قال باتريك وينتور في صحيفة “الجارديان” البريطانية عن زيارة اللواء خليفة حفتر إلى القاهرة أمس، ولقائه عبدالفتاح السيسي، إن استقبال الأخير لحفتر في هذا التوقيت معناه انه يقف مع العدوان علي طرابلس ويقف ضد الشرعية الدولية التي تدعم حكومة الوفاق، وأن حفتر يواجه مشاكل وخسائر في عدوانه على طرابلس ويطلب معاونة السيسي خاصة بعد سقوط إحدى طائرتين كان حفتر يضرب بها طرابلس. وأشار “وينتور” إلى الدعم الذي يقدمه السيسي لحفتر لإحكام قبضته على طرابلس، مؤكدا أن خليفة حفتر، أمير الحرب الليبي الذي يقصف طرابلس في محاولة للإطاحة بالحكومة المعترف بها في الأممالمتحدة ، حصل على دعم واضح من الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي، أقرب حلفائه السياسيين. ولفتت الجارديان إلى أن هذا المنحى يؤكده الإعلام المصري الذي تحدث بصوت واحد أمس عن دعم مصر للواء خليفة حفتر رئيس الجيش في مواجهة ما وصفوه ب”المليشيات المسلحة في طرابلس”. وظل الخبراء يقولون إن مصر ترفض دخول حفتر عسكريا لطرابلس خوفا من انتشار الفوضى في كل ليبيا وأنها تعارض دعم الامارات والسعودية لهجوم حفتر علي العاصمة لأنها المتضرر الأكبر بحكم الجوار لو انتشرت الفوضى، فهل استقبال السيسي لحفتر معناه تغير قناعة نظام السيسي وانضمامه لحفتر أم أن الأخير حاول اقناع السيسي مباشرة. اللقاء المفاجئ وكون اللقاء مفاجئا يكشف عن أن تطورات لم تكن في الحسبان أثبتها زيارة خليفة حفتر بشكل مفاجئ ودون تحديد موعد وصوله أو مدة الزيارة المفاجئة للقصر الرئاسي، والتقي السيسي وعباس كامل ما يشير لشيء طارئ وراء الزيارة، أو طلب عاجل يقدمه حفتر للسيسي ربما دعمًا عسكريًّا مُباشرًا لإنهاء حالة الجُمود الحاليّة في طرابلس وتسريع الوصول للحسم العسكريّ. كما تزامنت الزيارة مع تراجع قوات حفتر وفشل سعيها لدخول طرابلس يعكس برأي مراقبين؛ محاولة لتوريط السيسي مباشرة ليرسل قوات تدعم حفتر بعدما دعمه بالضربات الجوية المصرية. وتوقع “عبد الباري عطوان” رئيس تحرير “الرأي اليوم” أن يكون السبب هو الدعم العسكري المباشر قائلا: “هل يكسِر السيسي المحظور ويُرسِل قوّات علنيًّا إلى ليبيا لمُساعدة صديقه المُشير حفتر على حسم الحرب في طرابلس؟ وهل ستُوفِّر الإمارات المزيد من الغِطاء الجويّ”؟