في مثل هذه اللحظات من الشهر الماضي، بدأت ميلشيات الداخلية والسيسى في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بصورة وحشية، ودون احترام لأدنى حق من حقوق الإنسان، حيث استعملت قوات الأمن والجيش ذخائر حيه تستخدم في الحروب مع العدو وليس مع أبناء وطن واحد يختلفون في الرأي. وقد أودت المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن والجيش إلي مقتل أكثر من 5000 شهيد، وأكثر من 15 الف جريح، الكثير منهم بجروح خطيرة لتزيد من الحصيلة النهائية لعدد الشهداء يوم بعد يوم. ولم تقف جريمة العسكر عند هذا الحد من عدد الشهداء والمصابين، بل ارتكبت ما هو أفظع من ذلك من جرائم ضد الإنسانية، حيث قامت ميلشيات الداخلية والسيسي بحرق المستشفى الميداني لرابعة العدوية، وبداخله عدد كبير جثث الشهداء والمصابين الذين كانوا لا يزالون أحياءً، دون شفقة أو رحمة، لتمثل بذلك أول محرقة لشعب بعد محركة الهولوكوست الشهيرة، وليسجل التاريخ أن السيسى وميلشياته هم اول من ارتكبوا جريمه حرق لابناء شعبهم، إن حق لأحد أن يقول شعبهم. بل وامتد إجرام العسكر والانقلابيين إلي حرق مسجد رابعة العدوية، وداخلة عدد كبير من الجثث أيضًا، والتي راحت نتيجة آلة القتل الدمية التي استخدمها الانقلابيون في فض اعتصام سلمي لرافضي الانقلاب ومؤيدي الشرعية. وفي نهاية المشهد أكمل العسكر جريمتهم بإعطاء التعليمات للمستشفيات الحكومية والخاصة بعدم استقبال جرحي رابعة العدوية والنهضة، بل وأجبرت أسر الشهداء علي الإمضاء علي أن ابناهم وزريهم قد ماتوا منتحرين وليس خلال عملية فض اعتصام رابعة. الأمر لم يختلف كثر في اعتصام النهضة بل شهد العالم الفيديوهات التي توثق قيام الانقلابيين بحرق مؤيدي الشرعية وهم أحياء داخل خيامهم وقناصة الداخلية وهي تقتل المعتصمين السلميين. ورغم كل هذه الجرائم والوحشية المفرضة، لم يفت ذلك في عظم أحرار الشعب المصري الرافضين لاى زل أو خضوع بل استمر الزخم الثورى في مصر لينتقل من رابعة العدوية والنهضة إلي جميع مدن ومراكز مصر، وقراها ونجوعها وحواريها لتتحول كل مصر، إلي ميادين العزة والدفاع عن الحرية ورفض الانقلاب، وتتحول رابعة العدوبة من مجرد ميدان بأحد أحياء القاهرة إلي رمز للحرية والنضال الثورى السلمى في نبوع مصر بل والعالم بأثرة.