“المصريون يكرهون حركة حماس ويحاصرونها أكثر منا، لأن حركة حماس جزء من الإخوان المسلمين، والسيسي عدو الإخوان ويكره حماس”، ذلك ما وصف به الأكاديمي والإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وزاد على ذلك بأنه أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم. صدق “كوهين” وهو كذوب، وعلامة صدقه أن مسئول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق، توجه الأسبوع الماضي إلى تل أبيب، في أعقاب التصعيد الكبير من طرف المقاومة في الضفة الغربيةالمحتلة، وقالت المصادر ذاتها: إن اللواء توجه إلى تل أبيب، من أجل “احتواء” تدهور أمن اليهود، الذي تعهد السفيه السيسي في وقت سابق بحفظه والسهر على راحتهم وأمنهم. صراحة كوهين ومضى “كوهين” بالقول إن “السيسي لم يهدّد إسرائيل في شهر أكتوبر، بل هدد الإخوان المسلمين.. السيسي صهيوني أكثر مني، كيف يهدد إسرائيل؟”، وإذا أردت أن تسفه من الحقيقة وتفقدها مصداقيتها اجعل أحط الناس يرددها وهذا ما يفعله كوهين بوصفه للسفيه السيسي أنه أكثر صهيونيه منه، سيقول الذين عُميت أبصارهم “معقولة الصهاينة يفضحوا واحد منهم!!!”، وذلك هو المطلوب تشكيك الناس في حقيقة صهيونية السيسي. وعبر الكثير من الساسة والكتاب والإعلاميين الصهاينة في فترات سابقة عن حظهم الكبير بتمكّن السفيه السيسي من الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، والسيطرة مقاليد الحكم في مصر، ووصفوه بالحليف الإستراتيجي، وحامي اتفاقية “كامب ديفيد”. خسارة السفيه السيسي الذي تربطه بالصهاينة منظومة علاقات وثيقة، وتحالف أمني غير مسبوق ستكون مفجعة، كونه تصدى بشكل كبير لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وعمل بصرامة تجاه قطاع غزة، وتجاه سيناء التي تشكل أحد أهم المناطق الجغرافية المثيرة للمخاوف على أمن الاحتلال. وأطلق السفيه السيسي أذرعه للنيل من المقاومة الفلسطينية وذراعها حماس، وطالبت الإعلامية ريهام نعمان السفيه السيسي، بشن عمل عسكري، ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قائلة: “إسرائيل مش أحسن مننا، إسرائيل لما بتحب تضرب حماس علشان صاروخ ميساويش مليم مش بتاخد إذن من مجلس الأمن”. وقالت نعمان المؤيدة للانقلاب: إنه من المستحيل احتواء حركة حماس، فقد فشلنا في احتواء جماعة الإخوان المسلمين، خلال حكم الرئيس مرسي، وأضافت: “أطالب مصر بتقديم أدلتها إلى مجلس الأمن ونحصل على موافقة من مجلس الأمن لمقاومة القسام وكل الجماعات المتطرفة في غزة”، على حد قولها. واتّهم السفيه السيسي المقاومة الفلسطينيّة بالإرهاب منذ اليوم الأول للانقلاب، وأصدرَ الشّامخُ حكمًا بهذا لزوم التّوثيق إلى أنْ جاء نظامٌ جديد لسدة الحكم في السّعودية، وأصبح الأرز السّعودي مشروطًا، فتراجعتْ سلطة الجنرال السفيه عن اتهام المقاومة الفلسطينيّة بالإرهاب، وتراجعت أذرعه الإعلاميّة عن التّحريض عليها أيضًا، بل وصدر حكم شامخ جديد يُوثّق للمرحلة الجديدةِ ولينفض يده من حكمٍ شامخٍ قديم. التخابر مع المقاومة ثمّ تبدّلتِ الأحوال الإقليميّة وغزت روسيا سورية لدعم مصالحها في المنطقةِ في تحالفٍ واضحٍ مع إيران وإسرائيل، وأخذ الأرز السّعودي في الشّح أخيرًا برفض السّعودية تمويل المشروعات الّتي عرضتها سلطة الجنرال السفيه؛ لانعدام جدواها الاقتصاديّة بعد أنْ كانت قد وَعدتْ باستمرار دعمها من طريق تمويل مشروعاتٍ كُبري واستثماراتٍ تتعدّي 30 مليار ريال سعودي. كلّ هذا دفع سلطة الجنرال السفيه للعودةِ إلى سيناريوهات الابتزاز الأُولى من جديد، لتُعلن سلطات الانقلاب حركة المقاومة الفلسطينيّة حركةً إرهابيّة تُخطّط وتُدرّب لتنفيذ عمليّات إرهابيّة داخل مصر، مُتّهمة إيّاها بالّضلوع في حادثةِ اغتيال النّائب العام هشام بركات في 29 يونيو 2015، تبقى عدّة حقائق لا علاقة لها بتقلّبات الأرز الانتهازيّة، وهي: سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي الجهة الوحيدة في منطقة الشّرق الأوسط الّتي تصف حركة المقاومة الفلسطينيّة حماس بالإرهاب، سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي من ابتدعت تُهمة التّخابر مع حركة المقاومة الفلسطينيّة حماس، والمتّهم بها الرّئيس المنتخب ديمقراطيا الدّكتور محمّد مرسي. سلطة الاحتلال الإسرائيلي لم تنعت مُتفاخرة أي شخصيّة عامّة عربيّة في منطقة الشّرق الأوسط بالبطل القومي لإسرائيل سوى الجنرال السفيه السيسي، ولم تتفاخر أيّ شخصيّة عربيّة ببنيامين نتنياهو وتنعته بالزّعيم والقائد العظيم سوى الجنرال السفيه في لقائهِ مع وفد المنظّمات الصّهيونيّة الأمريكيّة.