تزايدت الشكوك حول أداء الاقتصاد المصري تحت حكم العسكر، والذي يتكشف يومًا بعد الآخر، عبر التقارير الدولية التي ترصد نقاط الضعف التي يعاني منه، وفي تقرير لها أمس قالت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني: إن هناك شكوكًا كبيرة من استدامة التحسن الوقتي الطفيف للأداء الاقتصادي والمالي لمصر في ظل الاحتياجات التمويلية الكبيرة. اشتراطات قاسية وقالت “موديز” إن هناك شروطًا عديدة يتطلب توافرها حتى يتمكن الاقتصاد المصري من الوصول إلى الاستقرار؛ حيث يعاني الآن من تخبطات عديدة على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من القرارات التقشفية التي اتخذها نظام الانقلاب والتي أدت إلى زيادة الصعوبات على المصريين، إلا تحقيق النمو مرهون بالمزيد من الإجراءات. وبحسب "موديز"، فإنه، على المدى الطويل، ارتفاع النمو المحتمل لمصر يعتمد على الإصلاحات المرتقبة، لزيادة استيعاب سوق العمل لتنامي قوة العمل، مع الحد من نمو ميزانيات القطاع العام، لكن المصالح المتعارضة والمتجذرة في الحكومة ستبطئ هذه المساعي، الأمر الذي ينذر بالمزيد من الصعوبات. مستقبل غامض وعن مستقبل سياسات الانضباط المالي بعد انتهاء برنامج صندوق النقد الدولي ترى “موديز” أن اكتمال إصلاحات الطاقة والسيطرة على فاتورة الأجور عند 5% من الناتج المحلي الإجمالي تدعم توقعاتها بعودة الميزان الأولي لتحقيق فائض في العام المالي الحالي، خاصة مع تطبيق آلية التسعير التلقائي للوقود، مع دعمها بالتحوط ضد ارتفاع أسعار البترول عالميًا، بما يدعم تراجع العجز المالي بجانب تراجع مدفوعات الفوائد، ولو لم يتم تعجيل قرارات الوقود وتطبيقها فإن المستقبل سيزداد غموضا. وقالت المؤسسة إن احتياجات مصر التمويلية والمقدرة بين 30 و40% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العامين المقبلين، مدفوعة بفاتورة الفوائد المرتفعة لتتراوح بين 8 و9% من الناتج المحلي الإجمالي، وقصر متوسط آجال الديون، أبرز مخاطر السيولة التي ستضغط على النظرة الائتمانية لمصر. هروب الأموال ونوهت إلى أن التدفقات الحادة لرءوس الأموال للخارج خلال النصف الثاني من 2018، عكست حساسية الدين المحلي للتغير في شهية المستثمرين الأجانب عبر ارتفاع الفائدة، لكنها أكدت دور القطاع المالي في امتصاص صدمات السيولة وقدرته على أن يكون الممول الرئيسي للحكومة، عبر السندات وأذون الخزانة التي يتم إصدارها محليا.