توقعت دراسة علمية انقراض حيوان الحمار من مصر، قريبا، بفعل السياسات البيطرية ومافيا التصدير والذبح… ونقلت جريدة الأهرام المسائي الحكومية في تقرير بعنوان " مافيا منظمة لتجارة الحمير وبيع لحومها وجلودها في الداخل والخارج "عن دراسة بحثية حديثة مؤشرات عن انقراض محتمل للحمار في مصر نتيجة الذبح في الداخل والتصدير للخارج. وبحسب الدراسة ، تقوم مافيا منظمة بذبح الحمير وبيعها حيث تقدر لحوم فخذ الحمار ب13 كيلو بسعر2700 جنيه, ويدخل في مصنعات اللحوم في المصانع غير المرخصة حيث يبلغ عدد الحمير المذبوحة سنويا نحو26 ألف حمار متوسط سنويا في المحافظات من إجمالي نحو2 مليون و500 ألف حمار في مصر. وعن أسعار الحمير قالت الدراسة إن سعر الحمار حاليا في مصر ما بين 800 جنيه إلي3000 جنيه حسب عمره وارتفعت الأسعار لتصل إلي9 آلاف جنيه ، وتأتي أكثر المحافظات بيعا للحمير محافظات الصعيد ثم الفيوم ثم المدن الموجودة في الدلتا ثم المنيب والبدرشين والصف في محافظة الجيزة حيث تعد محافظة القاهرة الأقل وجودا للحمير. ووفق إحصائية منظمة صحة الحيوان الدولية فإنه مع تزايد عمليات ذبح الحمير لتصدير جلودها خلال العامين الماضيين فإنها تتوقع انقراض هذا الحيوان خلال 20 عاما على الأكثر. وفي 30 يوليو 2017 أعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى استعدادها لدراسة أى عروض طلبات لتصدير الحمير وفقا للدول التى تطلب الاستيراد، مؤكدة أن الاتجاه إلى التصدير يمنع وصول لحومها إلى الأسواق وتقضى على ظاهرة ذبحها للحصول على جلودها. وأعلن رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية إبراهيم محروس ، أن دار الإفتاء المصرية أجازت تصدير الدواب وليس الحمير فقط، موضحا أن الفتوى تبيح تصدير الحمير والخيول والبغال إلى خارج البلاد وأشار إلى أن مصر مستعدة لدراسة أى طلبات لاستيراد الحمير من مصر. وبجانب السياسات المضطربة التي يقودها السيسي سواء ضد الإنسان أو ضد الحيوانات، يفاقم القمع أوضاع الحمير في مصر، وسبق للمظاهرات المنددة بالانقلاب العسكري منذ العام 2013 ، استخدام الحمار كمدلول سياسي سلبي مرتبط باسم رئيس النظام المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي ، وهو ما دفعه إلى اقتحام قرية دلجا بصعيد مصر عقابا على السخرية من لقبه الذي يرتبط باسم حيوان مصري قريب الصلة بالحمار. وجرى إلقاء القبض على مزارع يدعى عمر أبو المجد في محافظة (قنا) في ذات التوقيت ، لأنه امتطى حماراً كتب عليه اسم قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق الأول وقتها عبد الفتاح السيسي على الحمار، وتم إحالته إلى التحقيق. وبعيدا عن الذبح أو التصدير ، اختار عماد سعودي، موظف بالقطاع الخاص، التوجه لاستغلال الحمير في الترفيه ، حيث نظم وآخرون ماراثون الحمير نهاية الشهر الماضي بقرية البراجيل في محافظة الجيزة ، شارك فيه 35 متسابقا. ومؤخرا ، تظاهر مئات النشطاء رافعين لافتات “الرحمة والرفق سمات إنسانية”،”ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، “أنقذوا حيوانات مصر”،اللافتات رُفعت إلى جانب صور مؤلمة لكلاب ذاقت شتى صنوف العذاب في شوارع مختلفة بأنحاء مصر. وصورة “ماكس” كلب الأهرام كان في صدارة تلك الصور، تجمعوا في محيط تمثال سعد زغلول الذي يتوسط الشارع أمام دار الأوبرا ، وسط القاهرة، وقبل ذلك جرى قتل آلاف القطط بالسم بأحد نوادي القوات المسلحة بمنطقة المعادي, بالقاهرة.. ووفق بيانات وزارة داخلية الانقلاب، تستخدم شرطة الانقلاب الخرطوش والسم لوقف انتشار الكلاب بالشوارع ، وهو ما ترفضه جمعيات حقوق الإنسان… جانب آخر من المشهد المصري المصاب بداء السيسي، ما تواجهه الحيوانات والثروة الداجنة من تحديات ارتفاع الاسعار ونقص الادوية ومستلزمات الإنتاج، والذبح بطرق غير مشروعة، ومضاعفة أوجاع الفلاحين المصريين من خسائر متصاعدة، كان آخرها قرار حظر نقل الفراخ الحية، ما يعني خراب بيوت الفلاحين والمربين، لصالح سبوبة الاستيراد لشركات الجيش…