في بريطانيا التي ارتفع مستوى حوادث العنصرية فيها ضد المسلمين لما يزيد عن 600%، كان أحدث أبعاد العنصرية ما وصل منها لقاعات المحاكم البريطانية حيث نقضت شهرتها بالعدالة، بعد حكم صادم بحادثة تعذيب الطفل السوري جمال في بريطانيا، وتوصلت هيئة المحاكم بعد 5 أشهر من الحادثة إلى أنه لا توجد أدلة كافية تدعم وجود “اعتداء عنصري” واكتفت ب “توجيه تحذير” للطفل البريطاني المعتدي. كما أعلنت مواقع بريطانية بالتزامن مع صلاة الجمعة إغلاق الشرطة البريطانية المسجد المركزي الكبير في وسط لندن وفرضت حصاراً محكماً عليه أدى إلى عدم إقامة صلاة العشاء بداخله، وذلك بعد عملية طعن أمام البوابة الرئيسية للمسجد أدت إلى وفاة شخص واحد وأشعلت حالة من الهلع في المكان تحسباً لأن تكون عملية إرهابية تستهدف المسلمين. وتعليقا على مثل هذه الجرائم، قال وزير الأمن الإنجليزي، بن والاس، إن حوادث كالهجوم الإرهابي في نيوزيلندا “قد تحدث” في المملكة المتحدة، وأضاف أن السلطات ستتخذ الخطوات اللازمة من أجل زيادة إجراءات الأمن الخاصة بالمساجد والمواطنين المسلمين. حرق المدارس وجاء ذلك بالتزامن مع تعرض مدرسة إسلامية في مدينة نيوكاسل، شمالي بريطانيا، إلى اعتداء عنصري للمرة الثانية خلال شهرين. وقالت وسائل إعلام بريطانية، إن المدرسة تعرضت للتخريب مع تحطيم النوافذ وتمزيق نسخ من القرآن ورميها على الأرض. وقال مدير المدرسة، إمام عبد المحيط، وفقا للأناضول، إن 6 قاصرين دخلوا مسجد المدرسة، وقاموا بتحطيم نوافذ المدرسة وتمزيق نسخ من القرآن الكريم (مصاحف)، ورش مواد إشعال لإحراق المدرسة. وأشار مدير المدرسة إلى أن منفذي الهجوم كانوا يتحدثون بين بعضهم حول “الإرهابيين المسلمين”، ويطلقون نكات عنصرية ومسيئة، لدى وصولهم مع الشرطة. ولفت إلى أن هذا هو الاعتداء هو الثاني من نوعه ضد المدرسة خلال شهرين، معربا عن قلقه إزاء تعرضها لاعتداءات أكبر مستقبلا، باعتبارها المدرسة الإسلامية الوحيدة في شمالي البلاد. اعتداء إرهابي وفي اعتداء آخر قبل نحو 10 أيام على 5 مساجد في برمنجهام، أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، الخميس، فتح تحقيق في الاعتداءات بتحطيم نوافذ 5 مساجد بمطرقة ثقيلة في 5 مناطق مختلفة ببرمنجهام. وأضافت أنها تلقت بلاغا باعتداء رجل على المسجد الأول في شارع بيرتشفيلد، الساعة 2:30 فجرا بالتوقيت المحلي، إلا أنها وصلت بعد وقت من انتهاء الاعتداء. كما أوضحت أنّه بعد 42 دقيقة من الاعتداء الأول، تم إخطار الشرطة بوقوع اعتداءات مماثلة على مساجد في منطقة إردينغتون، وآستون، وبرودواي. ولم تعلن الشرطة عن احتجاز أي شخص على خلفية الاعتداءات، كما لم توضح طبيعة الدوافع المحتملة. الأكبر منذ 2012 وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن عدد وقائع معاداة المسلمين المرتكبة خلال الأسبوع الماضي كان ثاني أكبر عدد من نوعه خلال أسبوع في تاريخ إحصاءات المنظمة منذ عام 2012، حتى إنه كان أكبر من عدد الوقائع التي سجلت خلال الأسبوع التالي لتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016. في الوقت الذي وصلت فيه جرائم الكراهية الناجمة عن التمييز والتعصب ضد المسلمين في أوروبا، خلال العام 2015، قد وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، بحيث بلغت نحو ستة آلاف و811 جريمة في عدد من الدول الأوروبية، بحسب تقرير أوروبي.وأشار التقرير الصادر عن "مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان" التابع ل"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، إلى زيادة تلك الجرائم إلى حد كبير، أبرزها الاعتداء على المحجبات وإضرام النار في المساجد ودور العبادة. ويستند التقرير المعنون ب"تقرير جرائم الكراهية 2015″، في رصد الحالات التي ذكرها، إلى سجلات الشرطة وبيانات منظمات المجتمع المدني، في عدد من البلدان الأوروبية. وبعد الحادث الإرهابي على المسجدين بأربعة أيام فقط، سجلت الشرطة البريطانية 6 اعتداءات على المسلمين بدوافع العنصرية، وأكدت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، وفق ما نشرته "بي بي سي"، الثلاثاء 19 مارس، أن المهاجمين لديهم أفكار يمينية متطرفة. وسجل التطرف اليميني في المملكة المتحدة ارتفاعًا بحسب دراسة قامت بها صحيفة “إندبندنت” البريطانية. لماذا بريطانيا؟ يرى محللون غربيون وعرب أن اليمين المسيحي المتطرف بات مسؤولا عن تلك الحوادث بعدما تصاعدت مع وصوله للحكم في أوروبا أو في امريكا حيث يقول كريستوفر ستروب الباحث في الأديان والأستاذ بجامعة ساوث فلوريدا في مقال نشره فى “فورين بوليسى “إن من يرسمون السياسة الخارجية الأميركية الآن هم من الأصوليين المسيحيين الذين يضمرون حقدا دفينا على الإسلام والمسلمين. أما المحلل الأردني ياسر الزعاترة فكتب يقول “جدل محتدم بسبب عداء للمسلمين في أوساط حزب المحافظين البريطاني ومؤيديه. هي ظاهرة تتعلق باليمين الأوروبي، لكن رصيد بريطانيا الأهم داخليا هو التعددية، وإذا ما فقدت ذلك، فستخسر الكثير. ماي متهمة بالتسامح مع كراهية المسلمين. لافت تزامن ذلك مع حملة معاكسة ضد “كوربين” رئيس حزب العمال بدعوى عداء اليهود!”. ومن جهة المسؤولين المسلمين في بريطانيا، دعا عمدة لندن مسلم باكستاني الأصل رئيسة مجلس الوزراء البريطاني تريزا ماي بتبني تعريف ل “الإسلاموفوبيا”. وقال صادق خان: زيادة الإجراءات الأمنية لحماية مسلمي بريطانيا بعد هجوم نيوزيلندا، غير كافية لضمان أمن المسلمين، ولابد أن يصاحبها اقتلاع خطاب الإسلاموفوبيا المعادي للمسلمين من جذوره”.