قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، على لسان رئيس تحريره الكاتب ديفيد هيرست: إن الاحتجاجات في السودان والجزائر تعلّمت دروسًا مهمة أخرى من الربيع العربي في 2011، أولها أن هذا الربيع لم يمت، لا في مصر عندما ذُبح أكثر من ألف شخص في يوم واحد في ميدان رابعة بالقاهرة في أغسطس 2013، ولا في الحرب الأهلية في سوريا التي بدأت بمتظاهرين عزل في مدينة درعا. وقال “هيرست”: إن درس فشل ثورة 25 يناير في مصر عام 2011 استوعبه المتظاهرون في الخرطوم، حيث إنهم توقفوا عن التغني بأن “الشعب والجيش يد واحدة”؛ لأنهما في الأغلب ليسا كذلك، فهم لا يثقون في كبار الشخصيات في الجيش أو أي أحد في النظام القديم يقدم لهم شخصًا جديدًا ولا ينبغي لهم. لكن الكاتب قال: إن “مصر هي الاختبار الحقيقي للثورات في المنطقة”. وأضاف أن الاستفادة الثانية هي أن المتظاهرين لا يُعيرون أي اهتمام لأولئك الذين يقولون لهم إنهم ليسوا مستعدين للديمقراطية، وإنهم إذا لم يقبلوا الفتات الذي يُلقى إليهم فإن مصير بلدهم سيشبه مصير سوريا أو اليمن أو ليبيا. وفي إشارة إلى مصر وتأثرها بالانتفاضات الشعبية المجاورة، قال إن الانتفاضة الشعبية مُعدية وعابرة للحدود كما كانت قبل ثمانية أعوام، وإذا كانت تونس الصغيرة قادرة على توفير شرارة ثورة أكبر في مصر، فما الذي يمكن أن تؤدي إليه الأحداث في السودان والجزائر؟. وأوضح الكاتب- في ترجمة للجزيرة- أن الأنظار تتجه نحو مصر، حيث هي بكل المقاييس عرضة للاضطرابات الشعبية أكثر مما كانت عليه عام 2011. مبينا أنه رغم أن الموجة الأولى من الربيع العربي سحقت في مصر، إلا أن التاريخ سيسجل زوال الديكتاتورية التي تلت ذلك في مصر، ويمكن للديكتاتوريين أن يقتلوا، لكنهم غير قادرين على الحكم. واسترشد بأحداث السودان التي لم تغن عن العسكر شيئًا، “حيث لم تمر سوى 48 ساعة إلا وسقط رئيس الدولة عمر البشير، ووزير الدفاع عوض أحمد بن عوف، ورئيس الأمن صلاح غوش الذي التقى رئيس الموساد يوسي كوهين، خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، في فبراير الماضي، بعد أن توافقت عليه الإمارات والسعودية ومصر كحاكم مستقبلي. ويختتم هيرست بأنه لا يبدو أن هذه الدروس قد تعلّمها الطغاة المعادون للثورات، الذين نُصِّبوا في عام 2013 أو بعده. ونبه إلى وجود عوائق كثيرة في طريق موجة ثانية من الربيع العربي، وأن على الشارع السوداني أن يدرك أنه لا يمكن إقصاء أي حزب أو فصيل أو تيار علماني أو إسلامي من العملية الانتقالية. https://www.middleeasteye.net/opinion/second-arab-spring-egypt-litmus-test