رغم أن الدستور يمنع قائد الانقلاب من استمرار الاستيلاء على الحكم مدة جديدة بعد السنوات الثماني التي احتل فيها هذا المقعد بالإرهاب والقمع بعد انقلاب عسكري، إلا أن ترزية القوانين في مصر لم يعدموا فكرة “ترقيع الدستور” التي يلجأ إليها الطغاة عادة ليتمكنوا من البقاء للأبد! فمع بعض الإشارات الإعلامية التي تلمح برغبة قائد الانقلاب في البقاء مجددا؛ بدأت حملة واسعة من “التطبيل” للسيسي، والزعم بأن مصر لن تخطو خطوة واحدة إذا رحل هذا السفيه، وربما لا يخجل البعض من أن يزعم في الأيام المقبلة بأن الفناء سيلحق بمصر إذا لم يتم “استعدال الدستور” ليبقى السيسي حتى الموت! وحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة” مساء السبت؛ فقد اختفت الوعود البراقة التي أطلقها قائد الانقلاب، حيث يكشف استطلاع عادي لأحوال المصريين عن الحال البائس الذي وصلوا إليه في ظل الانقلاب العسكري. ويلفت التقرير إلى أن السيسي لم يصل إلى هذا الموقع إلا مدعوما بالعسكر ودون انتخابات حقيقية، كما أنه من المستحيل السماح بإجراء استطلاع نزيه لآراء المصريين فيه، أو إجراء انتخابات، أو استفتاء شفاف يكشف الرغبة في بقائه من عدمها. وأشار التقرير إلى إصدار 200 شخصية مصرية بيانا لرفض إجراء أي تعديل على الدستور بهدف إطلاق مدد الرئاسة (الانقلابية) للسيسي، وأوضح التقرير أن البيان لن يؤثر كثيرا في الحملة التي بدأت، وستستمر حتى التعديل؛ إلا أن أهميته تكمن في أنه استفتاء على شعبية السيسي، خاصة وأن معظم تلك الأسماء كانت من أهم داعميه منذ الانقلاب.