قال الكاتب والمفكرالدكتور -محمد الجوادي- أن:" الدولة العميقة في مصر لجأت إلى استعادة علاقاتها الوثيقة ( السلطوية) بكتاب وصحفيين كانت قد ابتعدت عنهم أو أبعدتهم أو تركتهم يبتعدون أو فرحت بهم وهم يتباعدون، مشيرا الى ان آليات الاستعادة تمت من خلال توظيف واستثارة علاقات الشللية التي تعد أبرز علاقات سائدة في مجتمعات المشتغلين بالثقافة" وأضاف –الجوادي- في مقاله بموقع الجزيرة تحت عنوان:" ماذا بعد الانقلاب؟":" أن غرفة عمليات الثقافة أطلقت كثيرا من النيران الصديقة التي آذت النظام الانقلابي من حيث لم يكن يحتسب". وحول الإعلام وتوظيف الانقلابيين اشار الى انه:" في مرحلة مبكرة بدا للانقلابيين أن الإعلام المصري ارتاح لوجود الانقلاب العسكري، وأنه سيظل يسبح بحمده ومشروعيته وضرورته وعبقريته دون ملل، موضحا ان الظروف الذكية سرعان ما بينت للانقلابيين أن تكلفة التأييد الإعلامي أبهظ مما كانوا يتصورون، وبدأت الفواتير المطلوبة للسداد (نقدا وحالا) في التوالي على مكاتب رجال الانقلاب، واوضح –الجوادي- انه في تلك اللحظة لم يكن الانقلابيون يملكون ترف إعلان عدم اقتناعهم بمعقولية كثير من بنود الفواتير فضلا عن مشروعيتها" . ومع ذلك –أحال أحد كبار رجال الانقلاب بعض هذه الفواتير الى خبير إعلامي وإعلاني يمت بصلة نسب لأحد كبار المنظرين للانقلاب، وكانت النتيجة التي يمكن تلخيصها في سطر واحد: أن تكلفة المساحة الإعلانية في إعلامنا المحلي تتراوح بين 200% و250% من تكلفتها في الإعلام العالمي عابر القارات".
واشار إلي أن الانقلابيين دفعوا إلى التفكير في ضرورة إيجاد آليات لتأمين خططهم وخطهم، وسرعان ما وقعوا أسرى فكرة الاستعانة ببيوت خبرة أجنبية تضمن لهم النجاة من تطفل مواقع التواصل الاجتماعي -مع أن هذا غير ممكن - لكن الإلحاح في تسويق الفكرة جعل الانقلابيين يرحبون بأن يحاولوا إيجاد علاج مكلف، لأنهم يرغبون في النجاة من السرطان بقدر الإمكان، واكد الجوادى ان الأمر لم يختلف في حالتهم عن وضع مريض السرطان الذي يتعلق بقشة الغريق، رغم أنه كان قد تمكن من أن يركب الباخرة الآمنة بمقاييسه هو .