قال الناشط وائل عباس إن حريق القاهرة الذي التهم 27 منشأة مصرية توفى فيه 27 شخصا فقط، أما الآلاف الذين سقطوا في فض الاعتصامات إجرام يجب المحاسبة عليه، لأن مصر لم تفقد هذا العدد من أبنائها إلا في حروبها مع أعدائها، و تساءل: كيف نسمح لهؤلاء القتلة بحكم البلاد والعباد و كتابة دستور وإدارة المرحلة الانتقالية. و اعتبر عباس، خلال حواره مع قناة الجزيرة مباشر مصر، أن كل ما يقال عن تسليح الإعتصامات ليس مبرر ابدا لوحشية فضه لأن ذلك يتناقض مع اتفاقية جينيف التي منعت العدو من اقتحام معسكرات عدوه و قتل المعتصمين حتى لو مسلحين لأنه يرفض مبدأ العقاب الجماعي و علق على قتل 38 من رافضي الحكم العسكري في سيارة الترحيلات بأبو زعبل قائلا: تتحمل مسئوليتهم قوات الأمن التي لا تعرف كيف تحتجز معتقلين سياسيين في ظروف غير آدمية؛ بالإضافة عن ضابط مجرم قاتل ألقى بقنبلة غاز داخل سيارة الترحيلات في هذا الحر الشديد، فهذا الفعل هدفه الوحيد هو القتل العمدي. و فيما يتعلق بإخلاء سبيل مبارك قال عباس: الإفراج كان مبيت النية من قبل النيابة و القضاء والسلطة التنفيذية بداية منا لتهاون في جمع الأدلة و أصبح في القضية ثغرات هائلة لتبرئته لنصل لمهزلة أن كل جرائم مبارك تلخصت في قبوله لبعض هدايا مؤسسة الأهرام و اتهم كل من تعامل مع قضية مبارك بعدم الأمانة و النزاهة. واعتبر عباس أن ما حدث يوم 3 يوليو من انقلاب ليس تنفيذا لمطالب الثوار، كما زعم عبد الفتاح السيسي، لكنه نتيجة طبيعية لقبول حملة تمرد المشبوهة و جبهة الإنقاذ بوضع أيديهم في يد الفلول و الشرطة و مؤيدي مبارك، فأصبحت الغلبة في الشارع للمستغلين اللذين أشادوا بالسيسي و الشرطة و حاولوا إقناع المصريين بأن الجهاز الأمني تغير، وكانت النتيجة بحور الدماء التي سالت في مصر و هو ما يرفضه كل ثوري شريف لا يحركه سوى ضميره. و عن التضييق في مساحة الحرية في مصر بعد الإنقلاب العسكري قال عباس: نمر بمرحلة أصبح فيها الحق في الحياة نفسها غير مكفول و يكفي أنه أصبحت النار تفتح على من يخترق حظر التجوال لتكون عقوبته الموت ؛ و بالتالي الحق في الحرية أصبح عدم بعد اعتقال كم هائل من الأبرياء لدرجة أن طفل عمره 16 عاما وجهت له 12 تهما مما يكشف عن قدرة الانقلابيين الرهيبة في تلفيق التهم لإرهاب المصريين فيتنازلوا عن حريتهم و يخضعوا لحكم العسكر. و علق وائل عباس على لقطات الفيديو التي صورت لمجموعة شيوخ داخل الشئون المعنوية بالجيش المصري قائلا: الذي يخلط السياسة بالدين الآن هو من استعان بشيخ الأزهر وبابا المسيحيين لدعم تحركات السيسي وإقناع المصريين البسطاء أن هذا يتم بمباركة رجال الدين لأنه التصرف الصحيح. و اعترف عباس بأن نظام مبارك يعود و سيسعى للانتقام من كل شباب الثورة و من قادها، إذا تمكن من الوطن، وهذا شئ متوقع جدا في الظروف السياسية التي تمر بمصر؛ كما اعترف بتعرضه الشخصي لحملة تشويه مع باقي الشباب الذى دعا لثورة يناير.