شهدت أنحاء البلاد زيادة كبيرة في معدلات حالات الانتحار، أغلبها ضمن من تصيبهم أعراض القلق والاكتئاب والخوف بنسبة حوالى 50-60% من الشعب المصرى على مراحل متفاوتة خلال العام. وترجع الأسباب إلى الضغط النفسي بصورة يومية، وسرعة إيقاع الحياة، والتنافس والصراعات الشخصية، وازدحام الحياة، وارتفاع الأسعار، وتأخر سن الزواج، واليأس والإحباط. وأحيانًا يكون الانتحار سببه الشعور بالدونية بعدما رفع قائد الانقلاب العسكري ميزانيات الأمن والدفاع والقضاة بصورة استثنائية عدة مرات، وتهمل حكومة الانقلاب معاناة الناس لا سيما المرضى منهم، فزادت عطفًا على ذلك مؤسسات الصحة النفسية، وهو ما يمثل كارثة إنسانية غير مسبوقة في مصر. انتحار ستة أشخاص وقد وصلت الحالة في البلاد إلى انتحار طفل في منطقة البدرشين بالجيزة، واعتبره مراقبون حادثًا مأساويًّا، عندما انتحر طفل “17 عامًا” بشنق نفسه داخل منزله، وروجت الصحف أن الطفل شنق نفسه لمروره بأزمة نفسية. وقبل يومين، انتحر طالب جامعي تحت عجلات مترو “مار جرجس”، عندها تحول المترو من وسيلة انتقال بين المحطات إلى وسيلة انتقال للآخرة. ورصدت قناة مكملين الفضائية 4 حالات انتحار في مصر، خلال الأيام ال10 الأولى من سنة 2019، آخرهم إلقاء شاب نفسه من فوق منزله في الهرم لأنه عاطل عن العمل. 5 مستشفيات بالعباسية وقالت مصادر صحفية، إن وزارة الصحة بحكومة الانقلاب قررت بناء 5 مستشفيات نفسية لاستيعاب المرضى الجدد، وذلك في إطار نفيها هدم مستشفى العباسية للصحة النفسية، أو أن يتم إلغاء مستشفى العباسية من الأساس، وقالت “الوزارة” إن الاستعداد الآن هو “إضافة مستشفى جديدة للصحة النفسية في مدينة بدر”. وقالت الدكتورة منن عبد المقصود، أمين عام مستشفيات الصحة النفسية بوزارة الصحة، في تصريح ل"القاهرة 24″: إن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عدّلت صيغة المخاطبات الرسمية، بحيث يتم تخصيص قطعة الأرض في مدينة بدر، بالإضافة إلى مستشفى العباسية بمقرها الحالي، وهذا ينفي ما تردد عن محاولات بيع المستشفى، وهناك مشروعات في كفر الشيخ وقنا والسويس ودمياط وعدة محافظات آخرى. ورغم أننا في غنى عن تأكيد أن الانقلاب لا مانع لديه من زيادة المرض لدى المرضى النفسيين، ولكن هذا ما أكدته “جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية”، وقالت “هناك محاولة للحصول على أرض المستشفى ونقلها إلى مدينة بدر”، مطالبة الجهات المختصة بضرورة عدم تنفيذ ذلك ووقف أي إجراءات لنقلها لمدينة بدر. وطالبت الجبهة وزارة الصحة والأمانة العامة للصحة النفسية وإدارة مستشفى العباسية للصحة النفسية، بالشفافية الكاملة وإعلان الحقائق وإتاحة زيارة وسائل الإعلام المختلفة والمجتمع المدني للمستشفى، للوقوف على الخدمات المقدمة للمرضى ومشروعات تطويرها. ولفتت جبهة الدفاع عن المستشفى بأنها “حصلت على مستندات تتضمن إجراءات لنقل مستشفى العباسية للصحة النفسية بتخصيص قطعة أرض بمساحة 50,30 فدان بمدينة بدر كبديل عن المستشفى”. حقائق في العباسية حيث تتوالى أزمات مستشفى العباسية للصحة النفسية، فرغم إعلان العاملين بالمستشفى عن رفض الاستيلاء على الأرض لصالح إحدى شركات المحمول، لكن دون جدوى، وظهرت أزمة أخرى تخص جميع مستشفيات الصحة النفسية ويبلغ عددها 18، تكمن في تقليص الميزانية من 127 مليون جنيه إلى 50 مليونًا فقط، ما أحدث حالة من الغضب العارم. وحذر عدد من الأطباء والأخصائيين النفسيين من تقليص ميزانية مستشفيات الصحة النفسية، خاصة أن عدد المترددين عليها في 2017 يبلغ 472 ألفا و859 مريضا، رغم أن عدد الأسرة بها ﻻ يتعدى 6 آلاف و650 فقط، في حين أن المعدﻻت العالمية توصى بضرورة أن يكون متوسط عدد الأسرة 50 لكل 100 ألف نسمة. الأعداد في تزايد فيما كانت أعداد المرضى النفسيين، وفق تصريح د.هشام رامى، أمين الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، تشير إلى أن عدد الأطفال المترددين على العيادات الخاصة بهم 25 ألفا و227 طفلا، كما تردد على عيادات المراهقين 29 ألفا و297 حالة، وبلغ عدد حالات المسنين 14 ألفا و669 مسنا. وأن عدد المترددين على عيادات الإدمان في نفس الفترة وصل إلى 92 ألفًا و174 حالة، منهم 1620 حالة من الأطفال والمراهقين. وأنشئت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بناءً على القرار الوزاري رقم (32) لسنة 1998، ككيان يتبع وزير الصحة مباشرة، حيث بدأت 5 مستشفيات، ووصلت إلى 18 مستشفى لتقديم خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان على مستوى الجمهورية حاليا. ويبلغ عدد أسرّة العلاج الداخلي بالمستشفيات 6660 سريرًا، وعدد الأطباء في هذه المستشفيات 1073 طبيبا، ومن التمريض2931، و354 أخصائيا نفسيا واجتماعيا، و2007 من العاملين الإداريين. ويعاني نحو 16 مليون مصري من أمراض نفسية، وفق دراسات استعرضها مؤتمر الأمانة العامة للصحة النفسية، والذى انعقد في أكتوبر 2005، بمناسبة اليوم العالمى للصحة النفسية. ووصل حجم المصابين بالأمراض النفسية فى مصر إلى ما بين 15 إلى 20%، أى تتراوح أعداد المرضى بين 14 و18 مليون شخص.