سباق محموم الآن في جميع فضائيات الانقلاب، خصوصا dmc التي تديرها المخابرات الحربية مباشرة، وذلك من أجل وضع أفضل السيناريوهات لإقناع المصريين بأن حادثة انفجار قطار رمسيس صباح اليوم الأربعاء، حدثت جراء تقصير من العمال والموظفين الصغار، الذين تركوا القطار يتمشى في أنحاء المحطة دون أن يربطوه بحبل كما يفعل “العربجية” بالخيول، أو ربما خرج الشيخ خالد الجندي المتخصص في فقه ما وراء الطبيعة، ليؤكد بشكل قاطع لا يقبل التأويل أن أرواحاً غاضبة سكنت عجلات القطار وتحكمت في لوحة التشغيل، وان الحل من وجهة نظره ذبح عجل على سلالم محطة رمسيس. إلا أن احدا من مقدمي تلك البرامج أو الضيوف لن يتطرق بالطبع لمسئولية جنرال إسرائيل، السفيه السيسي، أو معاونيه في حكومته الانقلابية، ولا انه استولى على كامل رصيد هيئة السكة الحديد ، وشدد على أن استثمار تلك المليارات في البنوك الخارجية أهم من حياة المصريين، ورفض أن يجدد القطارات المتهالكة والقضبان التي أكلها الصدأ، والتي يسبق عمرها ولادة الفاشي أبو الانقلاب جمال عبد الناصر. لحظة حدوث حريق محطة مصر لقطات مُفزعة.. لحظة حدوث حريق محطة مصر Gepostet von الجزيرة – مصر am Mittwoch, 27. Februar 2019 هل الحادث مدبر؟ يقول الناشط محمود الدرديري:”5مليون راكب يوميا لو هنفترض تمن التذكره ×20جنيه الأقل=100 مليون يوميا ×30يوم= 3مليار شهريا×12شهر=36 مليار سنويا بيروحوا فين ؟!”، ويقول الناشط احمد جلال:”مليار واحد من اللى اتصرف على اكبر جامع وأكبر كنيسه فى العاصمة الإدارية او من اللى هيتصرفوا على اعلى برج فى افريقيا كانوا صلحوا حال السكه الحديد وما شوفناش اهلنا بيتحرقوا كده فى النار .فرعون مصر بيبني مجدهُ من ارواحنا ولحمنا اللى بيتشوي” . ويقول الناشط صبري شهوان:”حادثه قطار رمسيس مفتعله من السيسي استباق لحمله اليوم .اطمن انت مش وحدك. الرساله لو ح تتظاهروا ضدي ح ولعها”، ويقول الناشط محمد السيد:”نفس اىام العاددلي ومخابراته فما بالك لم ان رئيس مخابرات سابق بيلعب في الشارع اللهم امتقم من الظالمين”. المفاجأة في واقعة تحرك القطار المنكوب في محطة مصر دون سائق ما جعله يصطدم بالمبنى والأرصفة مسببا عشرات الوفيات والمصابين، ولن يتحرك أي قطار من تلقاء نفسه فهل لأصابع السفيه السيسي علاقة بالجريمة؟، وهل يخدم الانفجار الكارثي وقتل الناس على أمر ما يخفيه السفيه السيسي، ربما يقف السفيه السيسي وراء الجريمة خصوصا أن هناك دعوات على مواقع التواصل بتصعيد ثوري جديد في الشارع المصري، تحت شعار كسر حاجز الخوف، وأطلق نشطاء هاشتاج اطمن انت مش لوحدك ، لتتوارى بعد ذلك مقولة أن الحادث وقع بسبب خطأ فني ولم تكن الواقعة الأولى، إذ حدثت مرتين سابقًا. سبقت جريدة الشروق التي تهيمن عليها المخابرات العامة التي يرأسها اللواء عباس كامل، ذراع السفيه السيسي، الجميع وبررت الجريمة بأنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأنها تندرج تحت خانة القضاء والقدر، ونقلت الجريدة المخابراتية عن مصدرها قوله إن المرة الأولى لتحرك قطار دون سائق كانت في الإسكندرية منذ عامين إذ تحرك القطار دون سائق أثناء تصليحه داخل ورشة الصيانة، وأنقذت العناية الإلهية المكان من كارثة. أما الواقعة الثانية – بحسب مصدر الشروق- كانت من داخل ورشة الفرز في محطة مصر منذ عام ونصف بسبب انحدار الرصيف، وأيضًا تم السيطرة على الوضع حينها دون خسائر، هكذا إذن دفعت إحدى صحف العسكر بأول تبرير يطفأ نيران الغضب في صدور المصريين، ويحول غضبهم تجاه السفيه السيسي إلى تسليم الأمر لصاحب الأمر! وربما عمدت حكومة الانقلاب إلى التضحية ببعض الموظفين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الحادث، كما حدث في يوليو 2018 عندما أعلنت وزارة النقل في حكومة الانقلاب، إقالة سيد سالم ، رئيس هيئة السكك الحديدية ، من منصبة بعد سلسلة من حوادث القطارات والتي كان آخرها خروج عربات قطار في رحلة بين القاهرة وأسوان عن طريقة ما أدى إلى إصابة عدد من الركاب. محاولات التغطية كانت تلك الإقالة محاولة في تغطية رفض جنرال إسرائيل السفيه السيسي، تطوير القطارات بدعوى أن إنفاق عشر مليارات جنيه على تطوير الإشارات مكلف جدا ، وأن الأفضل هو وضعها في البنوك وأخذ فوائد عليها، الغريب أنه سبق هذا التصريح بعام وتحديداً في أغسطس 2017 موافقة السفيه السيسي، على دخول شركات أجنبية لتطوير ورش السكة الحديد، وتطوير نظم الصيانة، تمهيدا لتحرير أسعار تذاكر القطارات. وتعد هيئة السكة الحديد من الهيئات الاقتصادية التي لها موازنة مستقلة، ولا تدرج ضمن الموازنة العامة للدولة، وكل ما تحصل عليه من مخصصات من الموازنة يأتي في إطار دعم الدولة لنقل الركاب لبعض الخطوط ودعم فروق أسعار التذاكر المخصصة للطلبة، وكذلك دعم سداد بعض مديونياتها لبنك الاستثمار القومي. ونقلت صحيفة الشروق المخابراتية نفسها تصريح على لسان وزير النقل في حكومة الانقلاب، هشام عرفات، إن :”السيسي وافق على السماح لشركات أجنبية استثمارية كبيرة بالدخول لورش السكة الحديد وتطويرها والحساب بالإنتاجية”، فهل تناقض المخابرات نفسها مرتين على صحيفتها التي تشهد على أكاذيبهم. سبوبة السكة الحديد في مصر لا تقتصر على جني مكاسب التذاكر والخدمات وتصنيع القطارات في ورش الجيش، بل تخطتها إلى قروض يمولها البنك الدولي لمشاريع وهمية أعلنت عنها حكومة الانقلاب منذ عام 2014، الذي يشترط أن تحدث عمليات التطوير مع استمرارية عمل القطارات، وعدم إيقافها عن العمل حتى الانتهاء من التحديث، الأمر الذي يستغرق المزيد من حوادث القطارات. سبوبة عسكرية ورغم أن بعض التقارير أكدّت أن هيئة سكك حديد مصر يديرها لواءات سابقون في الجيش، وجّه النائب والمذيع سعيد حساسين في حادث سابق رسالة واضحة عبر قناته “العاصمة”: “أناشد الرئيس بتحويل مرفق السكة الحديد للقوات المسلحة لتديره، وزي ما شفنا الطرق اللي عملتها القوات المسلحة اللي زي السيراميك”. وأكد حساسين أن الحل الوحيد لمواجهة فشل السكك الحديد، هو تحويلها لإدارة القوات المسلحة: “معلش هندوس على القوات المسلحة لكن هي الأمل الوحيد”، وضرب مثلاً بقطارات أوروبا، ويتغلغل الجيش في مفاصل السكة الحديد في مصر، وربما يجوز ان نعتبرها استراحة اللواءات عقب تسريحهم من الخدمة. يتضح ذلك عندما أصدر وزير النقل في حكومة الانقلاب، هشام عرفات، قرارا بإقالة لواء الجيش السابق، مدحت شوشة، من منصب رئيس هيئة السكك الحديدية على خلفية مقتل 49 شخصا، وإصابة 132 آخرين، في حادث تصادم قطارين بمدينة الإسكندرية، في أغسطس 2017. وربما تتوالي تبريرات إعلام العسكر الليلة ويكرر الجميع نفس النغمة :”حادث عادي وبيحصل برة زيها… عاوزين الجيش يدير السكة الحديد… عاوزين إدارة أجنبية”، كما حدث عند تصادم قطاري الإسكندرية، الذي قتل نتيجته 49 مصرياً، وأصيب أكثر من مائة راكب. بإمكان الجميع التنبوء بردود أفعال الأذرع الإعلامية الباقية المعتادة، إذ لا مانع الليلة من انتقاد مسئولي السكة الحديد وعمالها، وبحدّ أقصى وزير النقل أو حكومة الانقلاب، ولا تطاول انتقاداتهم هذه الحكم العسكري والسفيه السيسي، وربما يطل المذيع أحمد موسى بصوته الذي يشبه البوم، محاولا إبعاد المسؤولية عن العسكر قائلاً :”الحوادث بتحصل في العالم كله في ألمانيا والصين وهتفضل تحصل”!