"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"، تعالوا نحاول البحث فيما منحنا إياه المولى عز وجل هذه الأسابيع وسط كل هذه المحن. نعم نحن موجوعون وكارهون لما جرى في مصر منذ الانقلاب، أقدار الله وضعتنا في ابتلاءات بلغت حد المحن القاسية الدموية والمحزنة. لابد أن نقف مع أنفسنا لنكتشف أن الله تعالى قد منَّ علينا في طيات هذه المحن بنعم كانت أحلاماً صعبة التحقيق: - تجمع المختلفون داخل الدائرة السياسية الإسلامية، فتحالفوا تحت اسم واحد وقيادة جماعية شورية، وابتعد عن حزب النور آلاف ممن أيقنوا بفداحة خطايا قياداته، وعادت إلى الساحة بقوة رموز كانت انسحبت جزئياً أو كلياً، كأمثال البشري وعمارة وسيف عبد الفتاح والعوا. - بدأ بعض الباحثين والحركيين الإسلاميين مراجعة وفحص قرارات وخيارات قياداتهم ومجالسهم الشورية بهدف الوقوف على الأخطاء واستخلاص الدروس والعبر. - تعايش كثيرون من خارج دائرة ما يسمى الإسلام السياسي، مع مئات آلاف الإسلاميين معتصمي رابعة والنهضة وبعض المحافظات. المعايشة في ظل أجواء أيام وليالي رمضان والعيد الروحانية أكسبت التيار الإسلامي آلافا من المتعاطفين والمحبين، وربما يلتحق كثيرون منهم به تنظيمياً. - استرد التيار الإسلامي تحديداً كثيرا من رصيده الذي أفقدته إياه خطط الشيطنة المخابراتية الدعائية السوداوية الممنهجة. - أيقن بعض من ناصبوا مرسي العداء وجلدوه سياسيا من المحايدين أو منافسي الإخوان، أيقنوا أن الرجل كان يتعرض لمؤامرة مخابراتية عسكرية شرطية "حزب وطنية فلولية"، مدعومة إعلاميا ولوجستيا وماليا من داخل مصر والخليج والكيان الصهيوني. الرجل استرد تعاطف الملايين في الداخل المصري والوطن العربي والعالم الإسلامي عقب اختطاف الانقلابيين له واتهامه بتهم تدعو للسخرية ممن اتهموه بها. - انكشف كثير من المنافقين إن لم يكن جميعهم ممن تظاهروا بالاصطفاف إلى جانب الإسلاميين والسلطة المنتخبة. - اصطفى الله تعالى منا من نحسبهم شهداء، ولا نزكي على الله أحدا، وإن شاء الله يشفعون لأهليهم يوم الحساب. - بدأ الخلاف العلني على الغنائم بين شِلل وأحزاب خصوم التيار الإسلامي الانقلابيين، وانكشفوا أخلاقيا وإنسانيا أمام شرائح كثيرة من المحايدين، بسبب ترحيبهم بفض الاعتصامات قتلا وحرقا وانتهاكا لحرمة المساجد.