فى واقعة تكشف عن مدى رعب جيش العسكر من مواجهة الجماعات المسلحة بسيناء وعدم تمكنهم من القضاء على مايطلق علية تنظيم الدولة ، كشفت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن الجيش المصري سلح عناصر من بدو سيناء من أجل محاربة التنظيم بسيناء. وقالت الوكالة فى تقرير لها اليوم، إن الجيش بدأ تسليح عناصر من القبائل وجعلهم يسيّرون دوريات، في عمليات ضد مسلحي تنظيم الدولة بعمق شبه جزيرة سيناء، على غرار تجربة “الصحوات” التي ظهرت بعد اندلاع القتال الطائفي في العراق عام 2006. وأضاف، لم يعترف الجيش المصري علنا بتسليح بدو سيناء والاستعانة بهم باعتبارهم قوة قتال، وإنَّما قال إنَّهم يتعاونون معه ويقدمون له فقط معلومات استخباراتية. اتهامات متبادلة وتعقد المشهد في شمال سيناء الأشهر الماضية،خاصةً بعد تصاعد الاشتباكات بين إحدى اكبر قبائل سيناء وهى” قبيلة الترابين”، وبين تنظيم الدولة، وسط اتهامات لنظام الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي بإشعال “حرب أهلية” في سيناء، بسبب استعانته بالقبائل في مواجهة التنظيم. لكن الترابين لم تقف في صف الجيش والنظام المصري، بل هاجمت بقوة النظام في الوقت ذاته، واتهمته، في آخر بيان لها، بالظلم وقتل أبنائها والزج بهم في السجون دون وجه حق. وكانت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت عام 2015؛ أظهرت أفرادا من القبائل السيناوية يحملون الأسلحة وينتشرون في شوارع منطقة الشيخ زويد، أحد معاقل تنظيم الدولة، معلنين أنهم يساعدون الجيش في حربه ضد تنظيم الدولة. جر البدو للقتال من جانبه، قالت أليسون ماكمانوس مديرة قسم الأبحاث في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط ومقره الولاياتالمتحدة، إنَّ الجيش يستفيد من إلمام هؤلاء البدو بطبيعة الأرض والمعلومات الاستخباراتية المحلية. وأكدت أن هذا التعاون “ينبغي أن يكون جزءاً من إستراتيجية طويلة الأمد تشمل خططا لنزع السلاح، والتسريح وإعادة الاندماج، لتجنب أي صراع مسلح ممتد بعد هزيمة التنظيم”. جماعة عبد السلام وفي هذه العملية استخدم الجيش قوة تُعرف ب”جماعة عبد السلام”، تضم عدة آلاف من البدو، نُشروا في الأجزاء الوسطى من سيناء. كان دورهم الأساسي مصاحبة القوات في الدوريات والمداهمات بحثاً عن مخابئ الأسلحة، فضلا عن المساهمة في تأمين نقاط التفتيش للتحكم في الطرق، وذلك بحسب ما ذكره رجال قبائل للوكالة. وقال “أبو صفيرة” -وهو أحد رجال القبائل ممن يخرجون مرات عدة أسبوعيا في دوريات مع الجيش المصري- إنَّه عند اندلاع القتال عادة ما يتراجع البدو، في حين تقاتل قوات الأمن، لكن “بعضنا يبقون ويقاتلون في المقدمة”. ويقدر رجال القبائل أنَّ نحو 100 بدوي قُتلوا إما في المعارك وإما بفعل القنابل المزروعة على جنبات الطرق. وقالوا إنَّهم يعملون تحت إمرة الجيش الثالث الميداني، وإنَّهم يرتبطون بشكل منتظم مع وحداته التي تمتلك سيارات دفع رباعي وعربات مصفحة. تدبير مخابراتي ويرى المحلل السياسي محمود السعيد، أن هذه الاشتباكات قد تكون من تدبير الأجهزة الأمنية، وخاصة المخابرات، مشيرا إلى أن الجيش يستعين بالفعل منذ أكثر من عامين بأفراد من القبائل في حربه على الجماعات المسلحة. وأوضح السعيد، في حديث له، أن تنظيم الدولة يتربص بمجموعات من البدو تساعد الجيش في العمليات المسلحة؛ تطلق على نفسها اسم الصحوات، متوقعا أن تتوسع المعركة الدائرة هناك ولا تتوقف عند الاشتباكات بين التنظيم وقبيلة الترابين، لتصبح حربا بين التنظيم وقبائل سيناء كلها. وأكد أن المستفيد الوحيد من الحرب بين القبائل وتنظيم الدولة هو التنظيم نفسه؛ لأنه بهذا الشكل يظهر بمظهر التنظيم القوي الذي يتمتع بالقدرة على الانتقام من معاوني الجيش في سيناء، وأنه يحقق انتصارات على الأرض تجعله قادرة على محاربة الجيش والقبائل معا، وفق قوله. الجيش ورط نفسه من جانبه، قال الباحث السياسي عبد الخبير عطية: إن “النظام ورط نفسه بسبب استعانة الجيش بأفراد من القبائل لمساعدته في مواجهة الإرهابيين”، موضحا أن هذه الخطوة يتم استغلالها لتصفية حسابات أو مشاكل قبلية قديمة، بين عناصر في التنظيم وعناصر من القبائل مساندين للجيش. وأضاف عطية فى تصريحات صحفية: “أصبحنا نسمع كل يوم عن حالات اختطاف وقتل لأبناء القبائل على يد مجهولين، وفي الأغلب تكون هذه الحالات تصفية حسابات يقوم بها أعضاء داعش، الذين ينتمون لقبائل أخرى وانضموا للتنظيم بعد اقتناعهم بالأفكار المتطرفة”، بحسب تعبيره. وحذر من أن “ما يحدث في سيناء يصب في مصلحة الإرهابين و أجهزة المخابرات الأجنبية التي تدعمهم”، مشيرا إلى “وجود خلل واضح وغياب للمعلومات في هذا الصراع، وأصبحنا لا نعرف على وجه اليقين هل تحارب القبائل داعش بالفعل، أم تصفي حسابات قبلية قديمة مع بعض أفراد التنظيم”، كما قال. Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2017-04-11 09:00:49Z | | ÿµÿ »ÿ®ÒÿÑêj¥ مصلحة متبادلة فى حين قال “جرين فلاي” -وهو اسم مدون على الإنترنت يتتبع المعلومات المفتوحة ذات الصلة بالجيش المصري- “ليسوا هناك بسبب طيبة قلوبهم، بل يبحثون عن مصلحة ذاتية خالصة. حروب التيه يأتى هذا تصديقا وتزامناً مع مابثته قناة “الجزيرة” مؤخرا من تحقيق “سيناء.. حروب التيه” ضمن برنامج “المسافة صفر” الذي سلط الضوء على ما يجري في سيناء. وعرض التحقيق صورا وشهادات لعسكريين مصريين من قلب العمليات في سيناء، كما رصد الأوضاع الميدانية هناك على مدار عام كامل، حيث اعترف ضباط مصريون بأن الجنود في سيناء لم يخضعوا لتدريب عملي على السلاح،بالإضافة إلى تعاون بين بدو سيناء مع قادة جيش الانقلاب ودفهم للقتال مقابل تيسير وتهريب لبضائع وشحنات ما. قبائل سيناء تعترف واعترفت” صفحة اتحاد قبائل سيناء”، والتي تعتبر المنبر الإعلامي لمجموعات قبلية مسلحة مدعومة من الجيش المصري، تأكيدا لصحة انفراد قناة الجزيرة الإخبارية عن الفيلم الاستقصائى "سيناء حروب التيه"، والذى نشر على جزئين بالمحطة، عن انضمام ضباط من العمليات الخاصة لتنظيم الدولة وشغل مواقع قيادية به،بالإضافة إلى تعاون “البدو” مع الجيش فى قتال تنظيم الدولة المسلح. وذكرت الصفحة أن أي شخص يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض على العناصر القيادية التكفيرية المذكورة سيتم توفير الحماية الكاملة له ولعائلته مع الجائزة المالية المخصصة من اتحاد قبائل سيناء وقدرها 2 مليون جنيه. سيناء 2018 وفى العاشر من فبراير 2018 بدأ جيش العسكر فى عملية عسكرية مفاجئة شملت مناطق مختلفة بالبلاد في مقدمتها محافظة شمال سيناء؛ وذلك بما أطلقوا علية مواجهة “خطر الإرهابيين”، تحت عنوان” سيناء الشاملة 2018″وهي عملية أثارت جدلاً كبيراً وتساؤلات بالنظر إلى توقيتها وطريقة الإعلان عنها والإجراءات التي سبقتها، وكلها إجراءات بعثت الخوف في قلوب كثيرين؛ لأنها تشي بأن البلاد بصدد شن حرب وليس مجرد عملية عسكرية عادية. وعقب دخول العملية لسيناء كانت أرض الفيروز على كارثة بشرية وإنسانية ومخطط خبيث كذلك،عرفها الكاتب الصحفي سليم عزوز بأن ما يحدث يهدف في النهاية إلى إخلاء سيناء للبدء بتطبيق ما يعرف ب”صفقة القرن”، مضيفاً “الحرب على الإرهاب” في مصر بدأت قبل خمس سنوات، “فلا معنى لهذه المواجهة في البر والبحر”. مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبد الله الأشعل، علّق على العملية وقتها بقوله: “تحليلي محكوم تماماً بمحاولة إتمام صفقة القرن”، مؤكداً أن “الإرهاب الموجود بسيناء هو إسرائيلي ولتحقيق هذا الغرض”. وأضاف الأشعل في تصريحات صحفية: “هناك شك كبير بوجود محاولات لاستنزاف الجيش المصري. لو حسنت النوايا لدى النظام الحالي لكان الإرهاب قد اختفى من سيناء ومصر. لكن كل العمليات غامضة وتحيط بها الشكوك ولا توجد مصادر أخرى؛ لذلك يصعب التكهن”. في مصلحة إسرائيل في المقابل زعم محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة الأسبق ورئيس مركز الوعي العربي للدراسات الاستراتيجية في مصر، إن العملية العسكرية الشاملة في سيناء لا تصب في مصلحة مصر وحدها، وإنما أيضاً في مصلحة إسرائيل. وأضاف في تصريح متلفزي: “بمجرد أن ينتهي الإرهاب في سيناء فإن إسرائيل ستكون أول من يطالب بتقليص قوة مصر في المنطقة ج التي حددتها اتفاقية كامب ديفيد”. وتسبب امتداد أشهر العملية إلى قتل مئات السيناويين واعتقال الألاف من أبناء العريش روفح والشيخ زويد،ولم تكتف العملية بذلك أيضا بل طالت الأسر البسيطة بمنع الطعام والشراب والأدوية وألبان الأطفال لمدد طويلة أدت إلى وفاة عشرات الأطفال.