ذكرت صحيفة "ميكور ريشون" العبرية أن قيادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عبرت عن استيائها الشديد من وزير الطاقة يوفال شطاينتس, بسبب تصريحاته حول التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 15 فبراير أن هذه القيادات الأمنية اعتبرت تصريحات شتاينيتس تهديدا لمصالح إسرائيل. وكان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس زعم أن النظام المصري قام بإغراق الأنفاق على الحدود مع غزة, بناء على طلب من تل أبيب. وكشفت "ميكور ريشون" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ "لجنة رؤساء المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة" خلال لقائه بقادتها في 14 فبراير، على هامش اجتماع نظمته اللجنة في القدس, أن الدول العربية تتسابق حاليا لإجراء الاتصالات مع إسرائيل, وهو ما اعتبره دليلا على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس سبب أزمات المنطقة, حسب تعبيره. وتابع نتنياهو أن "دولا عربية كبيرة تجري حاليا اتصالات مع إسرائيل, ولم تعد ترى فيها عدوا، بل حليفا في مواجهة الإسلام المتطرف"، على حد زعمه. وكانت صحيفة "معاريف" العبرية قالت أيضا إن تصريحات شتاينيتس حول التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب, تعتبر "جريمة خطيرة" بحق الأمن القومي الإسرائيلي, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 8 فبراير أن هذه التصريحات, التي وصفتها ب"التسريبات الخطيرة", أضرت أيضا بالنظام المصري, على حد قولها. ودعت الصحيفة إلى ضرورة محاكمة شتاينيتس على إضراره بمصالح إسرائيل الأمنية, كما دعت إلى إقالته من منصبه أيضا, وتساءلت " كيف تجرأ أن يكشف أمورا أمنية بمثل هذه الخطورة والحساسية"؟ واستطردت: "هذه التسريبات تسببت بأضرار للنظام المصري, لا يمكن حصرها حاليا", حسب تعبيرها. واتهمت الصحيفة شتاينيتس بأنه يسعى لتحقيق طموحات سياسية منها أن يكون رئيس وزراء إسرائيل، ولذا يظهر كثيرا في الإعلام, ويدلي بتصريحات مثيرة للجدل. وكان رئيس تحرير صحيفة "المشهد" الأسبوعية المصرية مجدي شندي, علق على مزاعم وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس, قائلا :"إنه لا يمكن أن يأخذ كلام الإسرائيليين على محمل الجد". وأضاف شندي في تصريحات ل"الجزيرة" في 6 فبراير أن النظام المصري لم يرد على تصريحات الوزير الإسرائيلي لاقتناعه بأنها لا تستحق الرد. وتابع أن صحفا مصرية نشرت هذه التصريحات باندهاش شديد منها، كما أشار إلى أن هناك قلقا داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل من استقرار مصر, و"عدم سقوطها فيما سقطت فيه دول الربيع العربي". وبشأن التعاون بين القاهرة وتل أبيب، قال شندي, إن النظام المصري ملتزم بمعاهدة السلام مع إسرائيل, وهو مجبر على احترامها كما فعل من سبقوه, ووجه في الوقت ذاته اتهامات إلى إسرائيل بالتورط فيما يحدث بسيناء. وكان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينس زعم أن التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر بات "أفضل من أي وقت مضى"، وأن "النظام المصري قام بإغراق الأنفاق على الحدود مع غزة, بناء على طلب إسرائيلي", حسب تعبيره. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شتاينتس، قوله في 6 فبراير في ندوة ثقافية عُقدت في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل: "إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غمر الأنفاق على حدود بلاده مع قطاع غزة بالمياه, بناءً على طلب من إسرائيل". وأضاف الوزير الإسرائيلي أن إغراق الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة هو الحل الوحيد لردع حركة "حماس". وفيما يتعلق بالأنفاق بين إسرائيل وغزة, قال شتاينتس :"إسرائيل تتعامل مع هذه الأنفاق بجدية منذ سنوات، وقد قامت بنشاطات ذات مغزى للتصدي لها", غير أنه اعترف بعدم قدرة الحكومة الإسرائيلية على رصد كل الأنفاق. ويعتبر شتاينتس من المسئولين المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أنه عضو بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر المعني بالشئون الأمنية والسياسية "كابينت" , الذي من صلاحياته اتخاذ قرارات الحرب والسلم. وكان سياسيون إسرائيليون دعوا في الأيام الأخيرة لشن حرب جديدة على قطاع غزة لوقف تهديد الأنفاق، إلا أن مسؤولين بحكومة بنيامين نتنياهو استبعدوا حربًا جديدة في هذه المرحلة.