عرقل صمود المقاومة في جبهاتها -ولا يزال- إتمام صفقة القرن، ويصر الفلسطينيون في مسيرات العودة بلجان البالونات الحارقة والكاوتشوك على إحراق الصفقة، معلنين ضمنًا ألا وطن بديل عن فلسطينالمحتلة. ورغم أن العدو الصهيوني وداعميه من الأمريكان والصهاينة العرب يحاربون على جميع الجبهات، إلا أن جبهة الداخل الفلسطيني هي الفيصل في القضية الفلسطينية، وليست الفيصل في الصراع الوجودي، لأنها لو سلمت واستسلمت، فلن تستسلم المقاومة السلمية، والتي يصر مطلقوها على ذلك. ولذلك حاولت التكتيكات للصفقة -تبادل مصالح- أن تقوم على إفساد السلطة لجعلها رهينة للخارج، وفي ذات الوقت العمل على نزع سلاح المقاومة المسلحة وحصارها، إلا أن السلطة ما تزال مترددة في الانسياق وراء المشروع، ولكنها تخدمه باستمرار حصار قطاع غزة والتعاون الأمني مع إسرائيل. ويرفض محمود عباس مساعي تخفيف الحصار على قطاع غزة ويرفض في نفس الوقت خطة إدارة دونالد ترامب لإعادة تأهيل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الغرض منها خلق شقاق دبلوماسي بين غزة والضفة الغربية. واتهمّ البيان الصادر عن نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم عباس، الإدارة الأمريكية بالعمل مع إسرائيل لفصل غزة عن الضفة الغربية تحت ستار المساعدات الإنسانية أو إعادة التأهيل. "تسمين" الغزوايين واختلف المحللون بين من يرون أن الغزاويين سيعيشون أيامًا أكثر صعوبة وبين محاولات "تسمين" بتلبية جزء من رغباتهم (في إطار الحصار أيضًا). فقد توقع المحللون أن تلعب جولة (كوشنر – جرينبلات) الصهيونيان دورًا كبيرًا في تَمرير هذه الصَّفقة التي سَيكون عُنوانها الأبرَز "تسمين" قِطاع غزّة، وتحسين الظُّروف المعيشيّة لمِليونين من سُكَّانِه، وإقامة ميناء بحريّ ومطار جويّ في مِنطَقة رفح المِصريّة المُحاذِية له، إلى جانب محطّة كهرباء عِملاقة، وأُخرى لتَحلِية المِياه، وذلك تمهيدا لإعطاء إدارة قطاع غزة للقاهرة والضفة الغربية إلي الأردن. ومن نتائجها -بحسب المحللين- القضاء نهائيًّا علي حق العودة وعلى حق الفلسطينين في مدينة القدس، وما الأزمة التي شهدها الأردن مؤخرًا، بعيدة عن الحصار المفروض على قطاع غزة، بل هي جزء من الخطة التي يراد من ورائها تركيع الجميع وكسر إرادتهم حتى يسهل علي الصهاينة تنفيذ مخططاتهم الخبيثة بالتعاون مع الأمريكان. الأوضاع متوترة وما يدفع الفلسطينين إلى استمرار الخروج هو أن الإغراءات المادية ما زالت أوهامًا لدى الصهاينة، فلا تزال الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية متوترة في ظل مسيرات العودة، وتحاول السلطة بشتى الطرق تحميل حماس مسئولية ذلك، متهمة إياها بالقيام بمحاولات تضليل وافتراءات مزعومة لحرف الأنظار عن المسؤولية الحقيقية لمعاناة الشعب الفلسطيني وإرباك الرأي العام، وهو ما يعني أن الحكومة الفلسطينية أصبحت جزءًا من صفقة القرن، وأنها تفتقد النية الخالصة لإنهاء الانقسام الفلسطيني. غير أن تفاعل الضفة مؤخرًا ضد الإجراءات التعسفية التي فرضتها الحكومة الفلسطينية على سكان القطاع في إطار ما يعرف بإجراءات كسر الإرادة الفلسطينية والضغط علي حركة المقاومة الإسلامية حماس من أجل تسليم القطاع لحكومة فتح دون قيد أو شرط، يثبت عدم صدقية السلطة لدى الشارع الفلسطيني، وخسارتها ما تبقى من كرامة بعد قمع المسيرات السلمية في رام الله. ثم عاد "الحمدالله" لينفي قيامه بفرض إجراءات عقابية على قطاع غزة، مجددًا مطالبة حركة حماس بالتخلي عن سيطرتها على القطاع وإنهاء الانقسام.
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-05-23 16:08:24Z | | الشيطان وإبليس وكأن جولة كوشنر في المنطقة تشير إلى اقتراب الإعلان عن صفقة القرن، وأنه يتم الأن وضع الرتوش الأخيرة لها، وتقوم الصفقة على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تشمل قطاع غزة وأجزاءً من سيناء المصرية على أن توفر الدول المانحة (الدول الخليجية) 10 مليارات دولار للبنية التحتية للدولة الجديدة، محاولين كبح جماح دولة الاحتلال عن إفساد الصفقة المهينة مقابل أن يعترف العرب ب"يهودية إسرائيل" وب"القدس" عاصمة لها وإلغاء حق العودة. لذلك يرجح مراقبون أن تمر القضية الفلسطينية بأوقات عصيبة وسيعاني الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع المزيد من الأزمات كي يحمل حماس ذلك ويدفعها في النهاية للرضوخ للإملاءات الصهيو – أمريكية. الثور الهائج ومنذ أن كان وزيرً للحرب الصهيوني لا يعرف نتنياهو غير لغة الدماء من المدنيين العزل، وفي النهاية يؤسر جنوده ويفاجأ بعمليات نوعية وصواريخ بعيدة المدى تصل لعقر داره وصافرات الإنذار وإخلاءات المناطق المحازية للقطاع الثائر. ففي الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف ليل الثلاثاء والأربعاء حوالى 25 هدفًا في قطاع غزة ردًّا على إطلاق صواريخ من الأراضي الفلسطينية، وقال الجيش في بيان إنه أحصى نحو ثلاثين قذيفة بينها صواريخ أطلقت ليلاً من القطاع على إسرائيل. وتعكس الضربات الصهيونية، برأي متابعين، إصرار الكيان الصهيوني على الضغط على حركة حماس والشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع للقبول بصفقة القرن. بل إن الثور الهائج يقيمه منديل أحمر، وتمثل بالونات الهيليوم والطائرات الورقية، المنديل الذي تضخمه دولة الكيان لشن حرب على القطاع؛ فقد كتبت صحيفة هآرتس العبرية تحليلاً عن حرب حماس ونتنياهو القادمة سيكون سببها البالونات التي تستخدمها المقاومة السلمية ومسيرات العودة فتحرق مناطق زراعية متاخمة للقطاع لقطعان المستوطنين. وقالت إن الصهاينة ينادون بتوسيع الهجمات الجوية ضد الشباب الذين يطلقون الطائرات، بينما يري آخرون أن الهجوم الجوي المفرط لا يناسب الهدف، لأنه من غير المنطقي قتل مجموعة من الناس في غارة جوية لمجرد أن شخصًا مشاركًا في إطلاق بالون أو طائرة ورقية، واختتم التحليل أن حماس تريد إملاء قواعد اللعبة وتخاطر إسرائيل بالتصعيد وأطلقت ما يقارب 150 صاروخًا وقذيفة، إلى أن تدخلت مصر وتوصلت لوقف إطلاق النار.