أدانت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة المحاصر والتي أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا منهم 7 ارتقوا أمس السبت. وأكدت الجماعة “حق الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة هذا العدوان”. وقالت الجماعة في بيانها: إنها تتابع باهتمام كبير التصعيد الخطير والعدوان الغاشم الذي يمارسه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع. وقالت الجماعة في بيان لها: إن “ما يجري في غزة استمرار لجرائم الاحتلال وإرهابه الدموي، بحق شعب أعزل يتعرض لأبشع أشكال الإرهاب (..)، بشكل ينافي أبسط مبادئ الإنسانية ويرمي عرض الحائط بكل القوانين والاتفاقيات الدولية”، معتبرة أن “الإدارة الأمريكية شريكة في الجرائم الدموية بحق الفلسطينيين”. وشددت جماعة الإخوان المسلمين على “حق الشعب الفلسطيني وقواه الشعبية ومقاومته في مواجهة هذا العدوان والدفاع عن الأبرياء المحاصرين أمام آلة الدمار والقتل الصهيونية”، مشيرة إلى أن الاحتلال ما كان ليتمادى بجرائمه وعدوانه وغطرسته لولا الانحياز الكبير من الإدارة الأمريكية له، والدعم المتواصل لهذا الاحتلال وجرائمه، ما يجعل الإدارة الأمريكية شريكة في هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني المحاصر والمضطهد. وذكرت أنه “لا يمكن قراءة هذا التصعيد الخطير بعيدا عن المخططات الصهيوأمريكية للنيل من الشعب الفلسطيني، وتحطيم صموده وإرادته لتمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما لن يتم بإذن الله فالشعب الفلسطيني ثابت صامد لن يكل ولن يمل حتى تحرير الأرض والمقدسات”، وفق البيان. ودعت الجماعة الأمة العربية والإسلامية بشعوبها وتياراتها وحركاتها وقواها السياسية والشعبية إلى “الانتصار للشعب الفلسطيني وتضحياته والتنديد بجرائم المحتل وعدوانه الغاشم”. تنصّل الاحتلال من تطبيق التفاهمات في شأن متصل، تأخذ مشاورات القاهرة التي تشارك فيها حركتا حماس والجهاد الإسلاميّ، والمستمرّة منذ أيّام، أهميّة خاصّة، نظرًا لمشاركة قيادات سياسيّة رفيعة من الحركتين فيها، واستدعاء قيادات عسكرية لاحقة، إثر التطورات الأخيرة. وبحسب ما نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصدر مصريّ رفيع المستوى، اليوم الأحد، فإن الفصائل الفلسطينيّة تحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن أي تصعيد عسكري جراء عدم الالتزام بجميع نقاط تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها أخيرًا. وأضاف المصدر أن حركة الجهاد أبدت استياءها من طول أمد المفاوضات، في ظل عدم تنفيذ أي من التفاهمات الأخيرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ أكد أمينها العام زياد نخالة، أن فصائل غزة التزمت بكافة التفاهمات، في حين لم ينفذ الإسرائيليون أيًا مما عليهم، وهو ما يدفع الأوضاع في قطاع غزة للانفجار، سواء على المستوى العسكري أو الإنساني. وقال المصدر إن المسؤولين المصريين يقدرون موقف الفصائل، ويدركون مماطلة الجانب الإسرائيلي، لذلك تسعى القاهرة من جانبها لمزيد من التسهيلات عبر معبر رفح وإدخال قدر ليس بالقليل من المساعدات والسلع. استياء الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي وبحسب المصدر المصري، فإن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أكد أن الجناح العسكري للحركة بات رافضًا للالتزام بالتفاهمات السياسية، في ظل تعرض القطاع لضربات من جانب الاحتلال من وقت إلى آخر، وسط المطالبات بعدم الرد على تلك الخروقات من جانب الاحتلال، والتي تتسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة. وأوضح المصدر أنه بناء على موقف نخالة وجهت مصر دعوة عاجلة لمسؤول لواء غزة والشمال في “سرايا القدس” بهاء أبو العطا، للحضور إلى القاهرة، وللحاق بوفد حركته، في محاولة لمنع اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق. وكشف المصدر أنه “في بادئ الأمر كان هناك عدم ترحيب من جانب حركة الجهاد، خشية تعرض القائد العسكري للاغتيال، خصوصًا أنه على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل”، لافتًا إلى أن “الأمر استغرق أكثر من 24 ساعة لتنفيذ عملية تأمين دقيقة لعبوره من معبر رفح، ووصوله للقاهرة بشكل يصعب تتبعه”، مؤكدًا أن “سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، اطلعت على خطة تأمين مغادرة قائدها لقطاع غزة حتى عودته مرة أخرى بالكامل، قبل أن توافق على حضوره للقاهرة”. تركيبة مختلفة لوفد حماس يأتي هذا فيما كشف المصدر، عن جود شخصية عسكرية رفيعة المستوى من “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، ضمن وفد الحركة الذي يقوده رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار. وأوضح أن وفد حركة حماس هذه المرة يختلف في تركيبته عن المرات السابقة، في ظل عودة السنوار مرة أخرى، لافتة إلى أن الأخير، هو صاحب اليد العليا في قرار التصعيد من عدمه، وهو ما تدركه مصر جيدًا، مرجحًا أن تكون الشخصية العسكرية المصاحبة لوفد الحركة، متمثلةً بمروان عيسى المعروف برئيس أركان “كتائب القسام”. الرد قاس كانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، قد اعلنت مسؤوليتها عن قصف مواقع الاحتلال في غلاف غزة منذ صباح اليوم بعشرات الرشقات الصاروخية، وذلك ردا “على إيغال العدو الصهيوني في دماء أبناء شعبنا، وتعمده استهداف واغتيال المقاومين في المواقع العسكرية يوم أمس الجمعة”. وأضافت في بيان لها، “إننا في الغرفة المشتركة نتابع عن كثب سلوك العدو الصهيوني ومدى التزامه بوقف العدوان على شعبنا، وسنرد على عدوانه وفق ذلك، ونحذره بأن ردنا سيكون أقسى وأكبر وأوسع في حال تماديه في العدوان”. بدورها، ردت المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي، وأطلقت عددا من القذائف الصاروخية تجاه المستوطنات، عقب قتل الاحتلال أربعة فلسطينيين الجمعة، منهم مقاومان اثنان استشهدا بقصف جوي وسط القطاع. سرايا القدس تهدد كما هددت “سرايا القدس”، الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، ب”توسيع قصفها واستهداف مواقع إسرائيلية حيوية”. ونشرت “سرايا القدس” عبر موقعها الإلكتروني، مقطع فيديو مسجل كتب في بدايته إن “دائرة النار ستتسع”، في إشارة لتوسيع إطلاقها الصواريخ من غزة باتجاه الجنوب. وجاء في المقطع عناصر من “سرايا القدس” يلقمون راجمة صواريخ، قبل أن تظهر صور لمفاعل “ديمونا” الإسرائيلي بالنقب، وميناء اسدود (جنوب)، ومطار بن غوريون، ومصافي النفط في حيفا (شمال). كما أكد الإعلام العبري أن عدد من المستوطنين أصيبوا جراء سقوط صاروخ للمقاومة الفلسطينية بشكل مباشر على منزل بمستوطنة “كريات جات”، من بينهم مستوطنة إسرائيلية تبلغ من العمر (45 عاما) وصفت جراحها ما بين المتوسطة والخطيرة. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية ، أن “41 إسرائيليا أصيبوا بحالات صدمة ورعب خلال ركضهم إلى الملاجئ”، دون مزيد من التفاصيل. وفي سياق متصل، استدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي كتيبة مدرعات إلى حدود قطاع غزة، تحسبا لأي طارئ أو تصعيد.