بدعوة من إسماعيل هنية، نظَّم قادة فصائل المقاومة في غزة، اليوم السبت، مؤتمرًا لبحث سبل مواجهة خطة ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المعروفة باسم “صفقة القرن”. حمل المؤتمر عنوان “متحدون في مواجهة صفقة القرن”، شهد حضور قادة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية. وتحدث إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، قائلًا: إن هذا اللقاء الواسع يحمل رسالة استشعار الكل الوطني بكل مكوناته للخطر، وإن الشعب الفلسطيني مصمم على حماية القضية الفلسطينية. وأضاف “هنية”: نحن بحاجة إلى التوافق على رؤية وطنية فلسطينية استراتيجية، وإلى الكثير من آليات التنفيذ لهذه الرؤية لمواجهة الواقع الذي تمر به القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن الهدف من الحراك “الصهيو-أمريكي” لتصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى ب”صفقة القرن” هو تصفية القضية. مشيرًا إلى أن المشهد خطير وغير مسبوق، وهو فصل من فصول “صفقة القرن” التي يجري تطبيقها على الأرض. متحدون في المواجهة وأكد أنه تم نسف الحد الأدنى لكل ما كان يطرح من خلال خطوات عملية وتصفية قضية اللاجئين والقدس، ومنح الجولان للكيان الصهيوني، مكررًا أن “المشهد الخطير في الساحة هو محاولة للتطبيع واختراق الاحتلال للجسم العربي من البوابة الرسمية”. واعتبر رئيس المكتب السياسي لحماس أن صفقة القرن تسير في مسارين “الفلسطيني والإقليمي”، في محاولة جدية لإعادة رسم الجغرافيا السياسية في المنطقة، مشيدًا بمشهد الصمود البطولي الأسطوري للشعب الفلسطيني وتسجيله محطات فارقة بالتزامن مع الحراك الجنوني لتصفية القضية. وتابع أن فصائل المقاومة خاضت من خلال غرفة المقاومة المشتركة ما يزيد على 12 مواجهة مع الاحتلال. وأكد “إسماعيل هنية” أن شعار اليوم “متوحدون من أجل مواجهة صفقة القرن” على طريق إسقاط هذه الصفقة، وشعبنا في كل مكان يرفع هذا الشعار، مؤكدًا في حزم وقوة: “ليس منّا وليس فينا من يقبل التعاطي مع صفقة القرن”. الأرض لنا والقدس لنا ونوه إلى أنه “لا للفصل بين غزة والضفة ولا للتطبيع مع الاحتلال”. داعيًا جميع الأشقاء العرب والفلسطينيين بألا يكونوا قنطرة مع الاحتلال، وألا يسقطوا في فخ تعديل مصفوفة الأعداء، موضحا أن الدول العربية والإسلامية ليست أعداء لفلسطينوغزة، فالعدو هو الاحتلال الإسرائيلي. واختتم كلمته قائلا: إن القدس والأرض للفلسطينيين، وأنه لا تنازل عن فلسطين ولا اعتراف بإسرائيل مهما كانت الضغوطات والإغراءات. قائلا: “نعيد تأكيد أنه لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة، ولا تمدد لغزة إلا في إطار الجغرافيا السياسية”. وأكد هنية: مستعدون لعقد لقاء مباشر وعاجل بين قيادة حماس واللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة أبو مازن في غزة أو في الخارج، داعيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتحضير لإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني وتوحيد المؤسسات الفلسطينية. صفقة تهدد فلسطين بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام: إنه يجب أن نسعى لتوحيد الموقف الداخلي الفلسطيني ويجب أن تُوحدنا الأخطار المحدقة. وأشار إلى أن صفقة القرن تهدد الفلسطينيين في كل مكان، وأنه لا مجال لاستمرار الخلاف الداخلي الفلسطيني ويجب توحيد الموقف الفلسطيني. وأكد أن صفقة القرن تُشكل خطرًا على العرب وتهدف إلى تشتيت المنطقة وإنشاء محاور جديدة، ومن الواجب على العرب أن يساندوا الفلسطينيين في رفض صفقة القرن. وشدد على أن “إسرائيل” ستظل في خطر طالما القضية الفلسطينية حية. بالصمود سنعود فى شأن متصل، انطلقت اليوم السبت فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، فعاليات الدورة 17 لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، تحت شعار “بالوحدة والصمود حتما سنعود”. ويشارك في فعاليات المؤتمر، الذي انطلق لأول مرة عام 2003 من العاصمة البريطانية لندن، وجاب مختلف عواصم القارة الأوروبية، مئات اللاجئين الفلسطينيين من مختلف بلدان القارة الأوروبية، وبحضور ضيوف وقادة فلسطينيين من الداخل والخارج، فضلا عن مناصري وداعمي الحق الفلسطيني من العرب والأجانب. ويهدف المؤتمر لإبراز صوت الفلسطينيين من قلب القارة الأوروبية، وإحياء الذاكرة الفلسطينية والتبشير بحق العودة، بمشاركة مميزة مهمة في الداخل والخارج والشتات. يشار إلى أن “مؤتمر فلسطينيي أوروبا” واحد من أهم المؤسسات المتخصصة في الشأن الفلسطيني، وله دور بارز في توحيد الجهود الفلسطينية وتوظيفها في خدمة الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة. وانعقدت النسخة الأولى من مؤتمر فلسطينيي أوروبا في العام ألفين وثلاثة، بالعاصمة البريطانية لندن، ثم تنقلت بعد ذلك عبر عدد من العواصم والمدن الأوروبية بشكل سنوي دون انقطاع. وأعلن رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير، في كلمة له، أن استمرار المؤتمر في الانعقاد السنوي، يمثل رسالة مهمة لقادة العالم، بأن الفلسطينيين لا يريدون شيئا غير حقهم في العودة إلى ديارهم. وأكد الزير، أن أهمية انعقاد الدورة 17 في العاصمة كوبنهاجن، تكمن في أنها تأتي ردا على محاولات يقودها الاحتلال وداعموه لتصفية القضية الفلسطينية. وقال: “لن تستطيع قوة في الأرض أن تغير التاريخ والجغرافيا طالما أن الشعب الفلسطيني موحد ومتمسك بحقه الثابت في أرضه”.