حذرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية من مغبة الحملة الدموية التي تشنها قوات الأمن المصرية على الرافضين للانقلاب العسكري واستباحتها لدماء مؤيدي الرئيس محمد مرسي، مشيرة إلى أن تلك الحملة يمكن أن تكون مقدمة لعمليات أسوأ تدفع بالبلاد لتكون "صومال جديدة" بعدما كانت التوقعات تشير عقب انتخاب مرسي إلى أنها تتجه لتكون تركيا جديدة. وقالت المجلة إن المواجهات الدامية في شوارع القاهرة تطور خطير يمكن أن يكون مقدمة للأسوأ، مشيرة إلى أن تصرف الجيش في 14 أغسطس بفض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة لم يكن متوقعا، ولم يكن في حسبان أنصار الرئيس مرسي، فقد كانت وحشية بشكل مدهش، لدرجة أن أنهار الدماء التي تسيل في الشوارع دفعت البعض للقول إن مصر تقترب من أن تكون "صومال جديدة". وأضافت: "منذ انقلاب 3 يوليو ضد محمد مرسي -أول رئيس منتخب ديمقراطيا- شرع أنصاره في الاعتصام بميداني نهضة مصر ورابعة العدوية، وجاءت الحملة الدموية مخالفة لوعد الحكومة باتخاذ إجراءات سلمية ضد المتظاهرين الذين كان من بينهم نساء وأطفال، وشنت الشرطة الأربعاء الماضي مدعومة بقوات من الجيش واحدة من الحملات الوحشية المذهلة واستخدمت خلالها الأسلحة الآلية والقناصة، وتم فض الاعتصامين، مما إدى إلى سقوط مئات الضحايا والآلاف المصابين، كما اندلعت أعمال عنف في أماكن كثيرة مثل الإسكندرية وأسوان" وكان حكام مصر الانقالابيين قد وعدوا بتحركات سريعة لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة، إلا أن الصحيفة قالت إن تلك الخطوات أصبحت الآن أكثر صعوبة، فالاقتصاد تدهور بشدة خلال العامين الماضين، بجانب حالة الاستقطاب الكبيرة وتعزيز الكراهية للإسلاميين وجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يضاعف صعوبة منع البلاد من الانزلاق للفتنة، وربما الحرب الأهلية. وأوضحت الصحيفة أن وسائل الإعلام الحكومية عادت إلى الدور الذي كانت تقوم به في ظل حكم مبارك من الولاء للحاكم وتأييد قراراته بعد الانقلاب العسكري، حيث شرعت في وصف الإسلاميين ب"الإرهاب"، مشيرة إلى أنه منذ انقلاب يوليو عاد قادة الإسلاميين للسجون، بما فيهم الرئيس مرسي، حيث اتهموا بتهم واهية وملفقة. وقالت المجلة إن كثير من المصريين يخشون أن يرد الإسلاميين بعنف على الحملة الشرسة التي تشن ضدهم، مشيرة إلى أن كل هذا يثير مخاوف الكثيرين من أن مصر تسير نحو طريق الصومال، بعكس الآمال التي عقدها البعض على مصر عقب ثورة يناير 2011.