هل تذكرون التهمة التي لفقها نظام العسكر للرئيس محمد مرسي بأنه “يفكر” في تأجير آثار مصر لقطر؟ نفس ذلك المقترح دخل حيز التنفيذ بالفعل على يد نظام الانقلاب ولكن للإمارات! فعقب الانقلاب مباشرة 30 ديسمبر 2013 تقدمت شركة إماراتية بطلب تأجير آثار مناطق قلعتي صلاح الدين وقايتباي ومعابد الأقصر. وقالت صحيفة “المسائية” الحكومية: إن مسئولاً بالآثار أكد أن المشروع هو حل سريع للأزمة المالية الحالية للآثار، وذكرت أن هناك دولاً خليجية عرضت على الوزارة تأجير بعض المناطق الأثرية في مصر، مثل منطقة آثار قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومنطقة قلعة قايتباي بالإسكندرية، ومعابد مدينة الأقصر؛ حيث أرسلت شركة برواكتوورلد Proact World خطابا، حاولت فيه إخفاء كونها شركة إماراتية، وذكرت أنها شركة مصرية وإقليمية، وجهته لوزارة الآثار رسميًا وصار محل عرض ودراسة للقطاعات المعنية. ومررت حكومة الانقلاب هذا المشروع من خلال الشركة الإماراتية بمشروع “حق انتفاع للمناطق الأثرية الشهيرة في مصر” لصالح كبرى الشركات العالمية، مثل بروكتل وجامبل ونوكيا واتصالات، وأن هذا المشروع بمنزلة حل سريع للأزمة المالية التي تمر بها مصر. اعتراف الانقلاب واعترف وزير الآثار الانقلابي السابق الدكتور محمد إبراهيم بأن عرض الإمارات لتطوير مواقع أثرية لا يتضمن تأجيرها، وأن الوزارة تلقت خطابًا من إحدى الشركات الإماراتية الخاصة ترغب في تطوير بعض المواقع الأثرية الإسلامية والمصرية وتجهيزها بأحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة، وأن العرض لا يتضمن تأجير أو حق استغلال المواقع الأثرية. وقال إن المقترح يوفر الموارد المالية اللازمة لتطويرها مع خصم نسبة من الأرباح لصالح الشركة الممولة للمشروع دون أدنى تدخل منها، سواء في الإدارة أو لشئونها المالية والإدارية، على حد قوله. وفي 11 يناير من العام 2018، أعلن رئيس شركة الصوت والضوء للتنمية السياحية أن شركة “بريزم إنترناشيونال” الإماراتية سوف تقوم بإدارة منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة، لمدة 20 عامًا، على أن تقوم بعمليات تطوير وضخ مبلغ 50 مليون دولار. “بريزم إنترناشيونال” في حين قالت ميرفت حطبة رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق، إن صعوبة الوضع المالي لشركة “الصوت والضوء” كان هو السبب في المشاركة مع “بريزم إنترناشيونال”. وقال مسئولان في وزارة الآثار: إن شركة “بريزم إنترناشيونال” الإماراتية سوف تقوم بإدارة منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة، وإن الشركة حصلت على الموافقة المبدئية من الدولة لإدارة المنطقة السياحية الأهم بالقاهرة، لمدة 20 عامًا، على أن تقوم بعمليات تطوير وضخ مبلغ 50 مليون دولار. وكشف رئيس شركة الصوت والضوء للتنمية السياحية، سامح سعد، عن وجود شراكة مع شركة “بريزم إنترناشيونال”؛ لعمل تصور لمشروع تطوير منطقة الأهرامات والأعمال الإنشائية بمشروع الصوت والضوء وتطوير العروض الفنية. وأكد سعد، في تصريحات صحفية ، أن الشركة تقدمت منذ عامين لتطوير عرض الأهرامات مع إدارة المنطقة لمدة 20 عامًا، وحصلت على الموافقة المبدئية من الآثار للبدء في المشروع، وسوف يجتمع الجانبان؛ لضبط الأوراق الرسمية، على أن يتم الإعلان بكل التفاصيل خلال الأيام المقبلة. وقالت رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق، ميرفت حطبة: إن صعوبة الوضع المالي لشركة “الصوت والضوء” أوصل لنظام المشاركة مع “بريزم إنترناشيونال”، والاتفاق على ضخ 50 مليون دولار لتطوير المنطقة وإدارتها بالكامل لمدة 20 عامًا، وتقديم عروض فنية لكبرى الشركات العالمية، وإحداث نقلة بعروض الصوت. فساد وخيانة الاتفاق مع الشركة الإماراتية يأتي في ظل سيطرة إماراتية على عدد كبير من القطاعات في مصر، ومنها القطاع الصحي والسياحي، كما أن الاتفاق يعيد إلى الأذهان ما كان يثار إعلاميًّا خلال عام حكم الرئيس محمد مرسي من أنه قد أجّر منطقة الأهرامات لدولة قطر. واعتبر خبراء أثار أن مثل تلك الاتفاقية تعد “فسادا وخيانة”، مؤكدين أن “السيسي فعل ما دعا لترويجه كاتهامات أثناء حكم مرسي”. وأشاروا إلى ما أشيع من أن مرسي سيؤجر منطقة الأهرامات ب3 مليار دولار لدولة قطر، فإذا بالسيسي يؤجرها للإمارات. مزادات علنية ونشرت جريدة الشروق في أكتوبر 2013، أن موقعا إسرائيليا متخصصا في التسويق الإلكتروني يُسمي: (Baidun) نشر إعلانًا لبيع آثار مصرية أصلية وبأسعار متفاوتة، وأن من بين الآثار المعروضة مجموعة من التماثيل البرونزية لأوزوريس ترجع إلى العام 342 قبل الميلاد، وقناع مطرز يعود إلى العام 1650 ق.م، وغيرها من التحف الأثرية الثمينة. وفي مارس 2018 نشرت جريدة الشروق خبرًا بعنوان: “بالصور.. 27 قطعة أثرية مصرية نادرة تباع بمزاد علني في نيويورك”، وكشفت أن 27 قطعة آثرية فريدة من آثار مصر ستباع في مزاد علني في 18 أبريل 2018؛ حيث أعلن موقع “كريستيز” الخاص بإحدى شركات المزاد العالمية (المسئولة عن تنظيم المزادات لبيع المقتنيات والتحف النادرة في أماكن مختلفة من العالم) عن بيع 27 قطعة أثرية مصرية ضمن 115 قطعة أثرية فريدة على مستوى العالم. وأشارت الجريدة إلى أن الموقع المتخصص في المزادات العالمية أعلن عن أسعار بعض الآثار المصرية المعروضة للبيع في المزاد المزمع عقده في مدينة نيويوركالأمريكية؛ حيث وصل سعر بعضها إلى أكثر من مليون و500 ألف دولار أمريكي. ومن بين القطع المعروضة للبيع في المزاد تمثال نادر للوزير الشهير (سخيم عنخ بتاح) الذي يرجع لأكثر من 2200 عام قبل الميلاد، والذي كان يشرف على معظم الأعمال الملكية في حينه، والذي قُدر ثمن بيعه ما بين مليون إلى مليون ونصف المليون دولار!!.