوجعوه، وأدهشوا العالم كما لم يفعلوا من قبل. وتابع :"في انتفاضة الأقصى، تميزت حماس وفتح والجهاد، لكن ظاهرة الاستشهاديين التي كانت حماس أطلقتها قبل سنوات، لم تلبث أن وسمت سنوات الانتفاضة الثلاث". ولفت الزعاترة إلى أن لم يكن الانسحاب من القطاع سوى خطوة في اتجاه إعادة ترتيب المعركة، بعد اغتيال القادة الكبار (ياسين، الرنتيسي، ثم عرفات)، وترتيب الأمر للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وشدد على أن الانتفاضة كانت ردا على فشل أوسلو وعلى غطرسة الاحتلال في كامب ديفيد حين طالب باقتسام الأقصى وسيادة على جزئه السفلي. وكشف ان انتفاضة الأقصى لم تؤت ثمارها لأن المقاومة لم تكن بالنسبة لقيادة السلطة سوى لتحسين التفاوض فقط، وليست خيارا حاسما لا رجعة عنه والأسوأ أن قادة العرب كانوا في حالة تراجع أمام جورج بوش بعد هجمات سبتمبر، فردوا على اجتياح الضفة 2002 بمبادرة عاهل السعودية التراجعية في (قمة بيروت)، مشدداً على أنه لم يكن خيار الاستشهاد سوى مسعً لكسر ميزان القوى مع عدو يملك من أدوات القوة مما لا يملك الفلسطينيون عُشر معشاره، لكنها لم تكن الأداة الوحيدة.