المجد والسلام على كل الذين قالوا "رابعة مجزرة والسفيه عبد الفتاح السيسي خائن"، وأن 30 يونيو 2013 كانت انقلابا صريحا على ثورة 25 يناير، وعلى شرعية الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، وأنه لا ثورة إلا ثورة يناير، وواصل هاشتاج «#ارحل_يا_سيسي» تصدّر قائمة الأكثر تداولًا على تويتر في ساعات قليلة منذ إطلاقه، بأكثر من ثمانية آلاف تغريدة؛ تنوعّت بين السخرية والغضب من الحكم العسكري الذي وصفوه ب«الفاشل». وطوال أكثر من خمس سنوات من الانقلاب، واصل أنصار الشرعية مقاومة الانقلاب بكل شيء حتى أرواحهم، وربما ومع إطلاق هاشتاج «#ارحل_يا_سيسي» يتذكرهم المصريون بأنهم نزلوا إلى الشوارع وواجهوا رصاص عصابة العسكر، وسالت دماؤهم في الميادين وأُعدم بعضهم واعتقل الآلاف منهم. ولم يكتف مؤيدو الشرعية بالثورة على الكيبورد، بل اقتحموا الميادين ولم يطلبوا من الديكتاتور أن يفتحها لهم؛ لأنه بالطبع لم ولن يفعل، وحتى وهم شهداء في قبورهم أو الزنازين الضيقة أو كانوا مطاردين في الداخل والخارج، يخشاهم العسكر. ومن هنا تأتي تخوفات قائد الانقلاب السفيه السيسي؛ خشية خروج أي انتفاضات شعبية غاضبة خلال الفترة المقبلة، وهو ما جاء على لسانه في أكثر من مناسبة خلال الأشهر القليلة الماضية، تكرار مثل هذه التصريحات يثير علامات الاستفهام حول الهدف منها، ولماذا يتحدث عنها مرارا وتكرارا. وتراجعت شعبية السفيه السيسي بشكل ملحوظ بين مؤيدي الانقلاب خلال الأعوام الماضية، خاصة مع تصاعد الأزمات الاقتصادية وتراجع المستوى المعيشي وغلاء الأسعار، بفعل السياسات التي زادت من الضغوط على الطبقات الفقيرة وطالت أيضا الطبقة المتوسطة، وكانت قضية تنازل السيسي عن جزيرتي "تيران وصنافير" بمثابة القشة التي أنهت على ما تبقى من شعبيته وسط مؤيديه. يقول الناشط محمد فاروق: "من وقت رفع الدعم وتويتر والفيس كله يضج بتويتات وبوستات تهزيق في الشعب وتريقه عليه، ومشفتش دعوة واحدة للنزول أو للحشد أو حتى للعصيان المدنى.. الناس مشحونة ومستعدة للانفجار.. بس مفيش شغل عالأرض بس آخرنا كلام هنا وبس". من جانبه يقول الإعلامي محمد ناصر، المذيع في قناة مكملين: "واحد صاحبي بيروج لفكرة إن رفع الدعم عن البنزين والكهرباء والمياه عاملة زي حقنة كيماوي لشعب عنده سرطان لازم ياخدها عشان يعيش.. طيب ومين اللي جاب السرطان ده للشعب!؟ الحكم العسكري والاستبداد وقمع الحرية.. طيب وإذا كان كل ده موجود النهاردة يبيقي ازاي الشعب هايشفي بحقنة من طبيب فاسد!؟". ولم يجد السفيه السيسي أمامه للتغلب على تراجع شعبيته إلا بث الخوف في نفوس المصريين، من إمكانية انهيار الدولة بعد سقوط انقلاب العسكر، وسبق وتطرق السفيه إلى رفع شعار "مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق"، وحذر في 2015، معارضيه من تنظيم احتجاجات يوم 25 يناير، قائلا إن "الدول التي تدمر لا تعود كما كانت". وأضاف السفيه السيسي: "باسمع دعوات بعمل ثورة جديدة ليه؟ أنت عايز تضيعها ليه؟ أنا جيت بإرادتكم وباختياركم مش غصب عنكم أبدا"، وتابع: "انظروا حولكم إلى دول قريبة منا لا أحب أن أذكر اسمها إنها تعانى منذ 30 عاما ولا تستطيع أن ترجع والدول التى تدمر لا تعود". لكن سلطات الانقلاب تراجعت عن تأكيد أنه لن يكون هناك زيادة في رفع الأسعار وتحديدا البنزين خلال الفترة المقبلة، تلك التصريحات التي نطق بها طارق الملا، وزير البترول السابق في حكومة الانقلاب، عندما تعهد بأن حكومة لن ترفع أسعار المواد البترولية، مؤكدا دعم أسطوانة البوتاجاز المنزلية، إلا أن العسكر يلحسون وعودهم ويتفنون في إلهاء الناس وكسب الوقت، وارتفعت الأسعار بأضعاف أضعاف ما كان متوقعا.