“يمكن تاه.. صح النوم.. حد ينزل يدور عليه”، كانت تلك عينة من تصريحات طلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور، بعد انتظار عام كامل على خدعة” وزارة التربية والتعليم” بتوزيع مليون “تابلت” على طلاب الثانوية العامة والتي زعمت انه سيتم توزيعه في الخامس عشر من نوفمبر الجاري. خيط الحكاية وبدأت أكذوبة السيسي وعصابته في تسكين ملايين الأسر من طلاب الثانوية العامة؛ حيث خرج الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب في 20 ديسمبر 2017، ليزعم أنه سيتم توزيع مليون تابلت على طلاب الصف الأول الثانوي، والمدرسين وناظري المدارس، العام المقبل، ويحتفظوا بها حتى التخرج، قائلا: “مش هيرجعوها ولا هيدفعوا فيها فلوس”. وأضاف “شوقي”، خلال تصريحات صحفية، أنه سيتم استقبال الإنترنت من خلال “شريحة” أو”الواي فاي”، بالتعاون مع شركات الاتصال ووزارة الاتصالات مع ضمان كفاءة شبكة المحمول، بالمناطق التي بها المدارس الثانوية، بالإضافة إلى أن التكلفة من مصادر. وأوضح أنه يجب الالتزام بقدر من الثقة، لافتًا إلى أن هناك برنامجا كاملا لتدريب نصف مليون معلم منهم 149 ألفا لتدريس “أولى ثانوي”، والتدريب الخاص يبدأ من شهر يناير. ثم عاد فى 23 سبتمبر 2018، مصرحا بأن توزيع التابلت على طلاب الثانوية العامة، سيتم على دفعة واحدة فى الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الذي انتهى. تبعه الدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، كاشفًا عن موعد ثالث لتوزيع التابلت على طلاب الصف الأول الثانوي الذي يطبق عليهم النظام التعليمى الجديد بداية من العام الدراسي 2019/2018، والذي بدأ في 22 سبتمبر الماضي، مدعيًا في تصريحات تليفزيونية أن الحكومة تعاقدت على 708 آلاف تابلت سوف يتم تسليم 50 ألفا منها كل اسبوع على المعلمين والطلاب، موضحا أن عملية التسليم سوف تستمر إلى 15 نوفمبر (متبق 4 أيام) لا غير. 2000 جنيه في المقابل، تم تسريب مكاتبات من وزارة التربية والتعليم تلزم المدارس لأولياء الأمور بدفع 2000 جنيه تحت الحساب لتسليم طلاب الصف الأول الثانوي التابلت. إلا أن الرد كان سريعًا بنفي صحة تلك الأنباء بشكل قاطع، مُوكدين أنه سيتم تسليم التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي مجانًا، وستوفره الدولة للطلاب طوال المرحلة الثانوية دون أي مقابل. وعقب اعلان وزارة التربية والتعليم استبدال الكتاب المدرسى بالتابلت، إلا أن التجربة مازالت حتى الآن فاشلة باعتراف نواب العسكر فى برلمان الدم، لعدة أسباب ابرزها، عدم توافر البنية التحتية لتشغيل وصيانة جهاز التابلت نتيجة تعطله باستمرار وسقوط المناهج من الجهاز كل فترة، وانقطاع الكهرباء وعدم وجود أجهزة للتشغيل أو شبكة دولية بالمدارس. محمود الصعيدي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس نواب العسكر، قال إن تجربة وزارة التربية والتعليم باستبدال الكتاب المدرسي الورقي، بكمبيوتر لوحى “تابلت” بديل، فشلت وليس العيب فى التجربة بحد ذاتها لكن المسئولين في الوزارة. وأوضح الصعيدي، في تصريحات له، أن المسئولين طبقوها بطريقة “اللي حط ايس الكريم على العيش”، وهو ما أدى لفشل التجربة التي نجحت فى كل دول العالم إلا مصر، بينما الطلاب فوجئوا بعد الإعلان عن مشروع استبدال الكتاب بالتابلت وتفعيله عام 2013 أن الأجهزة كثيرة الأعطال، وعدم احتوائها على وصلات إنترنت أو وصلات لشحن البطارية، كما لم يتم الإعلان عن أماكن صيانتها وتوفيرها فى كل المناطق لتكون قريبة من الطلاب. مفيش دراسة يوافقه الأمر، إبراهيم نظير عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس نواب العسكر، أن مشروع التابلت تم بدون إجراءات دراسة واقعية وبدون تأهيل الطلاب على التكيف مع الوضع الجديد، خاصة وأن الوزارة اعتمدت على أن الشباب طول الوقت يجلسون أمام أجهزة الكمبيوتر فى منازلهم وفى مقاهى الإنترنت، وهو ما يختلف شكلًا وموضعًا عن تلقى العلم عبر جهاز إلكتروني. وأضاف نظير فى تصريحات صحفية، أنه كان يجب أن تقوم الوزارة بتدريب الطلاب على الوضع الجديد واستخدام هذه التكنولوجيا وتوفير مراكز لصيانة هذه الأجهزة ومن الأساس وضع قائمة مواصفات فنية وتقنية لتشغيل هذه الأجهزة وبحث جودتها من خلال مناقصات لا تستند إلى المظروف المالى فقط إذ أنه يهدف لتخفيض التكلفة، بينما المظروف الفني الذي كان يجب أن تهتم به وزارة التعليم به بشكل أكبر لأنه يعتمد على برمجة وجودة الأجهزة. 1.5 مليار جنيه ولفت إلى أن تكلفة طباعة الكتاب المدرسى زادت بواقع 100% لتصل إلى 1.5 مليار جنيه بعد تعويم الجنيه إذ زادت أسعار السولار والورق والأحبار والزنكات باكثر من 100% من أسعارها قبل تحرير سعر الصرف، ما يستدعى معه إتخاذ قرار حاسم لوقف النزيف، خاصة وأن الكتاب المدرسى يتهالك بسبب سوء الاستخدام قبل نهاية العام الدراسي.. بينما يمكن أن يبقى التابلت مع الطالب لمدة 3 سنوات أو أكثر، وبالتالى فمن الناحية المالية التابلت أكثر توفيرًا رغم ارتفاع سعره لأول مرة لكنه سلعة معمرة، هذا إذا اكتفينا بالعامل المادى دون العامل المعنوى والصحى والذهنى وتدريب الطلاب على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة باستمرار. مصر متأخرة وفجر إسلام أخوات الباحث المصري بكلية العلاقات الدولية بجامعة ديلوير بالولايات المتحدةالأمريكية، مفاجآت أن مصر ما زالت متأخرة علميًا عن باقي الأنظمة التعليمية في دول العالم بسبب المسئولين الحكوميين 150 سنة فما زلنا نعاني من استخدام الورقة والقلم في جميع المكاتب الحكومية وتحولت أجهزة الكمبيوتر لوسائل للتسلية. في المقابل، وجد طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم ضالتهم في “فش غلهم” بعد جملة الأكاذيب والتصريحات الوردية لمسئولي الانقلاب عن “حلم التابلت”. حيث كتبت علا فارس: نحن الأن فى انتظار مدفع “التابلت” يا ترى حيضرب امتى. تبعها خالد عز الدين فغرد: من الأن فصاعدًا “التابلت” في يد الجميع واضعاً صورة قديمة لإعلان موبينل”اورنج” حالياً.متسائلا: يمكن ركب خط تاني. أما المهندسة رضوى –ولية أمر فكتبت بفيسبوك: صدعونا بموضوع “التابلت” والأن لاحس ولاخبر، حد ينزل يدور عليه ولا ينادى يا” تابلت”. ووافقها فى الحديث أحمد عبد الرحمن فقال “صح النوم” حد يقول للناس بتوع التعليم الدراسة بدأت من شهرين..فين التابلت ولا الصفقة ماتمتش. استكمال الفنكوش يذكر أن تعليم الانقلاب على لسان وزيرها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، كان قد كشف عن تفاصيل جديدة عن منظومة التابلت في النظام الجديد للثانوي العام في عدة نقاط منها: النظام الجديد سيسهم فى عدم الاعتماد على الكتب الخارجية أو الدروس الخصوصية، وأنه لن يتم العام المقبل طباعة كتب الصفين الأول والثاني الثانوي؛ لأنها ستكون موجودة بنسخة pdf على التابلت، فضلا عن تركيب 11 ألف شاشة لنحو 11 ألف فصل، للمساعدة في تعليم الطلاب، وأخيرا أن ولي أمر الطالب هو الذي سيتسلم التابلت وهناك تأمين على التابلت وضوابط للصيانة أو الفقد، يتحمل فيها ولي الأمر جزءا من التكلفة.