بعد غياب دام أكثر من شهرين، عاد مجدداً "فيلسوف النكسة" محمد حسنين هيكل كما وصفه المؤرخ الدكتور محمد الجوادي مؤكداً علي أنه "منظر الانقلاب"، حيث تردد اسمه كثيراً ضمن من كان لهم دور في الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، بل ذهب البعض بالقول أنه هو من هيأ للفريق السيسي أنه "ناصر جديد" وقد عاد "فجأة" ليعرض رؤيته التي لاشك أنها تتسق مع النظام القائم الآن في البلاد. وقد أكد المتابعون والمحللون للمشهد السياسي أن الإنقلابيين هم من يقفون وراء عودة "هيكل" المفاجئة في محاولة يائسة لمنحهم قبلة حياة جديدة بعد وقوف مؤيدي الانقلاب من الإعلاميين ورجال السياسة، مكتوفي الأيدي أمام الأزمات الطاحنة التي تضرب المواطن المصري، عاجزين عن تبرير سياسات الحكومة أو دعم الانقلاب بما لذ وطاب لهم من التصريحات، حتى أن الهجوم على الإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام، بات لا يؤتي ثماره، خاصة بعد أن غطت الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها البلاد الآن عقب الانقلاب الدموي الغاشم على دعوات التحريض التي يطلقها الانقلابيون يومياً بحق معارضي الانقلاب. وكان هيكل قد اختفى فجأة بعد الانقلاب، مغادراً البلاد، كما امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية، في محاولة منه لإيهام الجميع بأنه ليس مهندس الإنقلاب والعقل المدبر له, الأمر الذي إعتبر ضربة قاصمة لظهر الإنقلابيين, وهذا ما دفع الانقلابيين للسعي بجدية وراء عودته للقيام بمهمة تجميل الانقلاب، الذي بدا يتهاوى أمام مقصلة المشكلات الاقتصادية، فضلاً عن تزايد معارضيه، من خلال عرض رؤيته للمشهد السياسي المصري، وهي الرؤية التي كانت ولا تزال تصب في مصلحة العسكر منذ انقلاب يوليو 52 حتى انقلاب يوليو 2013. وقد إنحصر حديث "هيكل" في أول ظهور له منذ شهرين، في برنامج "مصر أين ومصر إلى أين؟" مع لميس الحديدي على فضائية السي بي سي, حيث عمد هيكل على حسم بعض القضايا العالقة في ذهن الناس، أهمها العمليات في سيناء، إذ جاء دعم هيكل للعمليات من خلال ادعائه أن سيناء كانت رهينة في عهد الرئيس مرسي، وأن الجيش لا يقوم بالعمليات هناك إلا من أجل تحرير هذه الرهينة!! كما أشاد "هيكل" في حديثه لفضائية السي بي سي بحكومة "الببلاوي" والتي وصفها ب"الصامدة" وهي الإشادة التي تبتعد كثيراً عن أرض الواقع خاصة فيما يتعلق بملفي الاقتصاد والأمن، حتى أن إعلام الانقلابيين لم يجد بداً من الهجوم على حكومة "الببلاوي" بسبب ضعف أدائها، الذي تعمد ألا يراه "هيكل" ليؤكد أنه كان جزءاً من مشهد الانقلاب الفاشل لا محالة.