فشل متكرر لاحق ممثلين و”نواب” ببرلمان العسكر في تهافتهم لزيارة الكونجرس الأمريكي سواء في دور انعقاده الحالي الذي أدار لهم ظهره فلم يدخلوه بعدما اتفق غالبية الديمقراطيين على أن دعم ترامب للسيسي هو دعم لقيم الديكتاتورية التي تخالف قيم الولاياتالمتحدة، وأدانه الكونجرس لثلاث مرات في عامين. أما بالنسبة لدورة المجلس التي سبقتها فقد فشل قادة عصابة الإنقلاب وعلى رأسهم “علي عبدالعال” رئيس برلمان السيسي وزمرة من الأذرع و”الخبراء” العسكريين في أن يلتقي في نوفمبر 2017، بنواب المجلس بخلاف تيد كروز المرشح الرئاسي المنتم للحزب الجمهوري إلا أن جوقة المحافظين الداعمين لإمارات محمد بن زايد ومن ثم السيسي خرقها السيناتور الجمهوري أيضا جون ماكين والذي رحب قبل وفاته في أغسطس 2017 بتجميد المساعدات للسيسي. وتأتي تلك المقدمة بعدما استعاد نشطاء اعتراف الممثل حسين فهمي بزيارته إلى الكونجرس 5 مرات إبان حكم الرئيس #مرسي، لإقناع النواب الأمريكيين بضرورة دعم التمرد على الإخوان. مستغربين أن يتم إلغاء عضوية كل من الممثلين عمرو واكد وخالد أبو النجا بعدما زارا الكونجرس والتقيا عددا من نوابه، لأنهما حضرا لجنة استماع في الكونجرس مع منظمات حقوقية وشخصيات عامة، حول حقوق الإنسان في مصر.
من فشل لآخر الفشل الذي مني به حسين فهمي لم يحله المجلس الامريكي المنتخب الذي واره مرات، وإنما حله انقلاب عسكري دموي لم يفتأ إلا أن يقدم ملفاته المتعلقة بإدراج جماعة الإخوان المسلمون كجماعة “إرهابية”، ويعود منها خالي الوفاض ففي يونيو 2017، اعترف خبراء العسكر أنه “من الصعب إقناع الكونجرس الأمريكي بتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، بسبب مساندة بعض الدول العربية لهم”. وضم هذا الوفد 14 ” نائبا في مجلس قالت منظمات حقوقية امريكية إنه يفتقد للنزاهة وأنهم معينون من قبل السلطة العسكرية القائمة في مصر فاختلت قيمتهم لدى الكونجرس فأداروا وجوهههم مع هواتفهم الذكية لالتقاط الصور التذكارية في أركان الكونجرس في حين يطنطن أذرعهم الإعلامية بأن زيارة القدس لغيرهم خيانة توجب سحب الهوية!. غير أن الدكتور أحمد سعيد، رئيس لجنة العلاقات في مجلس علي عبدالعال كشف أن غاية زيارتهم ” إثارة ملف المعونة الأمريكية لمصر “، فضلا عن السياحة على نفقة المصريين والإقامة الفندقة و”البوكيت مني” أو حافظة الأموال للتبضع. الوفد كان الأبرز أيضا وضم اللواء يحيى الكدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في برلمان السيسي، ليلقي مزاعم بأن عدم إدراج الإخوان في قائمة الجماعات “الإرهابية” في الفترة الماضية جاء نتيجة ضغوط عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، وهي الأردن وتركيا والمغرب وتونس! وهو أيضا كان سببا لعدم الاستماع لترهاتهم فرجعوا صفر اليدين. زيارة داليا وفي نوفمبر 2016، قالت داليا زيادة، مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إن “هناك تواصلاً من جانب جماعات حقوقية مع الكونجرس، وزيارة مرتقبة في بداية شهر ديسمبر المقبل للمطالبة بالاعتراف بالإخوان كتنظيم “إرهابي”. وزعمت أن هناك 49 مشروع قانون لإدراج الإخوان جماعة إرهابية، وسنطالبهم بأن يُعجّلوا بإصدار قرار بشأن الإخوان، وأتوقع الاستجابة، وهو ما يُعزّز منه بعد فوز ترامب. فخر الأذرع ومنذ زيارته الأولى للقاء السيسي في القاهرة وهو ما يزال وزيرا للدفاع، في ديسمبر 2013، ثم في يناير 2014، تفتخر أذرع السيسي الإعلامية بالزيارات، ثم زيارة أخرى في 26 يونيو 2016. لكن المفاجأة أن واحدة من تلك الزيارات، كشف موقع "مصر العربية" في مارس 2018، عن حقيقة ما يروج له إعلام العسكر، بوجود وفد من الكونجرس الأمريكي لمراقبة مسرحية انتخابات الرئاسة 2018، وأكد الموقع أنهم مجرد "نشطاء سبوبة" ولا علاقة لهم بالكونجرس مطلقا. وروَّجت الآلة الإعلامية للعسكر، على مدار اليومين الماضيين، أن وفدا أمريكيا تابعا للكونجرس يراقب الانتخابات، وتناول الفطير المشلتت، ورقص مع الراقصين أمام اللجان الانتخابية. فضح الانقلاب ويزور الكونجرس مصريون من مختلف التوجهات توحدهم انتهاكات العسكر بحقهم، فقبل يومين طالب الكونجرس الأمريكي، بضرورة مراجعة طبيعة علاقات واشنطن بسلطات الانقلاب في مصر، التي اعتبرها لا تخدم المصالح الأمريكية، وضرورة وضع المزيد من الشروط على منح المساعدات العسكرية لمصر طبقا لتحسن أوضاع حقوق الإنسان. جاء ذلك في غضون جلسة الاستماع التي عقدها الكونجرس الأمريكي لمناقشة التعديلات الدستورية في مصر وتداعياتها على حقوق الإنسان؛ والتي تم الاستماع فيها لعدد من النشطاء المصريين على رأسهم الفنانان عمرو واكد، وخالد أبو النجا والحقوقي بهي الدين حسن والأكاديمية داليا فهمي، وسارة مورجان من مؤسسة هيومن رايتس ووتش . ونظم عدد من المصريين المتواجدين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تظاهرة على مدار يومين خلال جلسة الاستماع بالكونجرس الأمريكي، لفضح سياسات النظام وانتهاكاته خلال السنوات الماضية. وبعد زيارة السيسي للكونجرس في أبريل 2017، زار وفد مصري الكونجرس يستعرض انتهاكات الانقلاب لحقوق الإنسان في مايو من العام نفسه، ومثل الوفد المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة وأجرى عدة لقاءات مباشرة، بين وفد من ولايات مختلفة، وأعضاء مجلسي الشيوخ والكونجرس الأمريكي، وكان محور النقاش “فضح جرائم الانقلاب العسكري في مصر”. وأجمع أعضاء الوفد على أنهم قدموا ملفات بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر من قبل الحكم العسكري، منذ الانقلاب في يوليو 2013 وحتى حينه وتلقوا حينها ترحيبا من أعضاء الكونجرس. وكان أول رد فعل من الكونجرس أن حملة توقيعات بالكونجرس، ضمت 71 نائبًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في رسالة مشتركة إلى نائب الرئيس الأمريكي “مايك بينس”، بالضغط على نظام السفيه عبد الفتاح السيسي لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، خلال زيارته في يناير 2018، للقاهرة، بما في ذلك “حقوق الأقباط” و”الشواذ” و”منظمات المجتمع المدني”. كما انطوت الرسالة على تهديد محجوب على قانون المنظمات غير الحكومية، وقالت “إن تجريم نشاط المنظمات غير الحكومية يُعقِّد فعالية حزمة المساعدات الخارجية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر سنويا”. https://teddeutch.house.gov/uploadedfiles/12.18.17_final_egypt_hr_letter.pdf
القاصمة خارجيا الرد النهائي الذي تلقاه المنقلب السيسي أن “الكونجرس” يرفض إدراج “الإخوان” كمنظمة إرهابية، ففي يوليو الماضي قالت صحيفة "واشنطن فرى بيكون" الأمريكية، إن مجلس النواب الأمريكى رفض إدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية. وأضافت الصحيفة أن لجنة الأمن القومى بالكونجرس عقدت جلسة في 14 يوليو 2018؛ بهدف دراسة التهديدات التى تمثلها جماعة الإخوان والجماعات المرتبطة بها للولايات المتحدة ولمصالحها وكيفية مواجهتها. وأوضحت الصحيفة أن الجلسة جاءت متابعة للجهود التى بدأت عام 2015 لإقناع إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بإعلان الإخوان جماعة إرهابية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب عدة جماعات تابعة للإخوان جماعات إرهابية، إلا أن الجماعة الأم أفلتت من هذه الإجراءات، كما أن حلفاء للولايات المتحدة يواصلون العمل مع الإخوان، وهو ما يثير قلق نواب بالكونجرس أمثال دى سانتوس، الذين يرون أن مثل هذه الدول تتعاون فى مجالات مختلفة مع إدارة ترامب، التى فى نفس الوقت تعمل على مواجهة القوى المتطرفة فى الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الجهود السابقة التى استهدفت إعلان الإخوان جماعة إرهابية خلال فترة الرئيس أوباما فشلت؛ نظرًا لما وصفته بالسياسة التى قامت على التعاون بوضوح مع الجماعة فى مصر، وهى السياسة التى أثارت كثيرًا من الاحتجاجات فى المنطقة. آخر تقرير وهاجم "الكونجرس" السيسي مجددا في 25 يوليو الماضي وضمن طلب إحاطة اعتبروا أن “السيسي” لم يعد مناسبا وأصبح خطرا على الأمن الأمريكي. وكانت تلك المرة الثالثة على التوالي في أقل من عامين، أن تشن جلسات الكونجرس الأمريكي، هجوما حادا على سلطات الانقلاب، بسبب الانتهاكات الحقوقية، وملفات التعذيب حيث عبرت رئيسة لجنة الشرق الأوسط الفرعية في مجلس النواب الأميركي إليانا روس ليتنين، عن قلقها الشديد من وضع حقوق الانسان في مصر. وقال إعلامي الانقلاب المقرب من عبد الفتاح السيسي أسامة كمال، على جلسات الكونجرس الأمريكي لمناقشة اوضاع حقوق الإنسان في مصر "مش هيسبونا في حالنا مهما كان". وفي تلخيص مبسط لوقائع جلسة الكونجرس التي ترجمتها "الحرية والعدالة" جاء أبرز النقاط في تقرير الكونجرس كالتالي: 1- مصر لم تعد قوة سياسية في المنطقة. 2- أمريكا لم تعد تعتبر "العائد السياسي" من المعونات الأمريكية لمصر مجزياً. 3- الحلول الأمنية لم تنجح ولن تنجح في سيناء لأن الدولة لا تستعطف المواطنين في تلك المناطق بل تُهجرهم قصرياً. 4- إلقاء القبض على آلاف الشباب لأسباب سياسية وتحت تهم مُفبركة ووضعهم في السجون مع الإرهابيين الحقيقيين يجعل من السجون مصانع للإرهاب وسيزيد بدلا من أن يقل. 5- تم إلقاء القبض على أكثر من 3400 شخص في سيناء بينما رصدت المخابرات الأمريكية حوالي 750 ارهابي في سيناء – والاستنتاج المطروح في الجلسة كان أن معظم المقبوض عليهم أو ممن تتم "تصفيتهم" – أبرياء. 6- خشية أمريكية من صعود المتطرفين في مصر، لكن سياسات السيسي ضد حقوق الإنسان وتشدده في التعامل مع المعارضة يجعل حكمه شبه مُطابق لحكم المتعصبين على الهامش المصري. 7- حملات القبض على المثليين جنسيا هدفها الأول استعطاف الرأي العام وليس من خلال عقيدة. 8- توغل الجيش المصري في المجالات الاقتصادية مُضر بالاقتصاد ولا يسمح بتنشيط القطاع العام. 9- ارتفعت معدلات الإنجاب في مصر، بعد ان كانت انخفضت في أواخر أيام مبارك. ويقدرون ان مصر ستزداد 2 مليون نسمة في العام كمتوسط للسنين المُقبلة.