تُعرف "الإسلاموفوبيا" بأنها ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام، وتعد من المصطلحات حديثة التداول نسبياً فى العاالم الغربى، خاصة بعد تفجيرات11 سبتمبر فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. نشرت عدة تقارير حول تفاقم حالات الإسلاموفوبيا في أوروبا عقب هجمات باريس، وازدادت المخاوف من التعامل مع المسلمين هناك، حيث أشارت أكثر من صحيفة إلى وقوع حالات اعتداء علي مسلمين فى الأماكن العامة، نتيجة حالة الخوف وانعدام الثقة فيهم. لم تتوقف حالة "الإسلاموفوبيا" عند مواطنى الدول الغربية فقط، بل أثارت تصريحات المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب، انتقادات واسعة واتهام بالعنصرية، بعد دعوته لمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، عقب الأحداث الإرهابية بمدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، والتى تسبب فى مقتل 14شخصا وجرح آخرين. وأصدر البيت الأبيض بيانا أكد فيه أن تصريحات ترامب تتعارض مع القيم الأمريكية، وتشكل تهديدا للأمن القومى. ارتفاع نسبة "الإسلاموفوبيا" فى الغرب بنسبة 80% نشرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية بيانيا رسميا، أوضحت فيه أن عدد الهجمات التي تستهدف المسلمين قبل الحوادث الإرهابية الأخيرة، كان يتراوح بين 20 و30 سنويا، وأن هذا العدد ارتفع إلى 481 بعدها. أشارت الصحيفة أيضا إلى إن تنظيم الدولة يريد نشر الخوف وانعدام الثقة بين المسلمين والغرب، وإثبات صحة موقف اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين، من أجل الزج بالجميع في صراع دينى. وأشارت أبحاث للاتحاد الأوروبى إلى ارتفاع نسبة الاعتداءات التي تسببها الإسلاموفوبيا في فرنسا، إلى 80% بعد الهجوم ضد صحيفة "شارلي إيبدو" في مطلع العام الجاري، مع ملاحظة أن النساء هن أغلب الفئات المستهدفة من الأعتداءات، بسبب الاعتقاد بأنهن ضعيفات ولا يتمتعن بالحماية. ذكر التقرير أيضا أن الاعتداءت على المسلمات تتراوح ما بين البصق عليهن وتحريض الكلاب على مهاجمتهن، وجذب الحجاب، ورميهن بالزجاجات من شبابيك السيارات. وأوضحت صحيفة الجارديان البريطانية أن "الاسلاموفوبيا" لم تنتشر فى فرنسا فقط عقب الهجمات الأخيرة، بل امتدت إلى بريطانيا أيضا، والتى شهدت تزايدا بنسبة أربعة مرات في جرائم الكراهية ضد المسلمين. أما الولاياتالمتحدة فقد سجلت في الآونة الأخيرة عددا كبيرا من الاعتداءات على المسلمين، بسبب مظهرهم الخارجي، بالإضافة إلى الاعتداء ضد السيخ، بسبب اعتقاد المعتدين أنهم من المسلمين بسبب الغطاء الذي يلبسه السيخ على رؤوسهم. "الإسلاموفوبيا" حالات اعتداء عنصرية وتقييد حريات شهدت البلاد الأوروبية فى الأونة الأخيرة موجة من أزدياد حالات الأعتداء التى تستهدف المسلمين، ففى فرنسا تنوعت الحالات ما بين كتابات عنصرية على واجهة محلات المسلمين، وإطلاق النار على رجل من أصول تركية، ورسم صليب أحمر على جدران المساجد، ورمي الحجارة على مطاعم العرب، بالإضافة إلى الاعتداء على رجل مغربي في تظاهرة نظمها اليمين المتطرف في مدينة "بونتيفي"، وشعارات "أخرجوا المسلمين من بلادنا" خلال مظاهرة فى مدينة "ريمس". ونشرت صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية تقريرا عن "إبلاغ عائلة بريطانية مسلمة الشرطة أن مدرس ابنها البالغ من العمر 15 عاما قد نعته "بالإرهابي"، حيث ذكرت الصحيفة أن الحادثة وقعت بعد بضعة أيام من هجمات باريس، حيث أكد زملاء الطالب أن المدرس قال للطالب "توقف عن الكلام أيها الإرهابي"، وأخرجه من الصف، متهما العائلات المسلمة بأنها غير قادرة على تربية أبنائها. وذكرت الصحيفة أن هذا الحادث هو واحد من أصل 164 حالة تجاوز واعتداء قائم على "الإسلاموفوبيا"، وقعت خلال أسبوعين من وقوع الهجمات في باريس، حسب منظمة بريطانية معنية بمتابعة هذه الحالات. وحسب تقرير للمرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا، فإن الاعتداءات والتهديدات تزايدت في حق المهاجرين المغاربة والمسلمين في فرنسا، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة، خلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام 330 حالة، فيما لم يتجاوز الرقم 110 حالات خلال الفترة نفسها من عام 2014. ووفقا لهذا الإحصاء، تم تسجيل 764 اعتداء عنصرى ضد مهاجرين مسلمين، مشيرا إلى أن أكثر من 71 % من تلك الاعتداءات ارتكبت داخل المؤسسات. وفى حالات الهجوم على نساء محجبات، شهدت لندن اعتداء عنصرى على محجبة مغربية، وجهت لها سيدة بريطانية وابل من الشتائم والسب، داخل حافلة ركاب، متهة أياها بأنها تابعة لتنظيم داعش، دون أى رد فعل من المحيطين بها الذين ألتزموا الصمت، إلا أن تدخلت الشرطة البريطانية وأوقفت الأمر. وفى حادثة اعتداء اخرى لعائلة مسلمة تصلى فى أحد الحدائق العامة بلندن، قامت سيدة ثلاثينية بالتبول أمامهم، وتوجيه عبارات مهينة للإسلام، ولم تلتفت لها الأسرة، حتى أوقفتها الشرطة، وألقت القبض عليها بتهمة القيام بتصرف عنصري. ونشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية تقريرا حول واقعة طرد مسلم من حافلة ركاب ببريطانيا، بعد توجيه سيدة اتهام له بانه يبدو "مريبا"، حتى قامت شركة النقل من منع الراكب من ارتياد الحافلة المتوجهة من برستول إلى لندن، مما أثار أستياء الركاب، دون أن يتدخلوا لمنع الأمر. وتعد هذه نماذج قليلة من حالات التعرض للمسلمين فى بلاد أوروبا سواء بالاعتداء الجسدى أو اللفظى. "الإسلاموفوبيا" وعلاقتها ب"داعش" قال جيل كيبل الخبير في شؤون الحركات المتشددة أن هدف تنظيم الدولة من الهجمات الأخيرة هو تحريك المنظمات والمجموعات العنصرية المتشددة والمجموعات اليمينية المتطرفة المعارضة للمهاجرين في أوروبا، حتى يتزايد خطاب الكراهية ضد المسلمين، من أجل خلق حالة من الانقسام وانعدام الثقة والدفع نحو مواجهة بين المسلمين والغرب. ففي استطلاعات رأى أجريت مؤخرا على المواطنين الأوروبيين، عبروا عن اعتقادهم بأن نسبة المسلمين في بلدانهم عالية جدا، رغم أن الإحصاءات الرسمية تؤكد أن نسبة المسلمين فى أوروبا لا تتجاوز 1% من مجموع المواطنين، وهو ما يشير إلى أن نتائج الهجمات الأخيرة التى نفذها تنظيم الدولة فى باريس، هو تضخيم عدد المسلمين الذين يعيشون في أوروبا في نظر بقية المواطنين الأوروبيين.