شهدت عدد من عواصم الدول الأوربية خروج تظاهرات لما تعرف بأصحاب “السترات الصفراء، ففي فرنسا، انتشر المتظاهرون في شارع الشانزليزيه العريق بباريس، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد، مرددين هتافات تطالب بإقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي بلجيكا فرقت الشرطة البلجيكية، مظاهرات ل”ذوي السترات الصفراء”، في منطقة “أرتس- ألوا” وسط العاصمة بروكسل، مستخدمة خراطيم مياه وغازات مسيلة للدموع، فيما قام المتظاهرون بتحطيم لافتات في الشوارع وإزالة إشارات مرور، ورشق الشرطة بزجاجات المياه والحجارة، وقاموا برفع لافتات مكتوبا عليها عبارات مثل: “لا للفاشية”، و”الشتاء الاجتماعي قادم”، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء تشارلز ميشيل. وفي هولندا، طالب أصحاب “السترات الصفراء” في التظاهرات التي تركزت في مدن لاهاي وأمستردام وروتردام باستقالة الحكومة، مرددين هتافات تطالب باستقالة رئيس الوزراء مارك روته، منتقدين سياسات الحكومة بشأن قضايا مثل سن التقاعد، وتكاليف الصحة والتعليم، وقضايا الهجرة. من جانبه اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تظاهرات “السترات الصفراء” “كشفت فشل أوروبا في امتحان الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات”، وقال، في كلمة خلال مراسم افتتاح عدد من المشاريع في حي أوسكودار بإسطنبول، “نتابع بقلق ما تشهده شوارع أوروبا”، متسائلا: “هل تشاهدون ما يحدث في أوروبا؟ ، مشيرا الي أن هؤلاء هم الذين التزموا الصمت حيال ما تعرضنا له في محاولة 15 تموز الانقلابية. وأضاف أردوغان: “ترون الآن وضع من التزموا الصمت حيال الذين حاولوا تلطيخ شوارعنا بالدم وإحراقها بالنار. شوارع العديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها باريس ملتهبة.. انظروا ماذا تفعل شرطة هؤلاء الذين كانوا يهزءون بشرطتنا ويتهمونها بالقمع.. شرطتنا عادلة”. وأعرب أردوغان عن معارضته مشاهد الفوضى التي تسبب بها متظاهرون في شوارع أوروبا، والقوة المفرطة تجاههم على حد سواء، مشيرا إلى أن “الذين أثاروا معاداة اللاجئين والإسلام من أجل الشعبوية السياسية وقعوا في الحفرة التي حفروها”، وتابع قائلا “جدران الأمن والرفاهية التي تغنوا بها بدأت تتزعزع على يد مواطنيهم بالذات، وليس من قبل اللاجئين والمسلمين”.