في محاولات دؤوبة يسعى مداهنو السفيه السيسي إلى تهيئة المناخ العام إلى تعديل وشيك للدستور لمد فترات رئاسة قائد الإنقلاب لمدى الحياة، رغم أن "دستور 2014" الذي وضعه الإنقلاب يهيئ لذلك فعلا إذا يتيح للريئس أن يخوض استفتاء لا منافسة فيه شرط الحصول على 5% فقط ممن لهم حق التصويت ونسبتهم 69مليون نسمة. يزعم هؤلاء وعلى رأسهم عماد الدين أديب -المدين ب16 مليونا حتى 2014 لمؤسسة الأهرام، وسجله مليء بقضايا مماثلة – ويدعو لتطبيق النموذج الصيني الذي نصب فيه الرئيس نفسه مدى الحياة، ومدير مكتبة الإسكندرية مصطفى الفقي، أن عبد الفتاح السيسي حقق فوزًا ساحقًا في "الانتخابات"، بحسب النتائج الرسمية التي صدرت الاثنين، ومع ذلك لا يرضيهم إلا مد فترة الرئاسة إلى 8 سنوات أو مدى الحياة. تأكيدات إماراتية أما أحدث المنضمين لوفد كهنة دار ندوة العكسر د.عبدالخالق عبدالله، مستشار محمد بن زايد السياسي، والأكاديمي في العلوم السياسية، إلا أن تغريداته حملت ليس مجرد أمنية بل تلميحا إلى أن ذلك بات في حكم الأمر الواقع، وأن احتمال بقاء قائد الانقلاب تزداد عقب مسرحية السيسي الأخيرة. وكتب "عبدالله"، مهنئا قائد الانقلاب على إعلان فوزه، قائلا: "…… لمصر(أي السيسي) لولاية ثانية حتى 2022 وقد يستمر أكثر من ذلك". يأتي ذلك في الوقت الذي تعد فيه الإمارات من أبرز داعمي السيسي، وقدمت له أموالا بمليارات الدولارت عقب الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، 3 يوليو 2013. مدى الحياة وقال أديب، في مداخلة هاتفية في برنامج كلام جرايد المذاع على قناة العاصمة، الأحد 1 إبريل، إنه لم يطالب بمدد لا نهائية لولاية الرئيس، مثل الصين التي تم منح الرئيس الحالي فيها الحكم مدى الحياة. وأضاف أن الدستور عقد اجتماعي، وليس نصًا مقدسًا، وتعديله يكون بالاتفاق عن طريق استفتاء، وأؤكد أن الدستور المصري جيد جدًا، كوثيقة بديعة، لكن غير قابل للتنفيذ. وأوضح أنه إذا أراد المواطنون تعديل الدستور من جانب نوابهم، فليفعلوا كما يشاؤون، حيث إن تعديل مدة الرئيس يكون بقياس ما أنجزه في الفترة الثانية، ورغبة الناس عبر ممثليهم في البرلمان، والنقطة الثالثة هي رغبة الرئيس نفسه في ذلك. وقارن عماد أديب "دستور 2014" بعقود وقانون الشركات داعيا إلى أنه "لازم يكون فيه مادة للتخارج"، أي عدم الأنصياع الكلي لمواد الدستور، 8 سنوات أما مدير مكتب المخلوع السابق للمعلومات مصطفى الفقي فقال: إن جعل مدة الرئيس في الدستور 8 سنوات على فترتين رئاسيتين، قصيرة جدًا ولابد زيادتها. وأضاف "الفقي" خلال لقائه ببرنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر، "إم بي سي مصر" اليوم الأربعاء، أن السيسي يسعى لإنقاذ الأحزاب وإعطائها مساحة من التحركة، مؤكدًا أنه يسعى للاهتمام بالشباب والصحة والتعليم! كدابين وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن الترويج لتعديل الدستور، قال الخبير المصري في مؤسسة Century البحثية بنيويورك، مايكل حنا: "هذا الأمر لن يعجب الكثير من الناس، حتى إن بعض أكثر الموالين للسيسي لن يكونوا مرتاحين مع حقيقة أننا سنبقى مع ….. مدى حياته". وأضاف التقرير أن السيسي زعم أنه "لا يريد البقاء في السلطة بعد انتهاء ولايته الثانية، مثلما قال سابقًا إنه لن يسعى للحصول على الرئاسة، بعد أن قاد انقلابًا في عام 2013 ضد سلفه المنتخب محمد مرسي". وفي خاتمة التقرير أشار إلى أن "سببا رئيسيا يقف وراء تلك الحملة الترويجية وهو أن شعبية السيسي انخفضت بين الجمهور المصري منذ أن بدأ بالاضطهاد والتسلط في أعقاب الإنقلاب على الرئيس مرسي. وأدى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وانعدام الحريات السياسية، وموجة الهجمات التي يشنها (متشددو الدولة الإسلامية) إلى تقويض مزاعم السيسي عن تقديم الاستقرار والازدهار، وأدت التغييرات في نظام دعم الخبز في العام الماضي إلى يوم من الاحتجاجات". هنا العاصمة- هل ستكون هناك تعديلات في الدستور وإمكانية بقاء الرئيس السيسي بالحكم؟