بعد تصريحات إسرائيلية كثيرة شديدة المدح للسيسي، منها وصف صحيفة جيروزاليم بوست بأنه هبة الشعب المصري لإسرائيل، ووصف صحيفة هآرتس على أنه بطل إسرائيل الجديد، وتصريح وزير الشئون الاستراتيجية الصهيوني يوفال شتاينتس بأن السيسي أثبت أنه منقذنا، بدأت الأوساط الإسرائيلية في التخوف من احتمال سقوط السيسي أو انهيار سلطته بشكل مفاجئ، تحذر تصريحات كثيرة لمسئولين وباحثين صهاينة من الأثر السلبي لسقوط السيسي على أمن إسرائيل، ما دعا صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن تقول "على إسرائيل الصلاة من أجل السيسي" فهل يكتفي شخص مثل نتنياهو بالصلاة؟. لقد بدأ استعداد العدو الصهيوني لسقوط السيسي مبكرا، وبالتحديد منذ لحظة اعتقال الدكتور محمد مرسي وإعلان الانقلاب، حيث بدأ بإصدار الأوامر بهدم الأنفاق على طول الحدود مع قطاع غزة، وإقامة منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات داخل عمق سيناء، مُزيلا مدينة رفح من الوجود، ومُهجرا أهل سيناء من بيوتهم، وخلال عامين ظل الجيش يقصف بلدات سيناء. فإسرائيل طالما صرحت بأن تعمير سيناء أخطر عليها من القنبلة الذرية، وبهذه العملية ضمنت إسرائيل خروج سيناء من سيطرة الجيش، ثم صدور تصريحات إسرائيلية عن عرض مقدم من السيسي لإقامة دولة فلسطينية في سيناء مقابل حكم ذاتي لمحمود عباس في الضفة، وعدم مطالبة إسرائيل بحق العودة إلى حدود 1967 التي ضيعها العسكر أيضا. عمل السيسي خدمة لإسرائيل بإضافة مانع مائي جديد بحفر تفريعة جديدة لقناة السويس، حيث إن وجود تفريعتين يجعل مهمة أي جيش في نقل قواته من غرب القناة إلى سيناء شبه مستحيل، فمن المستفيد؟ ثم باع السيسي بجرة قلم جزيرتي تيران وصنافير اللتين توجدان في مدخل خليج العقبة، ما يفقد مصر أي فرصة مستقبلية لإغلاق المضيق في وجه إسرائيل. وتعلم دولة الاحتلال أن فرص بقاء السيسي ضئيلة، وهي تحاول استثمار فترة وجوده في تجريف الأرض أمام أي رئيس قادم، لذا سارعت تل أبيب في بناء سد النهضة الإثيوبي وجعلت مصر تتنازل عن حقوقها في حقول الشمال، وأرغمتها على تهجير أهالي سيناء وهدم الأنفاق مع قطاع غزة وبناء ترعة جديدة، هذا غير تصفير الاحتياطي الدولاري والتهاون في عودة أموال مصر المنهوبة في الخارج.