سادت حالة من السخط العارم بين أبناء القوى السياسية بالقليوبية بكافة توجهاتها، عقب قرار غرفة المشورة بمحكمة الجنح المستأنفة بشمال القاهرة، بإخلاء سبيل المخلوع مبارك من محبسه على ذمة التحقيقات التي تجري معه بمعرفة النيابة، بعد قبول تظلمه في قضية اتهامه بالحصول على هدايا باهظة الثمن تقدر بعدة ملايين من الجنيهات من مؤسسة الأهرام بدون وجه حق . وقال وليد مصطفى أمين التنظيم بحزب الوسط بالقليوبية: إن الأمر كان متوقعا وطبيعيا فى عصر الانقلاب، فاليوم يسترد مبارك وديعته ممن أودعهم إياها وقد حافظوا عليها له، وعلى مبارك نفسه حتى خرج مرة أخرى ليستجم؛ لأنه كان متأكدا أنه عائد، فى ظل وجود عدد من القنوات الفضائية لعبت دورا رئيسيا فى تشويه صورة الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسى، وإبراز مبارك فى دور المظلوم . ووصف أحمد حسين المتحدث باسم جبهة الانقاذ بالقليوبية الإفراج عن مبارك ب"الكوميديا السوداء"، مشيرا إلى أن طرح اسم مبارك على الساحة السياسية مرة أخرى يعد انتكاسة لثورة يناير وإهانة للشهداء، ولو قبلت القوى السياسية بذلك ستكون هى المهزلة الحقيقية . فيما قال حسن أبو السعود منسق العمل الجماهيرى بالحزب المصرى الديمقراطى: إن النيابة قدمت دعوة مهلهلة أدت إلى البراءة، والقاضى لم يجد دليلا أو تهمة مباشرة يمكن أن يقضى بها فى ظل وجود من يخفى الدلائل ويطمس الحقائق، لافتا إلى أنه من الممكن استخدام قانون الطوارئ للقبض على مبارك وأعوانه . بينما أكد الدكتور أحمد زكريا - القيادي بالجماعة الإسلامية وأمين حزب البناء والتنمية بالقليوبية - أن براءة الطغاة وسجن الثوار، وإخلاء سبيل الرئيس المخلوع مبارك هو انتصار للثورة المضادة، ففي اليوم الذي يحال فيه الرئيس المنتخب الذي أفرزته ثورة 25 يناير إلى محاكمة هزلية يتم اتخاذ إجراءات الإفراج عن مبارك، وذلك يؤكد أن الانقلاب العسكري إنما كان على ثورة 25 يناير ولتحقيق انتصار للثورة المضادة . وأضاف زكريا: إن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: أين ثوار 25 يناير وماذا سيفعلون؟ ففي الوقت الذي يخوَّن ويشيطَن ويُعتقل كل من يرفض أو يعترض من الوطنيين الشرفاء، يمهد الطريق لمبارك وأولاده ونظامه للعودة من جديد. فأدركوا ثورتكم قبل أن نعض جميعا أنامل الندم.